Connect with us

Hi, what are you looking for?

اقتصاد

ماهي السلع التي حلقت أسعارها عالميا والتي تراجعت بشكل حاد في عام 2025

شهدت أسواق السلع العالمية تقلبات كبيرة خلال عام 2025، مع ارتفاعات حادة في أسعار بعض المعادن وموارد الطاقة، وانخفاض ملحوظ في أسعار مواد غذائية رئيسية. ووفقًا لتحليل أجرته وكالة نوفوستي، كان عصير البرتقال هو الأكثر تراجعًا في الأسعار، مسجلاً انخفاضًا حادًا بنسبة 60%، بينما تصدرت الفضة قائمة المرتفعات، بارتفاع بلغ 2.4 ضعف قيمتها منذ بداية العام.

تأتي هذه التغيرات في ظل ظروف اقتصادية عالمية مضطربة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، وتغيرات في أنماط الاستهلاك، وتقلبات أسعار الصرف. وقد أثرت هذه العوامل بشكل متفاوت على مختلف القطاعات السلعية، مما أدى إلى تباين كبير في الأداء بين السلع المختلفة.

تحليل تفصيلي لأسعار السلع في عام 2025

شهدت المعادن الثمينة أداءً قويًا بشكل خاص خلال العام. فبعد الفضة، حل البلاتين في المرتبة الثانية من حيث الارتفاع، حيث زاد سعره بمقدار 2.3 ضعف. كما ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 1.85 ضعف، مما يعكس الطلب المتزايد على هذه المعادن في الصناعات التحويلية والتكنولوجية.

ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام

في قطاع الطاقة، سجل اليورانيوم أكبر زيادة في الأسعار، بنسبة 11.5%، مما يشير إلى اهتمام متزايد بالطاقة النووية كبديل للوقود الأحفوري. كما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في السوق الأمريكية بنسبة 9.9%، وأسعار فحم الكوك في الصين بنسبة 7.9%. ويرجع ذلك جزئيًا إلى زيادة الطلب على الطاقة مع تعافي الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى المخاوف بشأن إمدادات الطاقة.

تقلبات أسعار المواد الغذائية

أما بالنسبة للمواد الغذائية، فقد شهد لحم العجل أكبر ارتفاع في الأسعار بين أنواع اللحوم، بنسبة 32%. كما ارتفع سعر زيت فول الصويا بنسبة 22%، وأسعار المواشي الحية بنسبة 18.3%. ويرجع ذلك إلى عوامل مثل ارتفاع تكاليف الأعلاف، وزيادة الطلب من الأسواق الناشئة، وتأثير التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي.

ومع ذلك، انخفضت أسعار معظم السلع الزراعية والمواد الغذائية الأخرى، باستثناء قهوة أرابيكا وفول الصويا ولحم الخنزير قليل الدهن. يعكس هذا التباين التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، بما في ذلك تقلبات الطقس، والأمراض النباتية، والقيود التجارية.

انخفاض حاد في أسعار عصير البرتقال والكاكاو

على النقيض من الارتفاعات التي شهدتها بعض السلع، شهد عصير البرتقال أكبر انخفاض في الأسعار، حيث انخفض سعره بنحو 60% لدى التجار. يعزى هذا الانخفاض إلى زيادة المعروض من البرتقال، وانخفاض الطلب في بعض الأسواق الرئيسية، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل تحسين تقنيات الإنتاج.

بالإضافة إلى ذلك، تراجعت أسعار حبوب الكاكاو في أسواق لندن (-54%) والولايات المتحدة (-46%). ويرجع ذلك إلى زيادة الإنتاج في غرب إفريقيا، وهي المنطقة الرئيسية لإنتاج الكاكاو، بالإضافة إلى ضعف الطلب العالمي.

تعتبر هذه التغيرات في أسعار السلع ذات أهمية كبيرة للمستهلكين والمنتجين على حد سواء. فارتفاع الأسعار يؤدي إلى زيادة تكاليف المعيشة، بينما انخفاض الأسعار يمكن أن يؤثر سلبًا على دخل المزارعين والشركات.

تأثيرات اقتصادية أوسع

تؤثر هذه التقلبات أيضًا على التضخم، وأسعار الفائدة، والاستثمارات. فارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية يمكن أن يؤدي إلى زيادة التضخم، مما يدفع البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم. في المقابل، يمكن أن يؤدي انخفاض الأسعار إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على التجارة الدولية، حيث أن الدول التي تعتمد على تصدير سلع معينة قد تتأثر سلبًا بانخفاض الأسعار، في حين أن الدول التي تعتمد على استيراد هذه السلع قد تستفيد من انخفاض الأسعار.

من المتوقع أن تستمر أسواق السلع في التذبذب في المستقبل القريب، مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. ويرجع ذلك إلى عوامل مثل التوترات الجيوسياسية، والتغيرات المناخية، والسياسات التجارية. ومن المهم مراقبة هذه التطورات عن كثب، واتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من آثارها السلبية.

سيراقب المحللون عن كثب بيانات الإنتاج والاستهلاك العالمية في الأشهر القادمة، بالإضافة إلى أي تطورات جيوسياسية جديدة قد تؤثر على أسعار السلع. من المتوقع أن يتم نشر تقرير جديد من وكالة نوفوستي في الربع الأول من عام 2026، يقدم تحليلاً مفصلاً لأداء أسواق السلع خلال عام 2025.

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة