كشفت وثائق حديثة عن تفاصيل جديدة ومثيرة للجدل حول وفاة الملياردير جيفري إبستين في زنزانته عام 2019. وتُظهر هذه الوثائق، التي نشرت بعد سنوات من الجدل، سلسلة من الإخفاقات الإدارية والأمنية التي ساهمت في وقوع الحادث. وتثير هذه التفاصيل تساؤلات جديدة حول الظروف المحيطة بـوفاة إبستين، وما إذا كانت الإجراءات المتخذة كافية لضمان سلامته.
عُثر على إبستين ميتاً في زنزانته بمركز التوقيف الفيدرالي في مانهاتن في 10 أغسطس 2019، وخلص تقرير الطب الشرعي إلى أن سبب الوفاة هو الانتحار عن طريق الشنق. وقد أثارت هذه القضية اهتماماً عالمياً نظراً للتهم الخطيرة الموجهة لإبستين المتعلقة بالاتجار بالقاصرات والاعتداء الجنسي، وشخصياته البارزة المرتبطة به.
تفاصيل جديدة حول ظروف وفاة إبستين
تشير الوثائق إلى أن إبستين كان قد خضع لمراقبة انتحارية مكثفة بعد محاولة سابقة في يوليو 2019، حيث عُثر على حبل مصنوع من قماش في زنزانته. ومع ذلك، تم إزالته لاحقاً من برنامج المراقبة الخاصة، وهو ما يعتبر مخالفة للإجراءات المعمول بها التي تتطلب مراقبة دقيقة ومستمرة للأفراد المعرضين لخطر الانتحار.
وبحسب التحقيقات، أظهر حراس السجن تقصيراً واضحاً في أداء واجباتهم. فقد تبين أنهم ناموا أثناء نوبات العمل، وقاموا بتزوير سجلات الجولات الدورية، مما أدى إلى ترك إبستين دون مراقبة لساعات طويلة قبل اكتشاف وفاته. هذا الإهمال الجسيم يمثل انتهاكاً صارخاً لإجراءات السلامة القياسية.
السجلات النفسية وتقييم المخاطر
كشفت السجلات النفسية لإبستين عن علامات تدل على الضيق النفسي وصعوبة التحدث عن الحادثة السابقة. على الرغم من أنه نفى وجود أي ميول انتحارية خلال بعض التقييمات، إلا أن الملفات تشير إلى أن هذه النفيات لم تكن مقنعة، وأن هناك حاجة إلى تقييم أكثر شمولاً لحالته النفسية. وتؤكد الوثائق في النهاية أن الوفاة كانت نتيجة انتحار، مع إلقاء اللوم على إدارة السجن في الإخفاقات الكبيرة في توفير الحماية اللازمة.
تأتي هذه التفاصيل في وقت يواجه فيه نظام السجون الفيدرالي انتقادات متزايدة بشأن ظروف الاحتجاز ومعاملة السجناء. وتشير تقارير إلى وجود نقص في الموارد والتدريب، مما يؤثر على قدرة الحراس على أداء واجباتهم بفعالية. هذه القضية تزيد من الضغط على السلطات لإجراء إصلاحات شاملة في نظام السجون.
تصاعدت ردود الفعل على هذه الوثائق، حيث طالب العديد من السياسيين والناشطين بفتح تحقيق شامل ومستقل لتحديد المسؤولية الكاملة عن وفاة إبستين. كما دعوا إلى محاسبة المسؤولين الذين تسببوا في الإخفاقات الأمنية والإدارية التي أدت إلى هذه المأساة. وتشمل المطالبات أيضاً زيادة الشفافية في عمليات السجون وتحسين الرعاية الصحية النفسية للسجناء.
في سياق متصل، هاجم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عدداً من الشخصيات التي اتهمها بـ “تمجيد إبستين” قبل أن تتبرأ منه لاحقاً، مع تصاعد فضائح الاتجار بالقاصرات والتحرش. ويأتي هذا الهجوم في ظل استمرار الجدل حول علاقات ترامب بإبستين، والتي أثارت تساؤلات حول مدى معرفته بأنشطة إبستين المشبوهة. (المرجع: وكالات)
تتوقع الأوساط القانونية أن تستمر التحقيقات في هذه القضية لعدة أشهر قادمة. ومن المتوقع أن يتم استدعاء العديد من المسؤولين والأفراد ذوي الصلة للإدلاء بشهاداتهم. كما من المحتمل أن يتم تقديم توصيات لإجراء إصلاحات في نظام السجون الفيدرالي. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه الإصلاحات ستكون كافية لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل، ولكن من المؤكد أن قضية وفاة إبستين ستظل محط اهتمام ومتابعة دقيقة.
التحقيقات الجارية قد تلقي الضوء على جوانب أخرى من القضية، بما في ذلك شبكة العلاقات المعقدة التي كانت لإبستين. وتشمل هذه الشبكة شخصيات بارزة في مجالات السياسة والأعمال والفن. من المتوقع أن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل حول هذه العلاقات في الأشهر القادمة. (كلمات مفتاحية ثانوية: الاتجار بالقاصرات، نظام السجون الفيدرالي).