Connect with us

Hi, what are you looking for?

اقتصاد

“الإمارات للألمنيوم” توسع عملياتها في ألمانيا بأكثر من ستة أضعاف باستثمار 170 مليون دولار

أعلنت شركة “ليشتميتال” (Leichtmetall) عن استثمار بقيمة 170 مليون دولار لإنشاء منشأة جديدة لـإعادة تدوير الألمنيوم بالقرب من مدينة هانوفر في ألمانيا. ومن المتوقع أن تزيد هذه المنشأة من قدرة الشركة على معالجة خردة الألمنيوم بشكل كبير، مما يعزز مكانتها في سوق المعادن الأوروبي. وتهدف الشركة لبدء عمليات الإنتاج في المنشأة الجديدة بحلول عام 2028.

سيؤدي هذا المشروع إلى زيادة قدرات فرز خردة الألمنيوم بنحو 110 آلاف طن سنويًا، بالإضافة إلى زيادة قدرات الصهر والصب بمقدار 153 ألف طن سنويًا. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه قطاع إعادة تدوير المعادن نموًا متزايدًا، مدفوعًا بالطلب العالمي على المواد الخام المستدامة والجهود المبذولة لتقليل البصمة الكربونية للصناعات المختلفة.

توسع “ليشتميتال” في إعادة تدوير الألمنيوم وأثره على السوق الأوروبية

يمثل هذا الاستثمار توسعًا استراتيجيًا لشركة “ليشتميتال” في أوروبا، حيث تسعى الشركة إلى تلبية الطلب المتزايد على الألمنيوم المعاد تدويره. الألمنيوم مادة متعددة الاستخدامات تستخدم في مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك السيارات والبناء والتعبئة والتغليف. وتعتبر إعادة تدوير الألمنيوم عملية فعالة من حيث التكلفة وتساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.

تُظهر الأرقام الحالية أن الطاقة الإنتاجية لعمليات الصهر والصب لدى “ليشتميتال” في هانوفر تبلغ حوالي 30 ألف طن سنويًا. وبالتالي، فإن المنشأة الجديدة ستمثل زيادة كبيرة في قدرات الشركة، مما يعزز من قدرتها التنافسية في السوق. وتشير التقارير إلى أن هذا التوسع سيساعد الشركة على الاستفادة من الفرص المتاحة في قطاع الألمنيوم المستعمل.

أهمية إعادة تدوير الألمنيوم

تعتبر إعادة تدوير الألمنيوم ذات أهمية بالغة لعدة أسباب. أولاً، تتطلب عملية إنتاج الألمنيوم الأولي كميات كبيرة من الطاقة، في حين أن إعادة تدوير الألمنيوم تستهلك أقل من 5٪ من هذه الطاقة. ثانيًا، تساعد إعادة التدوير في تقليل النفايات والحفاظ على الموارد الطبيعية مثل البوكسيت. ثالثًا، تساهم في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بعمليات الإنتاج الصناعي.

العوامل المحفزة لنمو قطاع إعادة تدوير المعادن

يشهد قطاع إعادة تدوير المعادن نموًا مدفوعًا بعدة عوامل. تشمل هذه العوامل زيادة الوعي البيئي، واللوائح الحكومية التي تشجع على إعادة التدوير، وارتفاع أسعار المعادن الأولية، والتقدم التكنولوجي في عمليات إعادة التدوير. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشركات تتبنى بشكل متزايد ممارسات الاستدامة، مما يزيد من الطلب على المواد المعاد تدويرها. وتشمل المواد الأخرى التي تشهد زيادة في عمليات تدوير المعادن النحاس والرصاص والزنك.

تستفيد “ليشتميتال” من هذه الاتجاهات من خلال الاستثمار في تقنيات جديدة لزيادة كفاءة عمليات إعادة التدوير وتحسين جودة الألمنيوم المعاد تدويره. وتعتبر الشركة من الشركات الرائدة في مجال إعادة تدوير الألمنيوم في أوروبا، وتسعى إلى الحفاظ على هذا الموقع من خلال التوسع المستمر والابتكار.

وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فإن هذا المشروع يتماشى مع رؤية ألمانيا الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045. وتعتبر إعادة تدوير المعادن جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية، حيث تساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض الانبعاثات الصناعية.

من المتوقع أن يخلق المشروع الجديد فرص عمل إضافية في المنطقة المحيطة بهانوفر، مما يعزز النمو الاقتصادي المحلي. كما أنه سيعزز من مكانة ألمانيا كمركز رئيسي لإعادة تدوير المعادن في أوروبا.

في الختام، يمثل استثمار “ليشتميتال” خطوة مهمة نحو تعزيز الاستدامة في قطاع الألمنيوم. ومن المتوقع أن تبدأ الشركة في تقييم العروض الخاصة بالبنية التحتية والمعدات اللازمة للمنشأة الجديدة في الأشهر المقبلة. يبقى من المهم مراقبة التقدم المحرز في المشروع، والتحديات المحتملة التي قد تواجه الشركة، وتأثيره على سوق الألمنيوم الأوروبي بشكل عام.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة