Connect with us

Hi, what are you looking for?

صحة

السيروتونين يفاقم أعراض انفصام الشخصية ويعيق التعافي!.. والعلماء يجدون الدليل

أظهرت دراسة حديثة، نشرت نتائجها مؤخرًا، اكتشافات جديدة حول العلامات الحيوية المحتملة لمرض انفصام الشخصية والاكتئاب. تركز الأبحاث على دور السيروتونين، وهو ناقل عصبي حيوي، في الأعراض السلبية للمرض، مثل العزلة الاجتماعية وفقدان الدافع، والتي غالبًا ما تكون الأكثر إعاقة للمرضى.

أجرى الباحثون في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب التابع للكلية الملكية في لندن، دراسة شملت 54 مشاركًا، بهدف فهم العلاقة بين نشاط السيروتونين والأعراض السلبية لانفصام الشخصية. وقد كشفت النتائج عن ارتباط واضح بين زيادة إطلاق السيروتونين في مناطق معينة من الدماغ وشدة هذه الأعراض.

فهم الأعراض السلبية لانفصام الشخصية

تعتبر الأعراض السلبية لانفصام الشخصية، مثل الانسحاب الاجتماعي، وقلة التعبير العاطفي، وصعوبة الاستمتاع بالحياة، من بين التحديات الأكثر صعوبة في علاج هذا المرض. وفقًا للباحثين، غالبًا ما تؤدي هذه الأعراض إلى إعاقة كبيرة في حياة المرضى، وتعوق قدرتهم على التعافي والاندماج في المجتمع.

على الرغم من أن فرضية فرط نشاط نظام السيروتونين كسبب للأعراض السلبية لانفصام الشخصية قد نوقشت لعقود، إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تختبر هذه الفرضية مباشرة على المرضى باستخدام تقنيات تصوير الدماغ المتقدمة.

دور السيروتونين في الدماغ

السيروتونين هو ناقل عصبي يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بما في ذلك المزاج، والنوم، والشهية، والوظائف المعرفية. يُعرف أحيانًا بـ “هرمون السعادة” نظرًا لتأثيره على الشعور بالرفاهية، لكن دوره يتجاوز ذلك بكثير.

تشمل وظائف السيروتونين الرئيسية:

  • تنظيم المزاج والشعور بالرفاهية: انخفاض مستويات السيروتونين غالبًا ما يرتبط بالاكتئاب والقلق والتهيج.

  • النوم ودورات الاستيقاظ: يساهم السيروتونين في إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون ينظم الساعة البيولوجية للجسم.

  • الوظائف المعرفية: يؤثر السيروتونين على الذاكرة والتعلم والتركيز.

  • التحكم بالشهية والهضم: يُفرز السيروتونين في الأمعاء ويلعب دورًا في تنظيم حركة الجهاز الهضمي والشعور بالشبع.

  • السلوك الاجتماعي والدافع الجنسي: تساعد المستويات الطبيعية من السيروتونين في تعزيز التفاعل الاجتماعي، بينما قد تؤثر المستويات غير المتوازنة على الدافع الجنسي.

في هذه الدراسة، استخدم الباحثون تصويرًا مقطعيًا بوزيتروني (PET) لتقييم ارتباط العلامة المشعة بمستقبلات السيروتونين في أدمغة المشاركين. ووجدوا أن جميع المشاركين أظهروا انخفاضًا في هذا الارتباط بعد إعطائهم جرعة من الأمفيتامين-d، وهو منبه يحفز إطلاق السيروتونين.

ومع ذلك، لوحظت زيادة ملحوظة في إطلاق السيروتونين في مناطق الدماغ المسؤولة عن الدوافع والتخطيط في اللحاء الجبهي لدى المرضى المصابين بانفصام الشخصية مقارنة بالمجموعة الضابطة. وكشف التحليل الإضافي عن علاقة واضحة بين هذه الزيادة في إطلاق السيروتونين وشدة الأعراض السلبية ومستوى الاختلال الوظيفي لدى المرضى.

الآثار المترتبة على العلاج المستقبلي

تشير هذه النتائج إلى أن استهداف نظام السيروتونين قد يكون له دور في تطوير علاجات جديدة للأعراض السلبية لانفصام الشخصية. ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن العلاقة بين السيروتونين والأعراض السلبية معقدة، وأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الآليات الدقيقة المتورطة.

من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة لا تقترح أن السيروتونين هو السبب الوحيد لانفصام الشخصية، بل تشير إلى أنه قد يلعب دورًا مهمًا في تطور الأعراض السلبية. كما أن العلاجات الحالية التي تستهدف السيروتونين، مثل مضادات الاكتئاب، قد لا تكون فعالة في علاج هذه الأعراض بشكل مباشر.

في الوقت الحالي، يخطط الباحثون لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج واستكشاف إمكانية تطوير علاجات جديدة تستهدف نظام السيروتونين بشكل أكثر تحديدًا. من المتوقع أن تستغرق هذه الدراسات عدة سنوات لإكمالها، ولكنها قد تفتح آفاقًا جديدة في علاج انفصام الشخصية وتحسين نوعية حياة المرضى. يجب مراقبة التقدم في هذا المجال عن كثب، مع الأخذ في الاعتبار أن تطوير علاجات جديدة يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين.

المصدر: Naukatv.ru

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة