يعاني الكثير من الأشخاص، خاصة خلال فصل الشتاء، من أعراض مثل التعب والإرهاق والشحوب. غالبًا ما تُعزى هذه الأعراض إلى تغيرات الطقس، ولكن السبب الجذري قد يكون نقص الحديد في الجسم، وهو ما يؤدي إلى فقر الدم ويؤثر على الصحة العامة. وفقًا لتقارير صحية حديثة، فإن نقص الحديد يؤثر على قدرة الجسم على نقل الأكسجين بكفاءة.
تعتبر مشكلة نقص الحديد شائعة عالميًا، وتزداد حدتها في بعض الفئات العمرية مثل النساء الحوامل والأطفال الصغار وكبار السن. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي ربع سكان العالم يعانون من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، مما يؤثر على إنتاجيتهم وصحتهم بشكل عام.
أسباب وعوامل تزيد من خطر نقص الحديد
ينتج نقص الحديد عادةً عن عدم كفاية تناوله في النظام الغذائي، أو عدم قدرة الجسم على امتصاصه بشكل صحيح. يمكن أن يكون السبب أيضًا فقدان الدم المزمن، مثل النزيف الناتج عن قرحة المعدة أو غزارة الدورة الشهرية. بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم بعض الحالات الصحية في زيادة خطر الإصابة بنقص الحديد، مثل أمراض الجهاز الهضمي التي تعيق امتصاص العناصر الغذائية.
تأثير بعض المشروبات والأدوية على امتصاص الحديد
يؤثر امتصاص الحديد بشكل كبير على فعالية العلاج. أشارت دراسات إلى أن بعض المشروبات والأدوية يمكن أن تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الحديد. على سبيل المثال، تحتوي القهوة والشاي والنبيذ الأحمر على مركبات تسمى البوليفينولات، وخاصة التانينات، والتي يمكن أن تعيق امتصاص الحديد.
وبالمثل، يمكن أن تتداخل منتجات الألبان مع امتصاص الحديد بسبب محتواها العالي من الكالسيوم. يرتبط الكالسيوم بالحديد في الجهاز الهضمي، مما يقلل من كمية الحديد المتاحة للامتصاص. كما أن الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة، مثل أوميبرازول، يمكن أن تقلل أيضًا من امتصاص الحديد، حيث يعتمد امتصاص الحديد على بيئة حمضية في المعدة.
لتحسين امتصاص الحديد، يوصي الخبراء بتناول الأطعمة الغنية بالحديد مع مصادر فيتامين C، مثل الحمضيات والفلفل الحلو. يعزز فيتامين C امتصاص الحديد غير الهيمي، وهو النوع الموجود في النباتات.
الأعراض الشائعة لنقص الحديد
تتراوح أعراض نقص الحديد من خفيفة إلى شديدة، وتختلف باختلاف درجة النقص. تشمل الأعراض الشائعة التعب والضعف وضيق التنفس والصداع والدوخة وشحوب الجلد. قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد أيضًا من تساقط الشعر وتقصف الأظافر والرغبة في تناول مواد غير غذائية، مثل الثلج أو الطين.
في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل مشاكل في القلب والجهاز المناعي. لذلك، من المهم استشارة الطبيب إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا بنقص الحديد.
بالإضافة إلى فقر الدم، يمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى مشاكل في التركيز والذاكرة، مما يؤثر على الأداء الدراسي والوظيفي. كما أنه قد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق. لذلك، فإن الحفاظ على مستويات كافية من الحديد في الجسم أمر ضروري للصحة العقلية والجسدية.
تتجه الجهود الصحية حاليًا نحو زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر عن نقص الحديد وعلاجه. من المتوقع أن تصدر وزارة الصحة قريبًا توصيات جديدة بشأن الفحوصات الدورية لمستويات الحديد في الجسم، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر. كما يجري البحث عن طرق جديدة لتحسين امتصاص الحديد من خلال الأطعمة والمكملات الغذائية.