تم الحفاظ على المطار سليمًا تمامًا كما تم بناؤه في الأيام الأولى للطيران
الصورة: م. سجاد/ كيه تي
لا شك أن دبي وأبو ظبي تمتلكان اثنين من أفضل المطارات وشركات الطيران في العالم. لذلك، قد يكون مفاجئًا للبعض أن تاريخ الطيران في البلاد بدأ بالفعل في الشارقة.
في 5 أكتوبر 1932، كانت أول طائرة تهبط في دولة الإمارات العربية المتحدة هي طائرة بريطانية الصنع ذات أربع مراوح من طراز هاندلي بيج HP42، الملقبة بـ “هانو”.
كانت هذه الرحلة التاريخية، التي تديرها الخطوط الجوية الإمبراطورية البريطانية، بمثابة بداية عصر الطيران في البلاد.
بعد انطلاقها من جوادار، التي كانت آنذاك جزءًا من الهند (باكستان الآن)، هبطت الطائرة “هانو” على شريط ضيق من مدرج المطار في الشارقة. في تلك الأيام، كانت الرحلات الجوية من الهند إلى لندن تتوقف في الشارقة، مما يجعلها مركزًا أساسيًا للسفر الدولي، حيث كانت الرحلات تستغرق عادةً حوالي خمسة أيام.
وقد وفر هذا الطريق الجوي الجديد رابط اتصال سريع لكبار المسؤولين الحكوميين وللبريد في ذلك الوقت. كان المطار أيضًا بمثابة محطة ليلية لرحلات الخطوط الجوية الإمبراطورية إلى الهند وأستراليا.
وقد تم الآن تحويل أول مطار في المنطقة إلى متحف يسلط الضوء على تاريخ الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة. إنه معلم مهم بسبب مجموعاته الفريدة التي تحكي تاريخ الطيران في المنطقة.
كيف ظهر المطار في الشارقة؟
في عام 1932، كان من المقرر أن تنتهي اتفاقية مدتها ثلاث سنوات بين بريطانيا وبلاد فارس تسمح باستخدام مناطق الإنزال على طول الساحل الفارسي. كانت الحكومة البريطانية بحاجة ماسة إلى بديل على طول الساحل العربي.
وبعد أشهر من المفاوضات، وقع حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الثاني اتفاقية للاستراحة ومهبط الطائرات في 22 يوليو 1932. وتضمنت الاتفاقية إيجار الاستراحة والمطار بمبلغ 800 روبية شهرياً. وأجور الحراس ورسم هبوط قدره 5 روبيات لكل طائرة مدنية.
ماذا يمكنك أن ترى في المتحف؟
بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون لرؤية شكل الطائرات، فإن متحف المحطة هو كنز دفين من الطائرات التاريخية وآلات الطيران، التي لا تزال سليمة، وتقدم للزوار لمحة عن الماضي.
ومن بين معروضاتها الرائعة النموذج المصغر لـ “هانو” الشهير. تم الحفاظ على المطار كما هو، كما تم بناؤه في الأيام الأولى للطيران من الوصول إلى المغادرين. إن التجول في قاعات المتحف يشبه الرجوع بالزمن إلى الوراء، حيث تحكي كل طائرة معروضة قصة رحلة البلاد الرائعة في مجال الطيران.
يمكن للزوار استكشاف مجموعة واسعة من الطائرات، بدءًا من الطائرات القديمة والمحركات وحتى أنظمة الاتصالات القديمة. ومن أبرز ما يضمه المتحف طائرة De Havilland DH 104 DOVE SRS 1G AJPR، التي تم بناؤها عام 1947 وكانت مملوكة لشركة طيران الخليج المحدودة.
ومن الطائرات الأخرى التي يمكن للزوار رؤيتها هي طائرة دوغلاس دي سي الأمريكية الصنع. تم تشغيلها من قبل شركة إيجل إير سيرفيسز، الخطوط الجوية الكويتية و طيران الخليج المحدودة.
ولا تعرض هذه القطع الأثرية التطور التكنولوجي للطيران فحسب، بل تُظهر أيضًا الأهمية الثقافية لهذا النوع من وسائل النقل في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن أبرز معالم المتحف هي فرصة الدخول إلى قمرة القيادة وجسم الطائرة لطائرة قديمة، مما يوفر تجربة فريدة من نوعها. ويظهر التطور الملحوظ في تكنولوجيا الطيران.
بالإضافة إلى الطائرات، يحتوي المتحف أيضًا على مجموعة رائعة من تذكارات الطيران، مثل المحركات والمعدات والوثائق والصور الفوتوغرافية.
إنه ليس مجرد متحف. يأخذ الزوار من خلال رحلة آسرة عبر الزمن. بالنسبة للمقيمين والسياح، إنه مكان يجب زيارته لأنه يحتفل بتراث الطائرات القديمة وآلات الطيران.
رسوم دخول المتحف
- الأطفال (أقل من سنتين): مجاناً
- الأطفال (2-12 سنة): 5.00 درهم
- البالغون (13+ سنة): 10.00 دراهم