Connect with us

Hi, what are you looking for?

صحة

الساعة البيولوجية تحت تأثير الهرمونات الجنسية.. اكتشاف جديد يشرح التناغم الخلوي

أظهرت دراسة حديثة أهمية الهرمونات الجنسية الأنثوية، وخاصة البروجسترون، في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، وهي الآلية الداخلية التي تتحكم في وظائف حيوية مثل النوم والتمثيل الغذائي. وقد يؤدي اضطراب هذه الساعة إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك مرض السكري والسرطان، مما يجعل فهم آلياتها أمراً بالغ الأهمية.

أجرى البحث في معهد وايزمان للعلوم بإسرائيل، وكشف عن دور حاسم للهرمونات في مزامنة هذه الساعات الداخلية. تأتي هذه النتائج في وقت يزداد فيه الاهتمام بتأثير العوامل الهرمونية على الصحة العامة، وتحديداً فيما يتعلق بدورها في تنظيم الإيقاعات اليومية للجسم.

فهم الساعة البيولوجية وتأثير الهرمونات

الساعة البيولوجية هي نظام معقد موجود في كل خلية من خلايا الجسم تقريبًا، وينظم العديد من العمليات الفسيولوجية على مدار 24 ساعة. تتأثر هذه الساعة بعوامل خارجية مثل ضوء الشمس، بالإضافة إلى الإشارات الكيميائية التي تنتقل عبر مجرى الدم. ولطالما شكلت طبيعة هذه الإشارات وكيفية استقبالها من قبل الخلايا لغزًا للباحثين.

وفقًا للدراسة، فإن الهرمونات الجنسية الأنثوية، إلى جانب هرمون الكورتيزول، تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على تزامن هذه الساعات البيولوجية. تتغير مستويات هذه الهرمونات بشكل طبيعي طوال حياة المرأة، خلال الدورة الشهرية، والحمل، وحتى مع استخدام وسائل منع الحمل، مما قد يؤثر على وظائف الجسم المختلفة.

اكتشاف دور البروتين Cry2

استخدم فريق البحث بقيادة البروفيسور جاد آشر تقنية مبتكرة تعتمد على زراعة خلايا بشرية تمثل أوقاتًا مختلفة من اليوم. سمح هذا النهج الفريد للباحثين بتحديد كيفية مزامنة الساعات الخلوية بدقة غير مسبوقة.

الأمر المثير للاهتمام هو أن الدراسة كشفت عن أن البروتين المسؤول عن استقبال الإشارات الهرمونية ليس البروتين Per2 كما كان يعتقد سابقًا، بل البروتين Cry2. يعمل Cry2 كوسيط رئيسي من خلاله تؤثر الهرمونات على الساعة البيولوجية داخل الخلايا، مما يساعد في تنظيم وظائف الجسم وفقًا للإشارات الداخلية والخارجية.

هذا الاكتشاف يمثل نقطة تحول في فهمنا لكيفية تأثير الهرمونات على الإيقاعات اليومية للجسم. التوازن الهرموني، وهو مصطلح ذو صلة، يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة الساعة البيولوجية، وبالتالي الصحة العامة.

الآثار الصحية المحتملة والخطوات المستقبلية

تشير النتائج إلى أن التغيرات في مستويات الهرمونات الجنسية يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الساعة البيولوجية، مما قد يفسر بعض المشاكل الصحية المرتبطة بهذه التغيرات. على سبيل المثال، قد يساهم هذا في فهم أسباب بعض حالات اضطرابات النوم أو التغيرات في المزاج التي تحدث خلال الدورة الشهرية أو الحمل.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لهذه الدراسة آثار على فهمنا لأمراض مثل السرطان والسكري، حيث أظهرت الأبحاث السابقة وجود علاقة بين اضطرابات الساعة البيولوجية وزيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض. الصحة الإنجابية للمرأة، وهي نقطة ذات صلة، قد تتأثر بشكل كبير بالتغيرات في الساعة البيولوجية.

نشرت الدراسة في مجلة Nature Communications، وتفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث لفهم العلاقة المعقدة بين الهرمونات والساعة البيولوجية. من المتوقع أن تركز الدراسات المستقبلية على تحديد كيفية استهداف Cry2 لتطوير علاجات جديدة لاضطرابات الساعة البيولوجية والأمراض المرتبطة بها. سيراقب الباحثون أيضًا تأثيرات العلاجات الهرمونية المختلفة على الساعة البيولوجية، بهدف تحسين فعالية هذه العلاجات وتقليل آثارها الجانبية.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة