نجحت الخطط الأمنية والمرورية المكثفة في محافظة وادي الدواسر في تأمين فعاليات رالي داكار السعودية 2022 خلال الأيام الثلاثة الماضية. شهدت المحافظة استقبالاً آمناً للمشاركين والمتابعين والفرق المساندة، مع انسيابية ملحوظة في حركة المرور، خاصةً على طريق الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. هذا النجاح يعكس التزام الجهات الأمنية بتوفير بيئة آمنة وداعمة للفعاليات الرياضية الكبرى في المملكة.
بدأت فعاليات الرالي في وادي الدواسر يوم الاثنين الماضي مع المرحلة الثامنة التي امتدت من الدوادمي، وبلغت مسافتها الإجمالية 830 كيلومترًا، منها 394 كيلومترًا مرحلة خاصة خاضعة للتوقيت. تواصلت الفعاليات يوم الثلاثاء مع جولة دائرية في المحافظة، بطول إجمالي 490 كيلومترًا، و 287 كيلومترًا مرحلة خاصة. وشهد صباح الأربعاء انطلاق جزء من المرحلة العاشرة باتجاه بيشة، بمسافة إجمالية 759 كيلومترًا، و 375 كيلومترًا مرحلة خاصة.
تأمين فعاليات رالي داكار في وادي الدواسر: نجاح باهر بفضل التخطيط والتنسيق
أكدت التقارير أن نجاح تأمين رالي داكار في وادي الدواسر لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة تخطيط دقيق وتنسيق فعال بين مختلف الجهات الأمنية والمرورية. وقد تم وضع خطة مرورية شاملة تهدف إلى تنظيم حركة السير وتسهيل وصول المشاركين والفرق الإعلامية والجمهور إلى مواقع السباق المختلفة. وشملت الخطة توزيع فرق المرور على الطرق الرئيسية والفرعية، وتوفير مسارات بديلة لتجنب الازدحام.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الجهات الأمنية بتكثيف الدوريات الأمنية في أنحاء المحافظة، لضمان الأمن والاستقرار ومنع أي أعمال تخريبية أو إخلال بالنظام العام. كما تم الاستعانة بالتقنيات الحديثة في المراقبة والتتبع، مثل كاميرات المراقبة والطائرات بدون طيار، لزيادة فعالية الإجراءات الأمنية. وتعد هذه الإجراءات جزءًا من جهود المملكة لتعزيز الأمن السياحي.
دور التعاون المجتمعي في نجاح الرالي
لم يقتصر دور الجهات الأمنية على تنفيذ الخطط الأمنية والمرورية فحسب، بل امتد ليشمل التعاون مع المواطنين والمقيمين في وادي الدواسر. وقد أشاد المشاركون والجمهور بتعاونهم الكبير والتزامهم بتعليمات المرور، مما ساهم في انسيابية الحركة وتسهيل مهام الجهات الأمنية. هذا التعاون يعكس وعيًا مجتمعيًا بأهمية دعم الفعاليات الرياضية والثقافية التي تقام في المملكة.
وذكر شهود عيان أن التواجد الأمني المكثف كان واضحًا ومطمئنًا، مما أتاح للمشاركين والجمهور الاستمتاع بفعاليات الرالي دون أي قلق أو خوف. كما ساهمت الجهات الأمنية في توفير الخدمات الإسعافية والطبية اللازمة للمشاركين والجمهور، للتعامل مع أي حالات طارئة قد تحدث. وتشير التقديرات إلى أن عدد الزوار الذين توافدوا على وادي الدواسر خلال أيام الرالي تجاوز الآلاف.
وتعد استضافة وادي الدواسر لمراحل من رالي داكار للسنة الثالثة على التوالي دليلًا على قدرة المملكة على تنظيم واستضافة الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى. كما يعزز هذا النجاح من مكانة المملكة كوجهة سياحية جاذبة، ويساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 في تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاع السياحي. وتشكل هذه الفعاليات فرصة لتعزيز صورة المملكة على الصعيد الدولي.
من الجدير بالذكر أن رالي داكار يعتبر من أصعب وأشهر سباقات الرالي في العالم، ويشارك فيه نخبة من السائقين والملاحين من مختلف أنحاء العالم. ويتميز السباق بتنوع التضاريس التي يمر بها، من الصحاري الرملية إلى الجبال الوعرة، مما يتطلب من المشاركين مهارات عالية وخبرة واسعة. ويحظى السباق بتغطية إعلامية واسعة، مما يجعله حدثًا رياضيًا عالميًا مهمًا.
في الوقت الحالي، تتجه الأنظار نحو المرحلة التالية من الرالي، والتي ستنطلق من بيشة. من المتوقع أن تشهد هذه المرحلة تحديات جديدة للمشاركين، نظرًا لتضاريسها الوعرة وصعوبة مسارها. وستواصل الجهات الأمنية والمرورية جهودها لتأمين فعاليات الرالي وضمان سلامة المشاركين والجمهور. وستعتمد الخطة الأمنية للمرحلة القادمة على تقييم الأداء في وادي الدواسر، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المحتملة.