طرابلس ليبيا
انقطعت الاتصالات في بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، منذ يوم الجمعة، وأرجعت السلطات السبب إلى انقطاع الكابل، لكن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تقول إن ذلك يأتي وسط اشتباكات مسلحة بين القوة العسكرية الرئيسية ومجموعة أصغر.
وقالت شركة الاتصالات الليبية الحكومية في طرابلس إن انقطاع الاتصالات يرجع إلى انقطاع في كابل الألياف الضوئية.
وتخضع بنغازي لسيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، وهو التحالف العسكري الذي يهيمن على شرق ليبيا ولم يُظهر سوى القليل من التسامح مع المعارضين الداخليين.
وقال محللون إن انقطاع الإنترنت من المرجح أن يكون خطوة استباقية من قبل الحكام العسكريين في شرق ليبيا في مواجهة الأنشطة التي تتحدى قبضتهم على السلطة في المنطقة من قبل الميليشيات المسلحة والجماعات القبلية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين إنها تشعر بالقلق إزاء الاشتباكات وانقطاع الاتصالات.
وذكرت وسائل إعلام ليبية أن الجيش الوطني الليبي كان يشتبك مع جماعة مسلحة تابعة للمهدي البرغثي، الذي قاد ذات يوم كتيبة تقاتل إلى جانب قوات حفتر قبل الانضمام إلى حكومة طرابلس التي لم يعترف بها حفتر.
ولم يصدر الجيش الوطني الليبي بيانا على الفور ولم يتسن لرويترز الاتصال به أو بسكان بنغازي للتعليق وسط انقطاع الاتصالات.
وقال زعيم عشيرة البرغاثة، وهي جزء من قبيلة العواقير ذات النفوذ في شرق ليبيا، إنها تعمل على تحقيق مصالحة بين حفتر والبرغثي.
ومع ذلك، اشتكى الزعيم القبلي، الشيخ عبد السلام عبد العاطي البرغثي، من أن البرغثي دخل بنغازي في قافلة، قائلا إن ذلك كان خرقا أمنيا.
وذكرت وسائل إعلام ليبية أن اشتباكات اندلعت مساء الجمعة بعد وقت قصير من وصول البرغثي إلى منزله في حي السلماني ببنغازي.
وقال محمد بديري المتحدث باسم شركة الاتصالات الليبية الحكومية في طرابلس إن انقطاع الاتصالات يرجع إلى انقطاع في كابل الألياف الضوئية وسيستغرق إصلاحه وقتا من قبل فرق الصيانة العاملة عليه.
ولم تشهد ليبيا سوى القليل من السلام منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011 وانقسمت في عام 2014 بين الفصائل الشرقية والغربية المتحاربة. وحاول حفتر الاستيلاء على طرابلس والإطاحة بالحكومة هناك في عام 2019 لكن هجومه أُحبط في عام 2020.
وقال رئيس وزراء طرابلس عبد الحميد الدبيبة يوم الاثنين إن بنغازي تشهد “أحداثا استثنائية”، قائلا إن هناك مواجهات مسلحة في مناطق مدنية وما أسماه القطع المتعمد للاتصالات. وأمر بإجراء تحقيق في الأحداث.
وكثيراً ما قارنت الفصائل الشرقية ما تقدمه على أنه أمن واستقرار في بنغازي والمناطق الشرقية مع اندلاع القتال بين الحين والآخر في طرابلس والغرب بين الفصائل المسلحة المتنافسة.
وأظهرت الأحداث الأخيرة تصاعد التحديات التي يواجهها حفتر والحكومة المتحالفة معه منذ فيضانات درنة التي أثارت شكاوى من الفساد والإهمال وراء الكارثة التي أودت بحياة الآلاف.