واجهت قافلة ركوب الجمال الصحراوية في الإمارات العربية المتحدة تحديات جديدة الأربعاء الماضي، مع هطول الأمطار الغزيرة وتسببها في برك مائية وأراضٍ طينية. هذه الظروف غير المعتادة أضافت صعوبة إضافية للرحلة التي استمرت 21 يوماً، والتي تهدف إلى استكشاف المناطق النائية من الصحراء واختبار قدرة المشاركين على التحمل. أثارت هذه الأحوال الجوية تساؤلات حول تأثيرها على تنظيم مثل هذه الفعاليات في المستقبل.
شارك في الرحلة عدد من المغامرين من جنسيات مختلفة، بما في ذلك الكولومبي ديفيد بيرني والإسباني بنيتا. وقد أشار المشاركون إلى أن الأمطار الغزيرة جعلت المسار أكثر صعوبة، حيث اضطروا إلى عبور مناطق لم يسبق لهم تجربتها من قبل في رحلات الجمال. يعكس هذا التحدي مدى قساوة الظروف المناخية التي يمكن أن تواجهها القوافل الصحراوية.
رحلة الجمال الصحراوية: تحديات الطقس و تطور التنظيم
على الرغم من الصعوبات، عبّر المشاركون عن إعجابهم بجمال التضاريس الإماراتية. وأوضح ديفيد أنه أتيحت له الفرصة لزيارة مناطق لا يمكن الوصول إليها بسهولة، بما في ذلك المناطق المحمية أو المقيدة على الزوار العاديين. هذه التجارب الفريدة تجعل الرحلة ذات قيمة خاصة بالنسبة للمشاركين.
تطور المسار و زيادة صعوبة التحدي
أشار ديفيد بيرني، وهو مقيم في الإمارات وشارك في هذه الرحلة على مدى أربع سنوات، إلى تحسن كبير في التنظيم هذا العام. وقال إن الرحلة أصبحت أكثر سلاسة وتنظيماً مقارنة بالعام الأول. بالإضافة إلى ذلك، تم إطالة المسار عمداً، ليصل إلى أكثر من 1000 كيلومتر، بهدف اختبار قدرة المشاركين على التحمل والتعامل مع الظروف الصعبة.
في السابق، كانت الرحلة تبلغ حوالي 550 كيلومترًا. هذا التغيير يعكس رغبة المنظمين في تقديم تجربة أكثر تحديًا وإثارة للمشاركين. وتشير التقارير إلى أن هذا التوسع في المسار قد ساهم في زيادة الإقبال على المشاركة في الرحلة.
تأثير العاصفة و ردود فعل المشاركين
غاب بنيتا عن أسوأ العواصف بسبب التزاماته العملية في دبي. وعند عودته، صُدم بما رآه من أضرار. وأكد أن هذه التجربة أبرزت مدى صعوبة الظروف التي واجهتها القافلة. وتشير ملاحظات بنيتا إلى أهمية الاستعداد الجيد لمواجهة التحديات المناخية غير المتوقعة.
وعلى الرغم من الصعوبات، أعرب ديفيد عن استعداده للمشاركة في رحلة مماثلة مرة أخرى، خاصة إذا تضمن المسار مناطق مثل ليوا والربع الخالي. وقد أضاف أن هذه المناطق تمثل تحديًا خاصًا، مما يجعل التجربة أكثر تميزًا. تعتبر هذه المناطق من بين الأصعب في الصحراء، وتتطلب تخطيطًا دقيقًا ومعدات متخصصة.
يشهد قطاع السياحة الصحراوية في الإمارات اهتمامًا متزايدًا، حيث يسعى السياح إلى تجارب فريدة ومغامرة في قلب الصحراء. تشمل الأنشطة الشائعة ركوب الجمال والتخييم ومشاهدة غروب الشمس. وساهمت هذه الأنشطة في تعزيز مكانة الإمارات كوجهة سياحية متميزة.
مع اقتراب قافلة الجمال من دبي، أصبحت العاصفة مجرد ذكرى في رحلة مليئة بالتحديات والجمال والعمل الجماعي. وقد سلطت هذه الرحلة الضوء على قوة الطبيعة الهادئة، وكشفت عن جانب من صحراء الإمارات لا يراه الكثيرون. كما أظهرت أهمية التعاون والتكاتف بين المشاركين للتغلب على الصعوبات.
تُعد هذه الرحلات الصحراوية فرصة لاستكشاف التراث والثقافة الإماراتية، والتعرف على أسلوب حياة البدو الرحل. تساهم هذه الفعاليات في الحفاظ على التقاليد وتعزيز الوعي بأهمية الصحراء.
من المنتظر أن يقوم المنظمون بتقييم شامل لتجربة هذا العام، بما في ذلك تأثير الأحوال الجوية على المسار وسلامة المشاركين. ومن المتوقع أن يصدروا توصيات بشأن إجراء تحسينات على التنظيم والاستعدادات المستقبلية. سيكون من المهم مراقبة هذه التطورات، وفهم كيف ستؤثر على تنظيم فعاليات مماثلة في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن يتم النظر في تطوير مسارات بديلة للرحلات الصحراوية، مع الأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية والظروف الجوية المتوقعة. هذا التوجه يعكس حرص المنظمين على ضمان سلامة المشاركين وتقديم تجربة ممتعة ومثيرة في الوقت نفسه. سيتم التركيز بشكل خاص على رحلة الجمال كنشاط سياحي رئيسي.
تعتبر العواصف الرملية وارتفاع درجات الحرارة من التحديات الأخرى التي قد تواجه القوافل الصحراوية. لذلك، من الضروري اتخاذ إجراءات وقائية مناسبة، مثل توفير المياه الكافية وارتداء الملابس الواقية. الطقس في الصحراء يمكن أن يكون قاسيًا جدًا، ويتطلب تخطيطًا دقيقًا وإجراءات سلامة صارمة.