Connect with us

Hi, what are you looking for?

اقتصاد

مصر والمغرب والإمارات في مقدمة المستحوذين على القمح الروسي

شهدت صادرات الحبوب الروسية، وخاصةً القمح، انتعاشًا ملحوظًا في النصف الثاني من شهر ديسمبر الحالي، مما أدى إلى زيادة إجمالية بنسبة 14% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. يعكس هذا النمو استجابة قوية للطلب العالمي، خاصةً من تركيا وإيران، بعد فترة من التباطؤ في بداية الشهر. ووفقًا لبيانات الاتحاد الروسي للحبوب والبقوليات، فإن هذا الأداء يعزز مكانة روسيا كمورد رئيسي للحبوب في الأسواق الدولية.

أظهرت البيانات الأولية أن التراجع الذي شهده العقد الأول من ديسمبر قد تم تعويضه بشكل كبير خلال العقد الثاني، مدفوعًا بزيادة كبيرة في حجم الشحنات. ويأتي هذا التطور في ظل متابعة الأسواق العالمية عن كثب لتطورات الإمدادات الغذائية، خاصةً مع استمرار التحديات الجيوسياسية وتأثيرها على سلاسل التوريد.

تحليل مفصل لصادرات القمح الروسية

سجلت صادرات القمح الروسية انخفاضًا بنسبة 25.7% في الفترة من 1 إلى 10 ديسمبر مقارنةً بنفس الفترة من عام 2023. ومع ذلك، شهدت الفترة من 11 إلى 20 ديسمبر قفزة هائلة في الصادرات بلغت 90%، حيث وصلت إلى 1.927 مليون طن. ونتيجة لهذا الانتعاش القوي، تحولت الأرقام التراكمية لصادرات القمح إلى زيادة إيجابية بنسبة 14% خلال العشرين يومًا الأولى من الشهر.

تغيرات في وجهات التصدير

شهدت قائمة الدول المستوردة للقمح الروسي تغييرات كبيرة. ففي حين كانت مصر تقليديًا أكبر مستورد للقمح الروسي، تصدرت تركيا القائمة للمرة الأولى في ديسمبر، متجاوزةً مصر بفضل زيادة مشترياتها بثلاثة أضعاف لتصل إلى 556 ألف طن، بعد رفع الحظر عن استيراد القمح. انخفضت واردات مصر بنسبة طفيفة بلغت 7.9% لتصل إلى 481 ألف طن.

بالإضافة إلى ذلك، دخلت إيران قائمة كبار المستوردين للمرة الأولى هذا العام، حيث استوردت 191.7 ألف طن من القمح الروسي. وشهدت دول أخرى نموًا ملحوظًا في وارداتها، مثل السودان (+15.7%) وعُمان (+280%) وإسرائيل (+25.7%) والمغرب (+170%) والبرازيل (استؤنفت الصادرات) والإمارات (+50%).

أداء صادرات الذرة والشعير

لم يقتصر الانتعاش على صادرات القمح فحسب، بل شمل أيضًا الذرة والشعير. فقد ارتفعت صادرات الذرة إلى 189 ألف طن، على الرغم من أنها لا تزال أقل بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي. وشهدت صادرات الشعير تحسنًا ملحوظًا، حيث بلغت 138.6 ألف طن بانخفاض 8% فقط، بعد تراجع حاد في النصف الأول من الشهر.

أشارت البيانات إلى أن عدد الدول المستوردة للحبوب الروسية انخفض من 36 دولة في ديسمبر 2023 إلى 27 دولة في ديسمبر الحالي. كما انخفض عدد الشركات المصدرة للقمح من 69 شركة إلى 36 شركة، مما يشير إلى تركيز أكبر في قطاع التصدير.

العوامل المؤثرة في النمو

يرجع هذا النمو بشكل أساسي إلى الزيادة الكبيرة في الطلب التركي، والتي تعتبر “محركًا رئيسيًا” للصادرات الروسية من الحبوب. وقد ساهم رفع الحظر عن استيراد القمح في تركيا في زيادة كبيرة في حجم المشتريات. بالإضافة إلى ذلك، لعبت التغيرات في الأسعار العالمية وتنافسية العروض الروسية دورًا في جذب المزيد من العملاء.

وتشير توريينا إلى أن روسيا صدّرت هذا الشهر 10 أنواع فقط من الحبوب والبقوليات والمحاصيل الزيتية، مقارنةً بـ24 نوعًا في ديسمبر 2023، مما يعكس تركيزًا أكبر على السلع الرئيسية مثل القمح.

من المتوقع أن يبلغ إجمالي صادرات الحبوب الروسية في ديسمبر كاملاً 5.2 مليون طن، مقارنة بـ 4.6 مليون طن في ديسمبر 2023. ومن هذا الإجمالي، من المتوقع أن تصل صادرات القمح إلى 4.7 مليون طن، مقابل 4 ملايين طن في العام السابق. هذه التوقعات تعكس الثقة في قدرة روسيا على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الحبوب.

في الختام، يشير الأداء القوي لصادرات الحبوب الروسية في ديسمبر إلى استمرار تعزيز مكانة البلاد كمورد رئيسي في الأسواق العالمية. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل القريب، مع مراقبة التطورات الجيوسياسية وتقلبات الأسعار العالمية. وستكون البيانات الصادرة عن الاتحاد الروسي للحبوب والبقوليات في بداية العام الجديد مؤشرًا هامًا على الأداء الفعلي لصادرات الحبوب الروسية خلال الشهر بأكمله.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة