Connect with us

Hi, what are you looking for?

تكنولوجيا

خدمات الذكاء الاصطناعي الجديدة في مؤتمر أبشر 2025 بالسعودية

في مبادرة تهدف إلى تعزيز مكانتها كمركز ثقافي وعلمي رائد، أعلنت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل (IAU) عن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في جهود حفظ المخطوطات العربية النادرة. يأتي هذا الإعلان خلال فعاليات مبادرة “العربية: لغة وهوية وصناعة المستقبل” التي تنظمها كلية الآداب، مؤكدةً على أهمية اللغة العربية في بناء الهوية الوطنية ودعم التقدم المعرفي. وتعد هذه الخطوة جزءاً من الجهود الأوسع نطاقاً في المملكة العربية السعودية للاستفادة من التكنولوجيا في الحفاظ على التراث الثقافي.

افتتح رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور فهد بن أحمد الحربي، فعاليات المبادرة بحضور قيادات أكاديمية بارزة، بما في ذلك الدكتور عاصم الأنصاري و الدكتور عبدالله المهيدب والدكتورة مشاعل العكلي. تهدف المبادرة إلى الاحتفاء باللغة العربية وتعميق الوعي بقيمتها الحضارية، مع التركيز على دورها المتزايد في مجالات التعليم والثقافة والابتكار، خاصةً في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي تشهده المنطقة.

الذكاء الاصطناعي وحماية المخطوطات العربية النادرة: رؤية المملكة 2030

تأتي هذه المبادرة في سياق رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتماماً كبيراً بالحفاظ على التراث الوطني وتعزيز التحول الرقمي. المخطوطات العربية النادرة تمثل جزءاً أساسياً من هذا التراث، حيث تحتفظ بكنوز من المعرفة في مجالات متنوعة كالطب والفلك والرياضيات والأدب. ومع مرور الوقت، تصبح هذه المخطوطات عرضة للتلف، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً لحمايتها وتوثيقها.

يُعد الذكاء الاصطناعي حلاً واعداً لمواجهة التحديات المرتبطة بحفظ المخطوطات، حيث يمكن استخدامه في عمليات الفهرسة والتحليل والرقمنة بشكل أكثر فعالية ودقة. وتشمل هذه العمليات استخدام تقنيات التعرف الضوئي على الحروف (OCR) لتحويل النصوص المكتوبة بخط اليد إلى نصوص رقمية قابلة للبحث والتعديل، بالإضافة إلى استخدام معالجة اللغات الطبيعية (NLP) لفهم وتحليل محتوى هذه المخطوطات.

معرض الأصالة والابتكار: احتفاء بالخط العربي والتراث

ترافق مع إطلاق المبادرة معرض فني فريد استعرض العلاقة بين اللغة العربية والفنون والتراث. ضم المعرض مجموعة متنوعة من اللوحات الفنية والتصاميم المستوحاة من جماليات الخط العربي، بالإضافة إلى عرض مجموعة مختارة من المخطوطات العربية النادرة التي تعود إلى عصور مختلفة. وقد سلط المعرض الضوء على أهمية الخط العربي كعنصر أساسي في الهوية البصرية للمملكة.

كما قدم المعرض لمحة عن المشاريع البحثية والطلابية التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية. وقد أثارت هذه المشاريع اهتماماً كبيراً من الزوار، حيث عرضت تطبيقات مبتكرة في مجالات مثل تحليل النصوص التاريخية واستخراج المعلومات منها. وكانت هناك أيضاً فعاليات تعريفية ببرامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مما يعزز دور الجامعة كمركز لانتشار الثقافة العربية.

تأثيرات دمج الذكاء الاصطناعي في دراسة التراث

إن دمج الذكاء الاصطناعي في حفظ ودراسة التراث العربي له آثار إيجابية كبيرة على المستويين المحلي والإقليمي. على الصعيد المحلي، سيسهم هذا التوجه في تعزيز القدرات البحثية في مجال الدراسات العربية والإسلامية، وتوفير فرص تدريبية للباحثين والطلاب في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا المشروع سيساهم في بناء جيل جديد من المتخصصين القادرين على الجمع بين المعرفة الإنسانية والمهارات التقنية.

أما على الصعيد الإقليمي والدولي، فسيؤدي هذا المشروع إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز رائد في مجال حفظ التراث الإنساني. كما يمكن أن يُمهد الطريق لإقامة شراكات بحثية دولية وتبادل الخبرات في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في حفظ التراث. وسيؤدي ذلك إلى إتاحة هذه المخطوطات للباحثين والمهتمين في جميع أنحاء العالم، مما يسهم في إثراء المعرفة الإنسانية المشتركة.

اختتمت الفعالية بالإعلان عن الفائزين بجائزة الإبداع الأدبي لعام 2025م، حيث حصد إبراهيم محمد اليوسف الجائزة في مجال الشعر الفصيح، فيما فازت سمية عبدالله جلال في التأليف المسرحي. هذا التكريم يعكس التزام الجامعة بدعم الإبداع الأدبي والثقافي، ويؤكد على أهمية اللغة العربية كركيزة أساسية للهوية والتراث.

من المتوقع أن تُعلن الجامعة عن تفاصيل الخطة التنفيذية لدمج الذكاء الاصطناعي في أرشفة المخطوطات العربية النادرة خلال الربع الأول من عام 2026. وينبغي متابعة مدى توفر التمويل اللازم، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتدريب الكوادر المتخصصة لضمان نجاح هذا المشروع الطموح. وهناك حاجة أيضاً لتقييم مدى فعالية التقنيات المستخدمة وتحديثها بشكل دوري بما يتناسب مع التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة