Connect with us

Hi, what are you looking for?

صحة

علماء صينيون يكتشفون طريقة غير متوقعة لزيادة فرص نجاح الإخصاب في المختبر

أظهرت دراسة حديثة أن اتباع “يوم التحفيز” – أي القذف قبل يومين من التبرع بالحيوانات المنوية – قد يزيد من فرص نجاح الإخصاب في المختبر (IVF). هذه النتائج مهمة بشكل خاص في ظل تراجع جودة الحيوانات المنوية عالميًا، وتقدم للأزواج خيارًا بسيطًا وغير دوائي لتحسين فرصهم في الإنجاب. توفر هذه الدراسة معلومات قيمة للأزواج الذين يفكرون في علاج العقم وتقنيات الإنجاب المساعدة.

دراسة عالمية تكشف تأثير “يوم التحفيز” على جودة الحيوانات المنوية ونجاح الإخصاب

أجرى باحثون من المستشفى الأول التابع لجامعة جيلين في الصين أول تجربة سريرية عشوائية (randomized controlled trial) لتقييم تأثير فترة الامتناع عن الجماع قبل التبرع بالحيوانات المنوية على نتائج الإخصاب في المختبر. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة علمية متخصصة، مما أثار اهتمامًا واسعًا في مجتمع طب الإنجاب. تعتبر هذه الدراسة فريدة من نوعها بسبب منهجها العلمي الصارم وتصميمها العشوائي.

شارك في الدراسة ما يقرب من 500 رجل، تم تقسيمهم إلى مجموعتين رئيسيتين. حصل نصف المشاركين على تعليمات بالقذف قبل 48 ساعة من جمع عينة الحيوانات المنوية، بينما اتبع النصف الآخر البروتوكول التقليدي الذي ينصح بالامتناع عن الجماع لمدة تتراوح بين يومين وسبعة أيام. تم جمع بيانات مفصلة عن جودة الحيوانات المنوية ومعدلات الحمل في كلا المجموعتين.

نتائج الدراسة وتأثيرها على معدلات الحمل

أظهرت النتائج فرقًا ملحوظًا في معدلات الحمل بين المجموعتين. بلغت نسبة الحمل السريري، المؤكدة عن طريق الموجات فوق الصوتية، 54.4% في المجموعة التي اتبعت “يوم التحفيز”. في المقابل، سجلت المجموعة الضابطة التي اتبعت البروتوكول التقليدي نسبة حمل سريري بلغت 44.9%. يعتبر هذا الفرق، الذي يقارب 10%، ذا دلالة إحصائية عالية، وفقًا للباحثين.

بالإضافة إلى ذلك، كانت نسبة استمرار الحمل أعلى بشكل ملحوظ في المجموعة التي اتبعت “يوم التحفيز”، حيث وصلت إلى 46% مقارنة بـ 36% في المجموعة الضابطة. يشير هذا إلى أن الحيوانات المنوية التي تم جمعها بعد فترة قصيرة من الامتناع قد تكون أكثر قدرة على تحقيق الحمل المستدام. تشير الدراسات إلى أن جودة الحيوانات المنوية (عدد وحركة وشكل الحيوانات المنوية) تلعب دورًا حاسمًا في نجاح الإخصاب.

التفسيرات الهرمونية وراء تحسين جودة الحيوانات المنوية

يقترح الباحثون أن هذه النتائج قد ترجع إلى تغيرات هرمونية تحدث في الجسم بعد القذف. خلال فترة الامتناع الطويلة، قد تتراكم بعض العوامل الضارة في السائل المنوي، في حين أن القذف قبل يومين قد يساعد على إزالة هذه العوامل وتجديد الحيوانات المنوية الأكثر حيوية. هذه التغيرات الهرمونية قد تؤثر بشكل إيجابي على حيوانات المنوية.

ويؤكد المشرفون على الدراسة أن استخدام “يوم التحفيز” هو طريقة سهلة ومتاحة وخالية من الأدوية لتحسين نتائج الإخصاب في المختبر. وهو لا يتطلب أي تدخل طبي أو تغييرات كبيرة في نمط حياة الرجل.

أهمية الدراسة في ضوء التحديات المتزايدة للعقم

تأتي هذه الدراسة في وقت يشهد فيه العالم تراجعًا في جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال. ويرجع ذلك إلى عوامل متعددة، بما في ذلك التلوث والتدخين والسمنة ونمط الحياة المستقر. هذا التراجع يزيد من صعوبة الإنجاب ويجعل الأزواج يعتمدون بشكل أكبر على تقنيات الإنجاب المساعدة.

وتكتسب هذه الدراسة أهمية خاصة بالنسبة للأزواج الذين تتجاوز فيه المرأة سن الإنجاب الأمثل. عادةً ما تتراجع فرص الحمل مع التقدم في العمر، مما يجعل جودة الحيوانات المنوية عاملاً أكثر أهمية.

يمهد هذا البحث الطريق لمراجعة التوصيات القياسية التي تُعطى للأزواج الذين يخضعون للإخصاب في المختبر. قد يؤدي هذا إلى تغييرات في البروتوكولات المستخدمة حاليًا وتحسين فرص النجاح في هذه العلاجات. تعتبر تقنيات الإنجاب المساعدة مثل الإخصاب في المختبر خيارًا شائعًا لعلاج العقم، ولكنها غالبًا ما تكون مكلفة وتتطلب وقتًا وجهدًا.

من المتوقع أن يتم إجراء المزيد من الدراسات لتعزيز هذه النتائج وتحديد البروتوكول الأمثل لفترة الامتناع عن الجماع قبل التبرع بالحيوانات المنوية. سيتطلب ذلك دراسات أكبر وأكثر تفصيلاً لتقييم تأثير “يوم التحفيز” على مجموعات مختلفة من الأزواج والظروف المختلفة. سيراقب الخبراء التطورات في هذا المجال عن كثب لتحديد ما إذا كانت هذه التوصيات الجديدة ستصبح جزءًا من الممارسات السريرية القياسية.

المصدر: МК

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة