Connect with us

Hi, what are you looking for?

اقتصاد

عاملان وراء ارتفاع الذهب والفضة إلى مستويات تاريخية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا اليوم، لتصل إلى مستويات قياسية جديدة مدفوعة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية. هذا الارتفاع القوي في سعر الذهب يعكس تزايد الطلب عليه كملاذ آمن للاستثمار في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. وقد تجاوز سعر الأونصة حاجز 4381 دولارًا، مسجلاً بذلك أعلى مستوى له على الإطلاق.

كما شهدت الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم، حيث ارتفعت بنسبة تصل إلى 3.4%، مقتربة من مستوى 70 دولارًا للأونصة. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار المعادن الثمينة الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم، مما يشير إلى زخم عام في سوق المعادن.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

يعزو خبراء الاقتصاد هذا الارتفاع الحاد في أسعار الذهب إلى عاملين رئيسيين. أولاً، التوقعات المتزايدة بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في عام 2024. هذه التوقعات تعززت بدعوات من بعض المسؤولين الأمريكيين لتبني سياسة نقدية أكثر مرونة. انخفاض أسعار الفائدة يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين، حيث لا يدر عائدًا ثابتًا.

ثانيًا، التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في مناطق مختلفة من العالم. تشهد الساحة الدولية تصعيدًا في الأزمات، بما في ذلك الحصار النفطي على فنزويلا، مما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن للحفاظ على قيمة الأصول في أوقات الأزمات.

دور الاستثمار المؤسسي في صعود الذهب

بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، يلعب الاستثمار المؤسسي دورًا هامًا في دفع أسعار الذهب إلى الأعلى. فقد زادت مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، كما تدفقت رؤوس الأموال إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب. هذا يدل على ثقة المؤسسات المالية في الذهب كأصل استثماري آمن وموثوق.

كما أن السياسات التجارية للولايات المتحدة، بالإضافة إلى التهديدات المتكررة باستقلالية البنك المركزي الأمريكي، أضافت زخمًا إضافيًا لصعود المعدن الأصفر. هذه العوامل تثير مخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي العالمي، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب.

أداء المعادن الثمينة الأخرى

لم يقتصر الارتفاع على الذهب والفضة فقط، بل امتد ليشمل المعادن الثمينة الأخرى. فقد ارتفع سعر البلاديوم بأكثر من 4%، بينما صعد البلاتين للجلسة الثامنة على التوالي، متجاوزًا مستوى 2000 دولار للأونصة لأول مرة منذ عام 2008. هذا يشير إلى أن الطلب على المعادن الثمينة بشكل عام في ازدياد.

وفقًا لديلين وو، استراتيجية السلع في مجموعة “بيبرستون”، فإن جزءًا كبيرًا من هذا الارتفاع يعود إلى المراهنة المبكرة على توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي، وقد تفاقمت هذه الحركة بسبب ضعف السيولة في نهاية العام. وأضافت أن ضعف نمو الوظائف وانخفاض التضخم الأمريكي عن التوقعات في نوفمبر عززت سيناريو المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة الطلب الصناعي على بعض المعادن الثمينة، مثل البلاديوم المستخدم في صناعة السيارات، يساهم أيضًا في ارتفاع أسعارها.

من المتوقع أن يستمر سعر الذهب في التقلب في المدى القصير، حيث يعتمد على تطورات السياسة النقدية الأمريكية والأوضاع الجيوسياسية العالمية. سيراقب المستثمرون عن كثب بيانات التضخم والوظائف الأمريكية، بالإضافة إلى أي تصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، للحصول على مزيد من المؤشرات حول مسار أسعار الفائدة. كما أن أي تطورات جديدة في الأزمات الجيوسياسية قد تؤثر على الطلب على الذهب كملاذ آمن.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة