Connect with us

Hi, what are you looking for?

دولي

إدارة ترامب ترفع العقوبات عن ثلاثة مسؤولين مرتبطين بشركة تجسس إسرائيلية

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية رفع العقوبات عن ثلاثة أفراد مرتبطين باتحاد “انتلكسا” (Intellexa) لتطوير برمجيات التجسس، في خطوة تعتبر تراجعاً جزئياً عن الإجراءات المتخذة العام الماضي. يمثل هذا القرار تطوراً ملحوظاً في التعامل مع شركات برمجيات التجسس التي أصبحت تشكل تهديداً متزايداً للخصوصية والأمن السيبراني على مستوى العالم.

شمل قرار رفع العقوبات سارة حمو، واندريا غامباتسي، وميروم حرباز، والذين اتهمتهم الحكومة الأمريكية بتقديم خدمات إدارية أو امتلاك حقوق توزيع لبرنامج التجسس “بريداتور” (Predator) التابع لـ “انتلكسا”. تم فرض هذه العقوبات في الأصل ردًا على المخاوف بشأن استخدام هذه البرمجيات للتجسس على الصحفيين والمعارضين السياسيين والنشطاء في مختلف البلدان.

“انتلكسا” وبرمجيات التجسس: تفاصيل التراجع عن العقوبات

وفقًا لبيان وزارة الخزانة، فإن رفع العقوبات يأتي في إطار الإجراءات الإدارية المعتادة، استجابة لطلبات إعادة النظر المقدمة من الأفراد المعنيين. وأوضحت الوزارة أن هؤلاء الأفراد قد أثبتوا اتخاذهم خطوات لفصل أنفسهم عن أنشطة اتحاد “انتلكسا”.

يعود تأسيس “انتلكسا” إلى تال ديليان، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات الإسرائيلية. وقد وصفت وزارة الخزانة الأمريكية “انتلكسا” بأنه شبكة دولية معقدة تستخدم شركات متعددة لتطوير وتسويق برمجيات تجسس متطورة قادرة على اختراق الأجهزة والأنظمة الرقمية.

اتهامات المراقبة وتداعياتها

برنامج “بريداتور”، وهو المنتج الرئيسي لـ “انتلكسا”، كان محور فضيحة في اليونان تتعلق باتهامات بمراقبة صحفيين وشخصيات بارزة في المعارضة بالإضافة إلى عشرات الأفراد الآخرين. أثارت هذه الفضيحة مخاوف جدية بشأن استخدام برمجيات التجسس لاستهداف الأفراد وتقويض الحريات المدنية.

بالإضافة إلى ذلك، أفادت تحقيقات استقصائية في عام 2023 بأن الحكومة الفيتنامية حاولت استخدام أدوات “انتلكسا” لاختراق أعضاء في الكونغرس الأمريكي. أظهر هذا التقرير مدى الانتشار العالمي لهذه البرمجيات وقدرتها على الوصول إلى أهداف حساسة في دول مختلفة.

وتشير التقارير إلى أن هذه البرمجيات تستخدم تقنيات متطورة تتجاوز الإجراءات الأمنية التقليدية، مما يجعل اكتشافها وإزالتها أمرًا صعبًا. وتثير هذه القدرات تساؤلات حول فعالية التدابير الأمنية المتاحة لحماية الأفراد والمنظمات من التجسس الرقمي.

الرقابة و الأمن السيبراني (Cybersecurity)

يأتي قرار رفع العقوبات في سياق عالمي متزايد الاهتمام بقضايا الرقابة والأمن السيبراني. تثير برمجيات التجسس مثل تلك التي تطورها “انتلكسا” مخاوف بشأن الحق في الخصوصية وحرية التعبير، فضلاً عن التهديدات التي تشكلها على الأمن القومي.

وتشهد العديد من الدول نقاشات حول ضرورة وضع قوانين ولوائح تنظم تطوير واستخدام هذه البرمجيات، مع الأخذ في الاعتبار التوازن بين الحاجة إلى مكافحة الجريمة والإرهاب وحماية الحقوق الأساسية للأفراد. تتجه بعض الدول نحو فرض قيود أكبر على تصدير برامج المراقبة، بينما تركز دول أخرى على تعزيز القدرات الأمنية الداخلية لمواجهة هذه التهديدات.

الأمن السيبراني يعتبر من أهم القضايا التي تواجه الحكومات والشركات في الوقت الحاضر. مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، تزداد المخاطر المحتملة من الهجمات السيبرانية والانتهاكات الأمنية. لذلك، من الضروري الاستثمار في تطوير البنية التحتية الأمنية وتعزيز الوعي بأهمية حماية البيانات والخصوصية.

تعتبر قضية “انتلكسا” مثالاً واضحًا على التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في مجال الرقابة والأمن السيبراني. فهي تبرز الحاجة إلى تعاون دولي وثيق لمواجهة هذه التهديدات وضمان حماية الحقوق الأساسية للأفراد.

في المستقبل، من المتوقع أن تستمر وزارة الخزانة الأمريكية في تقييم الأنشطة المرتبطة بـ “انتلكسا” والأفراد المرتبطين بها. وستعتمد القرارات المستقبلية على الأدلة والتقارير التي تتلقاها الوزارة، وكذلك على التطورات القانونية والسياسية المتعلقة بقضايا الرقابة والأمن السيبراني. يراقب المراقبون رد فعل الحكومات والمنظمات الحقوقية على هذا القرار، وما إذا كان سيشجع على مراجعة شاملة للعقوبات المفروضة على شركات برمجيات التجسس الأخرى.

المصدر: “رويترز”

اضف تعليقك

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة