Connect with us

Hi, what are you looking for?

دولي

مستشار أوربان: قرض الـ90 مليار يورو سيؤدي لاستمرار حرب أوكرانيا

:

أثار قرار الاتحاد الأوروبي منح قرض لأوكرانيا بقيمة 90 مليار يورو جدلاً واسعاً، حيث أعرب مسؤولون هنغاريون عن معارضتهم الشديدة، محذرين من أن ذلك سيؤدي إلى إطالة أمد النزاع وعبء مالي دائم على الدول الأوروبية. جاء هذا الإعلان في أعقاب قمة أوروبية في بروكسل، حيث تم الاتفاق على تقديم القرض من الميزانية الأوروبية، مع إرجاء مؤقت لمسألة مصادرة الأصول الروسية المجمدة.

ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد الضغوط على الاتحاد الأوروبي لتقديم دعم مالي إضافي لكييف. أكدت مصادر أوروبية أن هنغاريا وسلوفاكيا والتشيك لن تشارك في ضمان هذا القرض، مما يعكس انقسامات داخلية حول أفضل طريقة لمساعدة أوكرانيا.

الخلاف حول قرض الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا

أعرب بالاج أوربان، مستشار رئيس الوزراء الهنغاري، عن قناعته بأن القرض لن يتم سداده، وأن عبء الديون سيقع على كاهل الأوروبيين. وكتب أوربان على منصة “إكس” أن هذا القرض يمثل تمويلاً لاستمرار الحرب وليس سياسة اقتصادية رشيدة. وقد أرفق أوربان منشوره بمقال من صحيفة “فيلت” الألمانية يتناول تفاصيل القرض وتأثيراته المحتملة.

وأضاف أوربان أن حتى مؤيدي القرض يعترفون بعدم إمكانية استرداده، مما سيضطر الاتحاد الأوروبي إلى خفض ميزانياته أو تحمل ديون إضافية. هذا الموقف يعكس قلق هنغاريا بشأن الاستقرار المالي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.

ردود الفعل على القرار الأوروبي

في أعقاب القمة، صرح رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان بأن الأجيال القادمة ستدفع ثمن هذا القرض، مؤكداً أن أوكرانيا لن تكون قادرة على إعادة الأموال. هذا التصريح أثار ردود فعل متباينة في الأوساط الأوروبية، حيث اعتبره البعض تشاؤماً مبالغاً فيه، بينما أيده آخرون.

من جهتها، أشارت صحيفة “فاينانشال تايمز” إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي بتقديم القرض من أموال دافعي الضرائب الأوروبيين بدلاً من الأصول الروسية المجمدة يمثل انتكاسة سياسية للمستشار الألماني ورئيسة المفوضية الأوروبية. ويرجع ذلك إلى أن مصادرة الأصول الروسية كانت تعتبر خياراً جذاباً لتمويل المساعدات لأوكرانيا دون تحميل دافعي الضرائب الأوروبيين أعباء إضافية.

في سياق متصل، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة مصادرة الأصول الروسية، واصفاً إياها بالنهب. وحذر بوتين من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في النظام المالي العالمي. هذا التحذير يعكس قلق روسيا بشأن الإجراءات العقابية التي يتخذها الغرب ضدها.

يأتي هذا الجدل حول تمويل أوكرانيا في وقت تشهد فيه القارة الأوروبية ضغوطاً اقتصادية متزايدة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتداعيات الحرب. وتواجه الحكومات الأوروبية تحديات كبيرة في موازنة الحاجة إلى دعم أوكرانيا مع الحفاظ على الاستقرار المالي والاجتماعي في بلدانها.

تعتبر قضية المساعدات المالية لأوكرانيا من القضايا المعقدة التي تتطلب حلاً شاملاً يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية. ويتطلب ذلك تنسيقاً وثيقاً بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى حوار بناء مع روسيا.

بالإضافة إلى القرض، يناقش الاتحاد الأوروبي آليات أخرى لدعم أوكرانيا، بما في ذلك المساعدات الإنسانية والمساعدات الفنية. كما يتم النظر في إمكانية فرض عقوبات إضافية على روسيا بهدف زيادة الضغط عليها لإنهاء الحرب. وتشمل هذه العقوبات قيوداً على التجارة والاستثمار والسفر.

تتراوح التقديرات حول التكلفة الإجمالية لإعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب بين مئات المليارات وحتى تريليونات الدولارات. ويعتبر الدعم المالي الدولي أمراً ضرورياً لمساعدة أوكرانيا على التعافي من آثار الحرب واستعادة اقتصادها.

من المتوقع أن يستمر النقاش حول قرض الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في الأيام والأسابيع القادمة. وستركز المناقشات على شروط القرض وآليات السداد والضمانات المطلوبة. كما ستتم مناقشة التأثيرات المحتملة للقرض على الميزانية الأوروبية والاقتصاد الأوروبي.

في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيتمكن من التغلب على الخلافات الداخلية والتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن القرض. ومع ذلك، من المؤكد أن مستقبل أوكرانيا يعتمد إلى حد كبير على الدعم المالي الذي ستقدمه لها الدول الأوروبية والمجتمع الدولي.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة