Connect with us

Hi, what are you looking for?

صحة

عالم إيطالي يؤكد: سلالة الإنفلونزا K موسمية ولا تهدد بظهور جائحة

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن رصد انتشار سريع لسلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا، والمعروفة بـ “كونونغ” (Konong)، في مناطق متعددة حول العالم، بما في ذلك أوروبا. لم يتم تصنيف هذه السلالة على أنها مسببة لجائحة، لكنها تتطلب مراقبة دقيقة نظرًا لقدرتها على الانتشار السريع وصعوبة التعرف عليها في بعض الحالات. تأتي هذه التطورات في ظل موسم انتشار الأمراض التنفسية الشائعة.

بدأ ظهور هذه السلالة في أواخر العام الماضي، وشهدت معدلات الإصابة بها ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة، وفقًا لتقارير حديثة من منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. تتركز أغلب الحالات المكتشفة حاليًا في أوروبا، ولكن هناك تقارير متزايدة عن رصدها في دول أخرى. تعتبر هذه السلالة من بين عدة سلالات فرعية من الإنفلونزا التي تظهر وتنتشر بشكل دوري.

ما هي سلالة الإنفلونزا “كونونغ”؟

أوضح خبراء الصحة أن سلالة “كونونغ” ليست سلالة “ثورية” أو جديدة تمامًا، بل كانت معروفة قبل جائحة كوفيد-19. الفيروسات، بطبيعتها، غير مستقرة وتخضع لطفرات مستمرة أثناء التكاثر. وقد اكتسبت هذه السلالة تحديدًا سبع طفرات، مما يجعل عملية تحديدها أكثر تعقيدًا من خلال الاختبارات الروتينية. ومع ذلك، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات الحالية للإنفلونزا لا تزال فعالة إلى حد كبير ضد هذه السلالة.

أعراض الإصابة وتشخيصها

تشابه أعراض الإصابة بسلالة “كونونغ” إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا الموسمية، بما في ذلك الحمى والسعال والتهاب الحلق وآلام العضلات والتعب. غالبًا ما يتم تشخيص أمراض الجهاز التنفسي الشائعة بشكل خاطئ على أنها إنفلونزا، حيث أن مصطلح “الإنفلونزا” يستخدم أحيانًا لوصف أي عدوى فيروسية تسبب نزلات برد حادة. لذلك، من المهم إجراء اختبارات دقيقة لتحديد السلالة المحددة من الفيروس.

أشار الدكتور بريغلياسكو، وهو خبير في الفيروسات، إلى أن التشخيص الدقيق يتطلب استخدام اختبارات متخصصة قادرة على اكتشاف الطفرات المميزة لسلالة “كونونغ”. هذه الاختبارات ليست متاحة على نطاق واسع في جميع المراكز الصحية، مما قد يؤدي إلى تأخر في تحديد الحالات. بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف الأعراض من شخص لآخر، مما يزيد من صعوبة التشخيص.

تأثير سلالة “كونونغ” على الصحة العامة

على الرغم من أن سلالة “كونونغ” لا تمثل جائحة، إلا أنها تساهم في زيادة الضغط على الأنظمة الصحية، خاصة مع تزامن انتشارها مع سلالات أخرى من الإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى مثل RSV. تشير التقارير إلى أن بعض الحالات قد تؤدي إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي، خاصة لدى كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

تؤكد وزارة الصحة في العديد من الدول على أهمية اتخاذ تدابير وقائية للحد من انتشار الفيروسات التنفسية، بما في ذلك الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي، وممارسة النظافة الشخصية الجيدة، مثل غسل اليدين بانتظام، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس. كما توصي بتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المصابين.

بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق متزايد بشأن تأثير هذه السلالة على الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال الصغار والنساء الحوامل. توصي منظمة الصحة العالمية بتقديم رعاية خاصة لهذه الفئات، ومراقبة أي أعراض تنفسية عن كثب. وتشير بعض الدراسات الأولية إلى أن سلالة “كونونغ” قد تكون أكثر عدوى بين الأطفال.

الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية

حتى الآن، لا يوجد دليل على أن سلالة “كونونغ” أكثر خطورة من سلالات الإنفلونزا الأخرى. ومع ذلك، فإن قدرتها على الانتشار السريع تتطلب يقظة مستمرة ومراقبة دقيقة. تواصل منظمة الصحة العالمية جمع البيانات وتحليلها لتقييم المخاطر المحتملة وتحديث التوصيات الوقائية.

من المتوقع أن يستمر انتشار الأمراض الموسمية، بما في ذلك الإنفلونزا، خلال الأشهر القادمة. يجب على الحكومات والأنظمة الصحية الاستعداد لمواجهة أي زيادة في عدد الحالات، وضمان توفير الرعاية اللازمة لجميع المصابين. كما يجب على الأفراد اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم ومن حولهم.

في الوقت الحالي، تركز الجهود على تحسين المراقبة الوبائية وتطوير اختبارات تشخيصية أكثر دقة. من المقرر أن تعقد منظمة الصحة العالمية اجتماعًا في نهاية الشهر لمراجعة الوضع وتقييم الحاجة إلى أي إجراءات إضافية. سيتم نشر نتائج هذا الاجتماع وتوصيات منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة