الرياض – تابع الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، تطورات مشروع القدية الضخم، مع التركيز على آخر الاستعدادات لموعد افتتاح منتزه “سيكس فلاغز القدية” (Six Flags Qiddiya). يأتي هذا الاهتمام في إطار متابعة سموه المستمرة للمشاريع التنموية الكبرى في المنطقة، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة الرياض كوجهة عالمية رائدة في مجالات الترفيه والثقافة والرياضة. وتعد القدية من أهم هذه المشاريع، حيث تسعى إلى توفير تجارب فريدة ومبتكرة لسكان وزوار المملكة.
جاء ذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن بندر لمسؤولي مشروع القدية في مقر الإمارة، حيث استمع إلى تقرير مفصل عن سير العمل في مختلف مكونات المشروع، بما في ذلك البنية التحتية، والتطورات في إنشاء منتزه سيكس فلاغز، والخطط المستقبلية لتوسيع نطاق الخدمات والفعاليات. وتشمل هذه الخطط تطوير مناطق سكنية، ووجهات تجارية، ومرافق تعليمية وصحية متكاملة.
تطورات مشروع القدية واقتراب افتتاح سيكس فلاغز
يُعد مشروع القدية، الذي أُعلن عنه في عام 2017، أحد أبرز مشاريع رؤية المملكة 2030. يهدف المشروع إلى إنشاء مدينة ترفيهية وثقافية ورياضية عالمية المستوى، تقع على مساحة شاسعة جنوب غرب الرياض. وتعتمد القدية على الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة، وتنوع التضاريس، لتقديم تجارب ترفيهية فريدة من نوعها.
التركيز على منتزه سيكس فلاغز
يُعتبر منتزه سيكس فلاغز القدية من أهم الوجهات الترفيهية التي ستضمها المدينة. ويتميز بتصميمه المستوحى من البيئة الطبيعية المحيطة، وبتنوع الألعاب والفعاليات التي يقدمها. ووفقًا للمعلومات المتوفرة، سيضم المنتزه أفعوانيات هوائية فريدة من نوعها، بالإضافة إلى عروض ترفيهية حية، ومناطق مخصصة للعائلات والأطفال.
أكد مسؤولو المشروع خلال الاجتماع أن العمل جارٍ على قدم وساق لإنجاز كافة الاستعدادات اللازمة لافتتاح المنتزه. وتشمل هذه الاستعدادات تركيب الألعاب، وتدريب الكوادر البشرية، وتجهيز البنية التحتية، وتوفير كافة الخدمات اللوجستية اللازمة لاستقبال الزوار. وتشير التقديرات إلى أن المنتزه سيستقبل ملايين الزوار سنويًا، مما سيساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
بالإضافة إلى سيكس فلاغز، يتضمن مشروع القدية العديد من الوجهات الترفيهية والثقافية الأخرى، مثل مدينة الألعاب المائية، ومسرح ضخم، ومتحف للفنون، ومناطق للتسوق والمطاعم. كما يضم المشروع أيضًا مناطق سكنية، ووجهات تجارية، ومرافق تعليمية وصحية متكاملة، مما يجعله مدينة متكاملة الخدمات.
يهدف مشروع القدية إلى جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب السعودي. وتشير التقارير إلى أن المشروع سيساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، وتقليل الاعتماد على النفط. كما سيعزز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية رائدة.
وتشمل التحديات التي تواجه المشروع، بحسب مراقبين، ضرورة توفير بنية تحتية متكاملة، وتدريب الكوادر البشرية المؤهلة، والتغلب على الصعوبات اللوجستية المتعلقة بإنشاء مدينة متكاملة الخدمات في منطقة صحراوية. ومع ذلك، فإن المشروع يحظى بدعم كبير من الحكومة، ويتم تنفيذه وفقًا لأعلى المعايير العالمية.
تعتبر مشاريع الترفيه والثقافة مثل القدية جزءًا أساسيًا من جهود المملكة لتطوير قطاع السياحة، وهو أحد أهم أهداف رؤية 2030. وتشير الإحصائيات إلى أن قطاع السياحة يساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ويخلق العديد من فرص العمل. وتسعى المملكة إلى زيادة عدد السياح الذين يزورونها سنويًا، وتنويع الأنشطة السياحية التي تقدمها.
وتشهد المملكة حاليًا طفرة كبيرة في مشاريع الترفيه والثقافة، حيث يتم إنشاء العديد من المدن الترفيهية، والمتاحف، والمسارح، والمراكز الثقافية. وتشمل هذه المشاريع أيضًا تطوير المواقع التاريخية والأثرية، وتنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية. وتأتي هذه الجهود في إطار سعي المملكة إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للترفيه والثقافة.
لم يتم الإعلان عن موعد محدد لافتتاح منتزه سيكس فلاغز القدية حتى الآن، ولكن التقارير تشير إلى أنه من المتوقع أن يتم الافتتاح في عام 2025. ومع ذلك، فإن هذا الموعد قد يتغير بناءً على التطورات في سير العمل في المشروع. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الموعد النهائي للافتتاح في الأشهر القادمة.
سيستمر التركيز على متابعة تقدم الأعمال في القدية، وخاصةً فيما يتعلق بمنتزه سيكس فلاغز، وتقييم تأثير المشروع على الاقتصاد الوطني، وتطوير البنية التحتية اللازمة لاستقبال الزوار. كما سيتم مراقبة التحديات التي تواجه المشروع، والعمل على إيجاد حلول لها. وستظل القدية مشروعًا حيويًا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
