ما هي حماس؟ وخاضت الحركة التي تحكم قطاع غزة عدة جولات من الحرب مع إسرائيل

وكانت الجماعة مسؤولة عن العديد من التفجيرات الانتحارية وغيرها من الهجمات القاتلة على المدنيين والجنود الإسرائيليين

وشنت حماس، التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، هجوما داخل إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أسفر عن مقتل المئات واحتجاز آخرين كرهائن. أدى اختراقها غير المسبوق للحدود إلى إرسال مقاتلين إلى داخل المجتمعات الحدودية والمنشآت العسكرية، وصدم إسرائيل وحلفائها، وأثار تساؤلات حول قدرات المجموعة واستراتيجيتها.

تأسست المجموعة عام 1987 على يد الشيخ أحمد ياسين، وهو لاجئ فلسطيني يعيش في غزة، خلال الانتفاضة الأولى، التي تميزت باحتجاجات واسعة النطاق ضد الاحتلال الإسرائيلي.

إسرائيليون يتفقدون مبنى سكنيًا متضررًا بعد إصابته بصاروخ أطلق من قطاع غزة، في عسقلان، إسرائيل، الاثنين 9 أكتوبر 2023. الصورة: AP

حماس هي الاختصار العربي لحركة المقاومة الإسلامية، واعتراف بجذور الجماعة وعلاقاتها المبكرة بواحدة من أبرز الجماعات السنية في العالم، جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر في عشرينيات القرن الماضي.

وتعهدت الجماعة بمحاربة إسرائيل وكانت مسؤولة عن العديد من التفجيرات الانتحارية وغيرها من الهجمات القاتلة على المدنيين والجنود الإسرائيليين. وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية حماس جماعة إرهابية في عام 1997. كما يعتبرها الاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى منظمة إرهابية.

فلسطينيون يبحثون عن ناجين بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة في 9 أكتوبر 2023. الصورة: وكالة فرانس برس

فازت حماس بالانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2006، وفي عام 2007 استولت بالعنف على قطاع غزة من السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً. وتدير السلطة الفلسطينية، التي تهيمن عليها حركة فتح المنافسة، مناطق تتمتع بحكم شبه ذاتي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وردت إسرائيل على سيطرة حماس على قطاع غزة بفرض حصار على غزة وتقييد حركة الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع في خطوة تقول إنها ضرورية لمنع الحركة من تطوير أسلحة. وقد دمر الحصار اقتصاد غزة، ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بممارسة العقاب الجماعي.

عمود من الدخان يتصاعد في سماء مدينة غزة خلال غارة جوية إسرائيلية في 9 أكتوبر 2023. الصورة: وكالة فرانس برس

وقضى مؤسس حماس وزعيمها الروحي ياسين سنوات في السجون الإسرائيلية وأشرف على إنشاء الجناح العسكري لحماس الذي نفذ أول هجوم انتحاري له في عام 1993.

استهدفت القوات الإسرائيلية قادة حماس على مر السنين، مما أدى إلى مقتل ياسين في عام 2004. وأصبح خالد مشعل، عضو حماس المنفي الذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية سابقة، زعيم الجماعة بعد فترة وجيزة.

ويحيى السنوار، في غزة، وإسماعيل هنية، الذي يعيش في المنفى، هما الزعيمان الحاليان لحماس. وقاموا بإعادة تنظيم قيادة الجماعة مع حلفائها، بما في ذلك حزب الله اللبناني. ومنذ ذلك الحين، انتقل العديد من قادة الجماعة إلى بيروت.

فلسطينيون يخلون منازلهم بعد الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة في 9 أكتوبر 2023. الصورة: وكالة فرانس برس

فلسطيني يشير إلى مسجد أحمد ياسين، الذي دمرته الغارات الجوية الإسرائيلية، في مدينة غزة في وقت مبكر من يوم 9 أكتوبر 2023. الصورة: وكالة فرانس برس

لقد تبنّت حماس دائماً العنف كوسيلة لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة ودعت إلى تدمير إسرائيل.

ونفذت حماس تفجيرات انتحارية وأطلقت على مر السنين عشرات الآلاف من الصواريخ المتزايدة القوة من غزة على إسرائيل. كما أنشأت شبكة من الأنفاق الممتدة من غزة إلى مصر لتهريب الأسلحة، بالإضافة إلى أنفاق هجومية تخترق إسرائيل.

وفي السنوات الأخيرة، بدت حماس أكثر تركيزا على إدارة غزة من مهاجمة إسرائيل.

سيارات تحترق بعد أن أصاب صاروخ أطلق من قطاع غزة موقف سيارات ومبنى سكنيًا في عسقلان، جنوب إسرائيل، السبت 7 أكتوبر 2023. الصورة: AP

إسرائيليون يحتمون في ملجأ بينما تنطلق صفارات الإنذار للتحذير من صواريخ قادمة من قطاع غزة، في عسقلان، إسرائيل، الأحد 8 أكتوبر 2023. الصورة: AP

وفي الآونة الأخيرة، أبرمت إسرائيل اتفاقيات سلام مع الدول العربية دون الاضطرار إلى تقديم تنازلات في صراعها مع الفلسطينيين. وقد حاولت الولايات المتحدة مؤخرًا التوسط في صفقة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وفي الوقت نفسه، كانت الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة في إسرائيل تعمل على ترسيخ المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية على الرغم من المعارضة الفلسطينية.

ويقول قادة حماس إن الحملة الإسرائيلية على المسلحين في الضفة الغربية، واستمرار بناء المستوطنات – التي يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية – وآلاف السجناء في السجون الإسرائيلية، والحصار المستمر لغزة دفعتها إلى الهجوم.

ويقول قادتها إن المئات من مقاتليها البالغ عددهم 40 ألفاً شاركوا في الهجوم. وتقول إسرائيل إن الجماعة لديها حوالي 30 ألف مقاتل وترسانة من الصواريخ، بعضها يصل مداه إلى حوالي 250 كيلومترا (155 ميلا)، وطائرات بدون طيار.