أعلن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في المملكة العربية السعودية عن إصدار لوائح جديدة لتنظيم المخيمات البرية، وهي ممارسة شعبية واسعة في البلاد. تهدف هذه القواعد إلى حماية البيئة والموارد الطبيعية، وضمان تجربة تخييم آمنة ومستدامة للجميع. ومن المتوقع أن تسهم هذه اللوائح في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية لرؤية المملكة 2030.
تنظيم المخيمات البرية: حماية البيئة وتعزيز السياحة المستدامة
لطالما كان التخييم البري جزءًا أساسيًا من الثقافة السعودية، حيث يحرص المواطنون والمقيمون على قضاء أوقات ممتعة في الصحاري والمناطق الطبيعية خلال مواسم الخريف والشتاء. ومع تزايد أعداد المتنزهين، ازدادت المخاوف بشأن التأثير السلبي على البيئة، مثل تدهور الغطاء النباتي وتراكم النفايات. لذلك، جاءت هذه اللوائح الجديدة كاستجابة ضرورية للحفاظ على هذه المناطق للأجيال القادمة.
أنواع المخيمات والتصاريح
صنف المركز الوطني للمخيمات إلى أربعة أنواع رئيسية: مخيمات للاستخدام الشخصي والعائلي، ومخيمات استثمارية تجارية، ومخيمات حكومية للمناسبات الرسمية، ومخيمات خاصة لأغراض العمل مثل التنقيب والاستكشاف. سيتم إصدار جميع التصاريح إلكترونيًا عبر منصة مخصصة، مما يسهل على الراغبين في التخييم الحصول عليها. ووفقًا للوائح، لا يُسمح للفرد بالحصول على أكثر من تصريح واحد خلال الموسم الواحد.
شروط والتزامات أساسية
تتضمن اللوائح الجديدة شروطًا والتزامات صارمة على أصحاب المخيمات. يجب الالتزام بالمساحة المحددة في التصريح، وتوفير معدات السلامة والوقاية من الحرائق. بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على أصحاب المخيمات الحفاظ على نظافة الموقع وإزالة جميع النفايات بعد انتهاء مدة التصريح. كما تشدد اللوائح على استخدام الطرق المخصصة للمركبات لتجنب إتلاف الغطاء النباتي.
محظورات لحماية البيئة والتراث
تتضمن القواعد قائمة واضحة بالمحظورات التي تهدف إلى حماية البيئة والتراث الثقافي. من بين هذه المحظورات إتلاف المواقع الأثرية أو الغطاء النباتي، بما في ذلك اقتلاع الأشجار أو قطعها. كما يُمنع إشعال النار خارج المناطق المخصصة، مع اشتراط استخدام الحطب والفحم المستورد فقط. بالإضافة إلى ذلك، تحظر اللوائح إقامة مباني دائمة أو حواجز معدنية، مع السماح فقط باستخدام سواتر قماشية مؤقتة لا يتجاوز ارتفاعها المترين.
علاوة على ذلك، تتطلب اللوائح الحصول على ترخيص لاستخدام الطائرات المسيّرة (الدرونز) في مناطق التخييم. ويؤكد المركز الوطني على أنه لن يتم التسامح مع أي أعمال تخالف الذوق العام. ويحق للمركز إلزام المخالفين بإزالة أي آثار سلبية ناتجة عن مخالفاتهم، ودفع تعويضات مالية في حال تسببهم في تدهور أو تلويث الأراضي.
التأثيرات المتوقعة على السياحة والبيئة
من المتوقع أن يكون لهذه اللوائح تأثير إيجابي كبير على قطاع السياحة البيئية في المملكة. ستساهم في تنظيم التخييم، وتحسين تجربة المتنزهين، مع ضمان حماية البيئة والموارد الطبيعية. كما أنها تدعم أهداف رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل وتعزيز قطاع السياحة المستدامة. وتتماشى هذه الخطوة مع المبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى زيادة المساحات الخضراء وحماية التنوع البيولوجي.
بالإضافة إلى ذلك، من شأن هذه التنظيمات أن تعزز مكانة المملكة كوجهة سياحية مسؤولة تحترم البيئة وتراثها الثقافي. وتشجع على ممارسات التخييم المستدامة التي تقلل من الأثر البيئي وتضمن استمرارية هذه الأنشطة للأجيال القادمة. وتعتبر هذه اللوائح خطوة مهمة نحو تحقيق التوازن بين الاستمتاع بالطبيعة وحمايتها.
من المنتظر أن يعلن المركز الوطني عن تفاصيل إضافية حول آليات تطبيق هذه اللوائح، بما في ذلك جدول الرسوم والغرامات، والإجراءات المتبعة للتحقق من الامتثال. كما سيتم توفير تدريب للمفتشين والمسؤولين عن تطبيق هذه القواعد. ومن المهم متابعة التطورات المتعلقة بهذا الموضوع، وتقييم مدى فعالية هذه اللوائح في تحقيق أهدافها المرجوة.
