Connect with us

Hi, what are you looking for?

صحة

تطعيم الذكور.. خطوة حاسمة للحد من سرطان عنق الرحم

يُعدّ فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا شيوعًا على مستوى العالم، وتشير الدراسات إلى أن الإصابة به قد تؤدي إلى أنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان عنق الرحم. وعلى الرغم من أن معظم الإصابات تزول من تلقاء نفسها، إلا أن استمرار العدوى يتطلب اهتمامًا خاصًا وبرامج وقائية فعالة. هذا المقال يتناول أحدث الأبحاث حول تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري وأهمية توسيع نطاقه.

أهمية تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري والوقاية من سرطان عنق الرحم

يُصنف سرطان عنق الرحم على أنه رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، حيث تُسجل حوالي 660 ألف حالة إصابة جديدة و350 ألف حالة وفاة سنويًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ويرتبط غالبية حالات سرطان عنق الرحم بفيروس الورم الحليمي البشري، مما يجعل الوقاية من خلال التطعيم استراتيجية حيوية للحد من هذا المرض.

تتوفر لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري في 147 دولة، وتوصي بها الهيئات الصحية الدولية كإجراء وقائي فعال. تساعد هذه اللقاحات في تقليل انتشار العدوى وخفض مخاطر الإصابة بالسرطان، ولكن فعاليتها تعتمد بشكل كبير على مدى التغطية والتزام المجتمعات ببرامج التطعيم.

دراسة جديدة تقيّم فعالية برنامج التطعيم في كوريا الجنوبية

أجرى باحثون من جامعة ميريلاند دراسة حديثة استخدموا فيها نموذجًا رياضيًا لتقييم برنامج التطعيم الوطني ضد فيروس الورم الحليمي البشري في كوريا الجنوبية. يهدف النموذج إلى مساعدة صانعي القرار في الصحة العامة على تصميم برامج تطعيم أكثر فعالية للسيطرة على سرطان عنق الرحم.

اعتمدت الدراسة على بيانات ديموغرافية وإحصاءات خاصة بسرطان عنق الرحم في كوريا الجنوبية خلال الفترة من 1999 إلى 2020، لتحليل أنماط انتقال الفيروس بين السكان. وقد أظهرت النتائج أن السياسات الحالية، على الرغم من نجاحها في خفض معدلات الإصابة، لا تكفي للقضاء التام على الفيروس والسرطانات المرتبطة به.

يغطي البرنامج الكوري الحالي حوالي 80% من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و17 عامًا، بالإضافة إلى تقديم جرعات تكميلية سنوية لحوالي 30 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و26 عامًا. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن هذه الجهود قد لا تكون كافية لتحقيق الاستئصال الكامل للمرض.

توسيع نطاق التطعيم ليشمل الأولاد قد يكون حاسمًا

خلصت الدراسة إلى أن إدراج الأولاد في برامج التطعيم، جنبًا إلى جنب مع استمرار تطعيم الفتيات، قد يكون العامل الحاسم للقضاء على سرطان عنق الرحم. تطعيم الأولاد يساهم في تقليل انتشار الفيروس في المجتمع بشكل عام، مما يحمي أيضًا الرجال من السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، مثل سرطان القضيب وسرطان الشرج.

صرحت سويونغ بارك، الباحثة الرئيسية في الدراسة، بأن سرطان عنق الرحم هو أحد السرطانات القليلة التي يمكن الوقاية منها بفعالية من خلال اللقاحات، وأكدت على أهمية تقييم مدى كفاية البرامج الحكومية الحالية. وأضاف آبا غوميل، أحد معدي الدراسة، أن السياسات الحالية “تساهم في تقليل عدد الحالات، لكنها لن تقضي على المرض نهائيًا”، مؤكدًا أن الهدف هو الاستئصال الكامل.

قدّر الباحثون أن تحقيق القضاء التام على سرطان عنق الرحم يتطلب تغطية تطعيمية تصل إلى 99% من النساء. ومع ذلك، فإن تطعيم الأولاد يمكن أن يقلل من الحاجة إلى الوصول إلى هذه النسبة المرتفعة، مما يجعل الهدف أكثر واقعية وقابلية للتحقيق. واقترحت الدراسة تطعيم 65% من الأولاد في الفئة العمرية من 12 إلى 17 عامًا، مع الحفاظ على نسبة تغطية الفتيات عند 80%.

تشير التقديرات إلى أن اعتماد هذه الاستراتيجية المتكاملة قد يؤدي إلى القضاء على السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري في كوريا الجنوبية خلال فترة تتراوح بين 60 و70 عامًا. هذا يشير إلى أن الاستثمار في برامج التطعيم الشاملة يمكن أن يحقق فوائد صحية واقتصادية كبيرة على المدى الطويل.

نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “نشرة البيولوجيا الرياضية”. من المتوقع أن تثير هذه النتائج نقاشًا حول أفضل الممارسات لتطعيم فيروس الورم الحليمي البشري على مستوى العالم، وأن تشجع الدول على إعادة النظر في سياساتها الحالية. سيراقب الخبراء عن كثب تأثير هذه الدراسة على قرارات الصحة العامة المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاق التطعيم ليشمل الأولاد.

المصدر: إندبندنت

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة