Connect with us

Hi, what are you looking for?

دولي

“لا تملك القدرة على التعامل مع أنقرة”.. دبلوماسي تركي يتحدث علنا عن احتمالية المواجهة مع إسرائيل

تصاعد التوتر بين إسرائيل وتركيا إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تتجاوز الخلافات الدبلوماسية الحادة الحديث عن احتمال مواجهة عسكرية مباشرة. هذا التطور يثير قلقًا إقليميًا واسعًا، ويدفع المراقبين إلى تحليل القدرات العسكرية لكلا البلدين، وتداعيات أي صراع محتمل على الاستقرار في المنطقة. وتعتبر هذه الأزمة أبرز تطور في العلاقات التركية الإسرائيلية منذ سنوات.

بدأت الأزمة بتصريحات متبادلة بين مسؤولين من كلا البلدين، ثم انتقلت إلى لهجة أكثر حدة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ووصل الأمر إلى تحليل علني للقدرات العسكرية، وهو ما فاق التوقعات، ويثير تساؤلات حول مدى جدية التصعيد.

تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية: من التصريحات إلى التهديد العسكري

وفقًا لصحيفة “معاريف” العبرية، لم تعد الخلافات مقتصرة على تبادل الاتهامات، بل باتت تتضمن نقاشًا جادًا حول سيناريو مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيشين الإسرائيلي والتركي. هذا السيناريو، الذي كان يعتبر مستبعدًا في وقت سابق، أصبح الآن محل دراسة وتحليل من قبل الطرفين.

تحليل القدرات العسكرية: منظور تركي

تصريحات السفير التركي السابق لدى ليبيا، أولوس أوزولكار، أثارت جدلاً واسعًا في تركيا. فقد شكك أوزولكار في قدرة إسرائيل واليونان وقبرص الجنوبية على مواجهة تركيا عسكريًا، مشيرًا إلى أن البحرية الإسرائيلية غير قادرة على منافسة البحرية التركية، وأن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على عمليات استخباراتية و”أساليب الخداع”. وأضاف أن إسرائيل لا تملك القدرة على تنفيذ عملية برية من سوريا أو لبنان.

ورأى أوزولكار أن تصريحات نتنياهو المتشددة ما هي إلا محاولة لإظهار القوة، بينما هو يدرك تمامًا عدم قدرته على مواجهة تركيا. وأشار إلى أن أي حرب محتملة قد تتطور إلى صراع عالمي أوسع نطاقًا. بالإضافة إلى ذلك، أكد السفير السابق أن تركيا تقترب من القضاء على حزب العمال الكردستاني، وأن إسرائيل تقدم دعمًا لهذا التنظيم.

جهود تركية لتعزيز المراقبة في سوريا

تشير التقارير إلى أن تركيا تسعى إلى نشر رادارات متطورة في سوريا لتعزيز قدراتها على المراقبة في المنطقة، وخاصةً رصد تحركات إسرائيل. ومع ذلك، واجهت هذه المحاولة رفضًا من الجانب السوري بسبب الخلافات حول كيفية استخدام المعلومات التي ستجمعها هذه الرادارات. هذا يشير إلى أن كلا البلدين يسعيان للحفاظ على سرية معلوماتهما الخاصة.

ردود الفعل الإسرائيلية وتصعيد التوتر

رد رئيس الوزراء نتنياهو على هذه التطورات بتصريحات حادة خلال حفل تخريج دورة طيارين في سلاح الجو الإسرائيلي. وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستواصل منع تركيا من الحصول على طائرات مقاتلة أمريكية متطورة من طراز “إف-35″، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحافظ على تحالفاتها مع الدول القوية، وليس الضعيفة. كما حذر من بيع هذه الطائرات إلى دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية.

هذه التصريحات تعكس قلق إسرائيل من تعزيز القدرات العسكرية التركية، وتأثير ذلك على ميزان القوى في المنطقة. وتعتبر قضية طائرات “إف-35” من القضايا الشائكة في العلاقات بين إسرائيل وواشنطن، حيث تسعى إسرائيل إلى منع بيع هذه الطائرات إلى دول تعتبرها معادية.

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، بما في ذلك الصراع في سوريا، والتوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​بسبب النزاعات على الموارد الطبيعية. وتعتبر السياسة الخارجية التركية أكثر نشاطًا في المنطقة، مما يزيد من احتمالات الاحتكاك مع إسرائيل.

من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التصعيد في الخطاب بين إسرائيل وتركيا. وسيكون من المهم مراقبة ردود الفعل الدولية على هذه الأزمة، وجهود الوساطة المحتملة. كما يجب متابعة التطورات المتعلقة بصفقة طائرات “إف-35” وموقف الإدارة الأمريكية من هذه القضية. يبقى الوضع هشًا، ويتطلب حذرًا شديدًا لتجنب أي تصعيد عسكري قد يكون له تداعيات كارثية على المنطقة.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة