Connect with us

Hi, what are you looking for?

صحة

دور وقائي للبكتيريا المعوية ضد مرض السكري

اكتشاف علمي واعد قد يغير طريقة التعامل مع مرض السكري، حيث كشفت دراسة حديثة عن دور محتمل لجزيء ينتجه الأمعاء في تحسين استجابة الأنسولين والحد من الالتهابات، وهما عاملان رئيسيان في الوقاية من هذا المرض المزمن. تفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الميكروبيوم المعوي والصحة الأيضية.

أظهرت الأبحاث، التي أجريت ونشرت في مجلة Nature Metabolism، أن ثلاثي ميثيل أمين (TMA) – وهو مركب ينتج عن تحليل بكتيريا الأمعاء للكولين الموجود في الأطعمة مثل البيض واللحوم – قد يكون له تأثير وقائي ضد تطور السكري من النوع الثاني. وقد تم إجراء التجارب على نماذج خلايا بشرية وفئران معملية، مما يشير إلى إمكانية تطبيق هذه النتائج على البشر.

دور الميكروبيوم المعوي في الوقاية من السكري

لطالما كان الميكروبيوم المعوي – وهو مجتمع الكائنات الحية الدقيقة الذي يعيش في الأمعاء – محور اهتمام متزايد في مجال الصحة. تؤكد هذه الدراسة على الدور الحيوي الذي يلعبه في تنظيم العمليات الأيضية والتأثير على الاستجابة المناعية. تشير الأبحاث إلى أن التوازن الصحي للميكروبيوم يمكن أن يساهم في الحفاظ على صحة جيدة والوقاية من الأمراض.

آلية عمل TMA في مكافحة الالتهاب

وفقًا للباحثين، يعمل TMA على تثبيط بروتين IRAK4، وهو بروتين يلعب دورًا رئيسيًا في الاستجابة الالتهابية التي تحدث عند تناول الأطعمة الغنية بالدهون. يؤدي تثبيط هذا البروتين إلى تقليل الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، والذي يعتبر عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

يقول مارك إيمانويل دوماس، عالم الكيمياء الحيوية في ICL: “لقد أظهرنا أن جزيئًا من ميكروبات الأمعاء يمكنه حماية الجسم من الأضرار الناتجة عن سوء التغذية عبر آلية جديدة”. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف الميكروبيوم المعوي لتحسين الصحة الأيضية.

مقاومة الأنسولين هي حالة تتوقف فيها خلايا الجسم عن الاستجابة بشكل فعال للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. تعتبر مقاومة الأنسولين مقدمة لمرض السكري من النوع الثاني. تشير الدراسة إلى أن TMA قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالسكري.

بالإضافة إلى ذلك، يوضح الباحثون أن TMA قادر على تخفيف الآثار السلبية للأنظمة الغذائية الغنية بالدهون على الجسم. وهذا يعني أن TMA قد يكون له دور في حماية الأفراد الذين يتبعون أنماطًا غذائية غير صحية من تطوير مقاومة الأنسولين والسكري.

ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن هذه النتائج لا تزال أولية وتتطلب المزيد من البحث. من الضروري إجراء دراسات على متطوعين بشريين على مدى فترات زمنية أطول لتأكيد هذه النتائج وتحديد الجرعة المثالية من TMA لتحقيق أقصى فائدة صحية.

تشير التوقعات إلى أن الخطوة التالية ستكون إجراء تجارب سريرية واسعة النطاق لتقييم فعالية TMA في الوقاية من السكري وعلاج مقاومة الأنسولين. من المتوقع أن تبدأ هذه التجارب في غضون العامين المقبلين، وستركز على تحديد ما إذا كان TMA يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة الأيض لدى البشر. يبقى من غير المؤكد ما إذا كانت هذه النتائج ستترجم إلى علاجات جديدة، ولكنها تمثل خطوة واعدة في فهم العلاقة المعقدة بين الميكروبيوم المعوي والصحة.

المصدر: ساينس ألرت

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة