Connect with us

Hi, what are you looking for?

صحة

مؤشر حيوي جديد لمحاربة ارتفاع ضغط الدم وداء السكري

اكتشف باحثون في جامعة لندن علامة مبكرة واعدة لتطور أمراض القلب والأوعية الدموية من خلال تحليل بروتينات الدم. هذه الدراسة، المنشورة في مجلة “Circulation: الجينوم والطب الدقيق”، قد تفتح الباب أمام تشخيص أكثر دقة وأساليب علاجية مُخصّصة لأمراض القلب، وذلك باستخدام ما يعرف بتحليل البروتينات، وهو أسلوب يختلف عن الاختبارات الجينية التقليدية.

تشير الأبحاث إلى أن قياس مستويات بروتينات معينة في الدم يمكن أن يكشف عن عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة. هذا التحليل يوفر صورة لحظية للتغيرات الصحية، بعكس الاختبارات الجينية التي تعكس عوامل خطر ثابتة منذ الولادة، مما يجعله أداة قيمة في المراقبة الفعالة للمرض.

أهمية تحليل البروتينات في تشخيص أمراض القلب

ركزت الدراسة على تسعة بروتينات رئيسية في الدم، بما في ذلك ACE2 وBNP وNT-proBNP والتروبونين I، وتم تحليل بيانات من أكثر من 45 ألف عينة دم من بنك البيانات الحيوية في المملكة المتحدة. وقد كشفت النتائج عن تباينات ملحوظة في مستويات هذه البروتينات تبعاً للعمر والجنس والخلفية الوراثية، بالإضافة إلى نمط الحياة واستخدام الأدوية.

دور بروتين ACE2 في تنظيم ضغط الدم والسكري

أظهرت النتائج أهمية خاصة لبروتين ACE2، حيث تبين أن مستوياته مرتفعة لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم أو داء السكري. لوحظ هذا الارتفاع بشكل أكبر لدى النساء، وارتبط بتغيرات جينية مرتبطة بداء السكري. وباستخدام تقنية التحليل الجيني ثنائي العينة، توصل الباحثون إلى أن زيادة مستويات ACE2 قد تكون آلية طبيعية لحماية الجسم من ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني.

يعمل بروتين ACE2 على تكسير الأنجيوتنسين II، وهو مركب يسبب تضيق الأوعية الدموية، وتحويله إلى مواد أخرى تساعد على استرخائها. هذا يشير إلى أن ارتفاع مستويات ACE2 لدى مرضى الضغط قد يكون استجابة تعويضية للحفاظ على صحة الأوعية الدموية. وبالتالي، يُعتبر قياس مستويات هذا البروتين مؤشراً حيوياً واعداً للاستجابة لارتفاع ضغط الدم.

هذه النتائج لها انعكاسات كبيرة على الممارسات السريرية الحالية، خاصةً مع انتشار الحالات المزمنة لارتفاع ضغط الدم والسكري. يمكن أن يساعد دمج تحليل ACE2 في عمليات التشخيص والمتابعة والعلاج في تحسين الرعاية الصحية للمرضى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم في فهم أعمق للآليات الوقائية الموجودة في الجهاز القلبي الوعائي.

تأثير النتائج على العلاجات الحالية لضغط الدم

تثير هذه الدراسة أسئلة مهمة حول فعالية العلاجات الدوائية المستخدمة حالياً لارتفاع ضغط الدم، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE). تشير النتائج إلى أن التوازن بين بروتيني ACE2 وACE1 قد يلعب دورًا حاسمًا في مدى استجابة المريض لهذه الأدوية. هذا يفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر تخصيصًا، تأخذ في الاعتبار مستويات ACE2 لكل مريض.

علاوة على ذلك، تشجع هذه النتائج على إجراء المزيد من البحوث لاستكشاف إمكانية تعزيز نشاط ACE2 أو محاكاة تأثيراته كطريقة جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم والسكري. تدعم هذه الفكرة نتائج دراسات سابقة أظهرت أن دواء الميتفورمين، المستخدم لعلاج السكري، يزيد من إنتاج هذا البروتين كجزء من آلية عمله. هذا يشير إلى وجود تفاعل معقد بين الأدوية والبروتينات، مما يستدعي المزيد من التحقيقات.

بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، قد يكون لتحليل البروتينات تطبيقات أوسع في تشخيص ومتابعة الأمراض الأخرى. فالقدرة على قياس التغيرات اللحظية في مستويات البروتينات توفر معلومات قيمة لا يمكن الحصول عليها من خلال الاختبارات الجينية وحدها. هذا المجال من البحث يمثل تطوراً مهماً في الطب الشخصي.

الخطوة التالية تتضمن إجراء دراسات أكبر لتأكيد هذه النتائج وتحديد أفضل الطرق لدمج تحليل ACE2 في الممارسة السريرية الروتينية. سيحتاج الباحثون أيضًا إلى استكشاف الآثار طويلة المدى للتغيرات في مستويات ACE2 وتحديد ما إذا كانت يمكن استخدامها للتنبؤ بتطور المرض أو تقييم فعالية العلاج. من المتوقع إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال خلال السنوات القليلة القادمة.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة