Connect with us

Hi, what are you looking for?

تكنولوجيا

السواحة في الأمم المتحدة: السعودية تقود التحول الرقمي العالمي

في سياق متسارع نحو التحول الرقمي، استعرض وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، خلال مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقدم الكبير الذي حققته المملكة العربية السعودية في مجال **التحول الرقمي**. جاءت مشاركة الوزير السواحة في إطار مراجعة تنفيذ نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS)، حيث سلط الضوء على المبادرات والبرامج التي ساهمت في تعزيز البنية التحتية الرقمية وتمكين المجتمع السعودي رقميًا.

رؤية 2030 ومسيرة التحول الرقمي في المملكة

يعتبر برنامج رؤية السعودية 2030 حجر الزاوية في جهود المملكة نحو تحقيق **التحول الرقمي** الشامل. تهدف الرؤية إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، مع التركيز بشكل كبير على تطوير قطاع التقنية والابتكار. وقد أثمرت هذه الجهود عن قفزات نوعية في مختلف المجالات، بما في ذلك الحكومة الإلكترونية، والمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي.

تطوير البنية التحتية الرقمية

استثمرت المملكة بشكل مكثف في تطوير البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس (5G) والألياف الضوئية. ووفقًا لتقارير وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، فقد ارتفعت سرعة الإنترنت في المملكة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مما ساهم في تحسين جودة الخدمات الرقمية المقدمة للمواطنين والشركات. هذا التطور في البنية التحتية يدعم أيضًا نمو قطاعات جديدة مثل التجارة الإلكترونية والخدمات المالية الرقمية.

تمكين رأس المال البشري

إدراكًا لأهمية الكفاءات البشرية في تحقيق **التحول الرقمي**، أطلقت المملكة العديد من البرامج التدريبية والتأهيلية التي تهدف إلى تطوير مهارات الشباب السعودي في مجالات التقنية المختلفة. تشمل هذه البرامج التدريب على البرمجة، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي. تهدف هذه المبادرات إلى خلق جيل جديد من الكفاءات القادرة على قيادة مسيرة التنمية الرقمية في المملكة.

المملكة في صدارة مؤشرات الاتصالات وتقنية المعلومات

أظهرت المؤشرات العالمية تقدم المملكة الملحوظ في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. فقد تصدرت المملكة مؤشر تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات (IDI) الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، متفوقةً بذلك على العديد من الدول المتقدمة. يعكس هذا التصنيف الجهود المبذولة في تحسين الوصول إلى خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعزيز القدرات الرقمية للمجتمع.

الذكاء الاصطناعي والبيانات: مستقبل الاقتصاد الرقمي

تولي المملكة اهتمامًا خاصًا بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات، إيمانًا منها بأهميتها في بناء اقتصاد رقمي مستدام. وقد أطلقت المملكة العديد من المبادرات في هذا المجال، بما في ذلك إنشاء مراكز أبحاث متخصصة، ودعم الشركات الناشئة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي. كما تعمل المملكة على تطوير نماذج لغوية وطنية، مثل نموذج “علام” (ALLaM)، لتعزيز استخدام اللغة العربية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى المملكة إلى تحقيق السيادة الرقمية من خلال تطوير قدراتها في مجال الحوسبة السحابية والأمن السيبراني. يهدف ذلك إلى حماية البيانات الوطنية وضمان استقلالية المملكة في الفضاء الرقمي. وتعتبر هذه الخطوة ضرورية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في العصر الرقمي.

الابتكار العلمي والتقدم التكنولوجي

لا يقتصر طموح المملكة على **التحول الرقمي** فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي في مختلف المجالات. ويظهر ذلك جليًا في الدعم الذي تقدمه المملكة للباحثين والعلماء، وفي الاستثمار في البحث والتطوير. وقد تجلى هذا الدعم في الفوز العالمي للعالم السعودي عمر ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، وهو ما يعكس القدرات العلمية المتميزة التي تمتلكها المملكة.

في الختام، تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها الطموحة نحو تحقيق **التحول الرقمي** الشامل، مع التركيز على تطوير البنية التحتية، وتمكين رأس المال البشري، وتعزيز الابتكار العلمي. ومن المتوقع أن تشهد المملكة المزيد من التقدم في هذا المجال خلال السنوات القادمة، مع استمرار الاستثمار في التقنيات الناشئة وتطوير الكفاءات الوطنية. وستظل المملكة ملتزمة بتعزيز التعاون الدولي في مجال التقنية، والمساهمة في بناء مستقبل رقمي أفضل للجميع.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة