أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن اختتام المرحلة الأولى من دورة الرخصة الآسيوية للمدربين المستوى ‘A’ في الرياض. شارك في الدورة 24 مدربًا وطنيًا، وهي خطوة مهمة نحو تطوير الكفاءات التدريبية المحلية وتعزيز مستقبل الكرة السعودية. تهدف الدورة، التي استمرت خمسة أيام، إلى تزويد المدربين بأحدث المنهجيات والمعارف في مجال التدريب.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه الكرة السعودية تطورات كبيرة، مدفوعة برؤية المملكة 2030 والاستثمارات المتزايدة في القطاع الرياضي. وتستهدف هذه الاستثمارات تحسين أداء المنتخب الوطني والأندية السعودية على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما يتطلب وجود مدربين مؤهلين ومتمكنين.
أهمية الرخصة الآسيوية للمدربين وتأثيرها
تعتبر الرخصة الآسيوية للمدربين المستوى ‘A’ بمثابة ترخيص احترافي يسمح للمدربين بقيادة الأندية المحترفة والمنتخبات الوطنية للفئات السنية. وفقًا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن هذه الرخصة تعتمد على معايير دولية تضمن حصول المدربين على المعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق النجاح في هذا المجال. يشمل ذلك التدريب التكتيكي المتقدم، والإعداد البدني، وعلم النفس الرياضي.
جهود الاتحاد السعودي لتطوير الكفاءات
لا يقتصر دور الاتحاد السعودي لكرة القدم على تنظيم الدورات التدريبية، بل يمتد ليشمل تطوير المناهج الدراسية، واستقطاب أفضل الخبراء والمحاضرين، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للمدربين المشاركين. أكد المدير الفني للاتحاد، ناصر لارجيت، على أهمية الاستثمار في الكوادر الوطنية، مشيرًا إلى أن ذلك سيساهم في تقليل الاعتماد على المدربين الأجانب في المستقبل القريب.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى الاتحاد إلى إنشاء شراكات استراتيجية مع الجامعات والمؤسسات التعليمية المتخصصة لتوفير برامج تدريبية متكاملة للمدربين، تهدف إلى تطوير قدراتهم في مختلف المجالات، بما في ذلك إدارة الأداء، والتحليل الفني، والتخطيط الاستراتيجي. تطوير المدربين السعوديين هو جزء لا يتجزأ من خطة بناء جيل جديد من المواهب الكروية.
محتوى الدورة والمدربون المشاركون
شهدت الدورة مشاركة نخبة من المدربين الوطنيين ذوي الخبرة، بالإضافة إلى محاضرين دوليين متخصصين. قدم المحاضران فرانك تيفيلييه وإيمانويل فاندنبولك خبراتهم الواسعة في مجال التدريب، وتناولوا أحدث التطورات في الأساليب التكتيكية والإعداد البدني. كما شارك المدربون الوطنيون فهد مدهش، بدر الدوسري، وأحمد الذكرالله في تقديم المحتوى التدريبي، مما أضفى على الدورة طابعاً محلياً مميزاً وساعد على ربط المفاهيم النظرية بالتجارب العملية.
ركزت الدورة على الجوانب العملية للتدريب، حيث قام المدربون بتطبيق المهارات والمعارف التي اكتسبوها في المحاضرات والورش التدريبية من خلال سيناريوهات محاكاة للمباريات. تسمح هذه الطريقة للمدربين بفهم التحديات التي قد تواجههم في الواقع وتطوير استراتيجيات فعالة للتغلب عليها. برامج التدريب هذه تهدف إلى رفع مستوى الاحترافية في الدوري.
وقد وجه ناصر لارجيت شكره لجامعة اليمامة على استضافتها للدورة وتوفيرها كافة الإمكانيات والمرافق اللازمة لنجاحها. وشدد على أهمية التعاون بين الاتحاد والجامعات والمؤسسات التعليمية لتطوير القطاع الرياضي.
من المتوقع أن يستفيد منها الأندية السعودية من خلال رفع مستوى تدريب اللاعبين في مختلف الفئات العمرية. ستساهم هذه الدورة في إعداد جيل جديد من المدربين القادرين على قيادة الأندية والمنتخبات السعودية نحو تحقيق المزيد من الإنجازات. ويتماشى هذا مع الاستراتيجية طويلة الأمد لتطوير كرة القدم السعودية.
الخطوة التالية هي تقييم أداء المدربين المشاركين في الدورة، ومنحهم الشهادات اللازمة. يُتوقع أن يعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن نتائج التقييم في غضون الأسابيع القليلة القادمة. كما سيتم الإعداد لتنظيم دورات تدريبية أخرى في المستقبل القريب، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المدربين وتلبية الاحتياجات المتزايدة للقطاع الرياضي. من المهم متابعة المراحل القادمة من هذا البرنامج لتقييم تأثيره الفعلي على تطوير كرة القدم في المملكة.