أعلنت شركة رايثيون الأمريكية عن عقود جديدة لتوريد منظومة باتريوت للدفاع الجوي، بما في ذلك صفقة مع بولندا تتضمن محطة رادار ونظام قيادة وتحكم ومنصات إطلاق. يأتي هذا في ظل تزايد الطلب العالمي على هذه الأنظمة المتقدمة، خاصةً مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتطور القدرات الصاروخية في مناطق مختلفة. وتُعد هذه الصفقات جزءًا من برنامج المبيعات العسكرية الخارجية (FMS) التابع للحكومة الأمريكية.
تم الإعلان عن هذه التطورات في نهاية عام 2025، حيث تسعى دول أوروبية بشكل متزايد إلى تعزيز دفاعاتها الجوية. وتشمل الصفقات الأخيرة تعاون رايثيون مع شركات دفاع إسبانية مثل Sener لتسهيل الإمدادات العالمية لأنظمة باتريوت. وتشير البيانات إلى أن أنظمة باتريوت تُستخدم حاليًا كعنصر أساسي في الدفاع الجوي في 19 دولة حول العالم.
منظومة باتريوت: تعزيز القدرات الدفاعية في أوروبا
تُعتبر منظومة باتريوت واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً وفعالية في العالم، وهي قادرة على اعتراض مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات. وقد أثبتت كفاءتها في العديد من الصراعات والتدريبات العسكرية. الطلب المتزايد على هذه المنظومة يعكس قلقًا متزايدًا بشأن الأمن الإقليمي والدفاع ضد الهجمات الجوية المحتملة.
تزايد الطلب من دول أوروبية
خلال عام 2025، قدمت ألمانيا وهولندا ورومانيا طلبات لتوسيع مخزونها من أنظمة باتريوت، مما يؤكد التزام هذه الدول بتعزيز قدراتها الدفاعية. يعكس هذا التوجه الأوروبي رغبة في تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في مجال الدفاع الجوي، مع الاستمرار في الاستفادة من التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة. وتشير التقارير إلى أن هذه الدول تبحث أيضًا عن خيارات لإنتاج بعض مكونات النظام محليًا.
تأتي هذه الصفقات في سياق أوسع من الإنفاق العسكري المتزايد في أوروبا، مدفوعًا بالأحداث الجيوسياسية الأخيرة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا. وقد أدت هذه الأحداث إلى إعادة تقييم شاملة للتهديدات الأمنية وتحديد الحاجة إلى تعزيز الدفاعات الجوية والقدرات العسكرية بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، هناك تركيز متزايد على تطوير أنظمة دفاعية متكاملة يمكنها العمل معًا بشكل فعال لحماية الأجواء الإقليمية.
تفاصيل الصفقة مع بولندا
تتضمن الصفقة مع بولندا، بالإضافة إلى منظومة باتريوت نفسها، توريد محطة رادار متطورة ونظام إدارة قيادة وتحكم، بالإضافة إلى منصات الإطلاق والمعدات المساعدة ووسائل الاختبار اللازمة للحفاظ على الجاهزية القتالية. تهدف هذه الصفقة إلى تعزيز قدرات بولندا على الدفاع عن أراضيها ضد التهديدات الجوية المحتملة، خاصةً من الشرق. وتعتبر بولندا من بين الدول الأكثر قلقًا بشأن التوترات المتزايدة مع روسيا.
وتشمل المكونات الأخرى التي يتم توريدها في إطار هذه الصفقة، برامج تدريبية مكثفة للقوات البولندية، بالإضافة إلى خدمات الدعم اللوجستي والصيانة. يهدف هذا إلى ضمان قدرة بولندا على تشغيل وصيانة منظومة باتريوت بكفاءة وفعالية على المدى الطويل. وتعتبر هذه الجوانب من الصفقة حاسمة لضمان تحقيق أقصى استفادة من الاستثمار في هذه التكنولوجيا المتقدمة.
تعتبر أنظمة الدفاع الجوي مثل باتريوت مكونًا حيويًا في استراتيجيات الأمن القومي للعديد من الدول. وتساهم هذه الأنظمة في حماية البنية التحتية الحيوية والمراكز السكانية من الهجمات الجوية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن توفر هذه الأنظمة قدرة ردع قوية ضد أي عدوان محتمل. وتشهد سوق أنظمة الدفاع الجوي نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بالطلب المتزايد من الدول في جميع أنحاء العالم.
من المتوقع أن تستمر شركة رايثيون في الحصول على عقود جديدة لتوريد منظومة باتريوت في المستقبل القريب، حيث تسعى المزيد من الدول إلى تعزيز دفاعاتها الجوية. ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي قد تواجه الشركة، بما في ذلك المنافسة المتزايدة من الشركات الأخرى في مجال الدفاع الجوي، بالإضافة إلى التأخيرات المحتملة في سلاسل التوريد. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر التغيرات في السياسات الحكومية والقيود المفروضة على المبيعات العسكرية على الطلب على هذه الأنظمة.
في الختام، تشهد منظومة باتريوت إقبالاً متزايدًا من الدول الأوروبية، خاصةً في ظل الظروف الأمنية الحالية. من المتوقع أن يتم الانتهاء من التفاوض بشأن تفاصيل العقود الجديدة وتوقيعها في الأشهر القليلة المقبلة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر التطورات الجيوسياسية المستقبلية على الطلب على هذه الأنظمة. يجب مراقبة التطورات في أوكرانيا والعلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) عن كثب لتقييم التأثير المحتمل على سوق أنظمة الدفاع الجوي.