غزة/القدس –
قصفت إسرائيل قطاع غزة بمزيد من الضربات الجوية يوم الاثنين في الوقت الذي اشتبك فيه جنودها مع نشطاء حماس على الأرض في غارات داخل القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 436 شخصا قتلوا في الهجمات الجوية الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، معظمهم في جنوب قطاع غزة الضيق والمكتظ بالسكان.
وفي مؤشر على اتساع نطاق الصراع قال سكان إن طائرات إسرائيلية قصفت أيضا جنوب لبنان أثناء الليل واشتبكت القوات الإسرائيلية مع فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الأمم المتحدة إن المدنيين اليائسين يفتقرون إلى الغذاء والماء والأماكن التي يمكنهم الاحتماء بها من القصف الجوي المتواصل الذي دمر مساحات واسعة من القطاع الذي تحكمه حماس.
وكانت بعض المساعدات تتدفق عبر أحد المعابر الحدودية إلى غزة، ولكن فقط جزء صغير من المبلغ المطلوب.
وقالت وزارة الصحة في القطاع في تحديث إن 5087 فلسطينيا على الأقل استشهدوا خلال أسبوعين من الغارات الإسرائيلية، من بينهم 2055 طفلا.
وكان سبب القصف الإسرائيلي هو الهجوم الذي شنه نشطاء من حماس عبر الحدود في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على بلدات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
وأفادت كل من إسرائيل وحماس عن وقوع اشتباكات خلال الليل في غزة. وقالت إسرائيل إن القوات البرية شنت غارات محدودة لقتال المسلحين الفلسطينيين وإن الضربات الجوية ركزت على المواقع التي تتجمع فيها حماس لنصب كمين لأي غزو إسرائيلي أوسع.
وأضاف: «خلال الليل كانت هناك غارات بالدبابات وقوات المشاة. هذه الغارات هي غارات تقتل مجموعات من الإرهابيين الذين يستعدون للمرحلة التالية في الحرب. وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الأميرال دانييل هاجاري في مؤتمر صحفي: “هذه غارات عميقة”.
وأضاف أن المداهمات حاولت أيضا جمع معلومات عن الرهائن الـ 222 الذين تحتجزهم حركة حماس.
وقالت وزارة الداخلية التي تديرها حماس في غزة إن 18 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في غارة جوية إسرائيلية أصابت منازل في حي السعودي وجنينة في رفح، بالقرب من الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.
وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية تسللت إلى غزة ودمروا بعض المعدات العسكرية الإسرائيلية.
وقالت الحركة إن تسلل ما وصفتها بقوة مدرعة وقع شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأضاف البيان أن “المقاتلين اشتبكوا مع القوة المتسللة ودمروا جرافتين ودبابة وأجبروا القوة على الانسحاب قبل أن تعود بسلام إلى القاعدة”.
ولم يصدر تعليق إسرائيلي بشأن تدمير المعدات. وقالت كتائب القسام أيضا يوم الاثنين إنها أطلقت صواريخ على بلدتي عسقلان ومافكائيم بجنوب إسرائيل. ودوت صافرات الإنذار في الجانب الإسرائيلي.
الهجوم البري كان في انتظاره
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 320 هدفا في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بما في ذلك نفق يضم مقاتلي حماس، وعشرات من مراكز القيادة والمراقبة، ومواقع إطلاق صواريخ مورتر وصواريخ مضادة للدبابات. وتحتشد القوات والدبابات الإسرائيلية الآن على الحدود بين إسرائيل وغزة، لكن ليس من الواضح متى قد تشن غزوا بريا يهدف إلى القضاء على حماس.
ويواجه أقوى جيش في الشرق الأوسط مجموعة قامت ببناء ترسانة كبيرة بمساعدة إيران، وتقاتل في منطقة حضرية مزدحمة وتستخدم شبكة أنفاق واسعة.
وردا على سؤال من راديو الجيش الإسرائيلي عما إذا كانت واشنطن تضغط على إسرائيل للتوقف، قال نائب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة إلياف بنيامين: “إنهم يدركون أننا ندير الحرب بما يتفق مع مصالحنا”. وفي نهاية المطاف، سنفعل ما يتعين علينا القيام به عندما نحتاج إلى القيام به”.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن حوالي 1.4 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا الآن نازحين داخليا، ويلجأ الكثيرون إلى ملاجئ الطوارئ المكتظة التابعة للأمم المتحدة.
وأمرت إسرائيل سكان غزة بإخلاء الشمال. لكن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قال إنه يعتقد أن المئات وربما الآلاف من الأشخاص الذين فروا يعودون الآن إلى الشمال بسبب القصف المتزايد في الجنوب ونقص المأوى.
وتزايدت المخاوف من أن تتحول الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع مع تحذير واشنطن من وجود خطر كبير على المصالح الأمريكية في المنطقة وإعلانها عن نشر جديد لدفاعات جوية متقدمة.
وعلى طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، اشتبكت جماعة حزب الله المدعومة من إيران مع القوات الإسرائيلية لدعم حماس في أعنف تصعيد للعنف على الحدود منذ الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
نشر العنف
قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات إسرائيلية قصفت في وقت مبكر من يوم الاثنين خليتين لحزب الله في لبنان كانتا تخططان لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ باتجاه إسرائيل. وقصفت إسرائيل أيضًا أهدافًا أخرى لحزب الله بما في ذلك مجمع ونقطة مراقبة.
وقال حزب الله يوم الاثنين إن أحد مقاتليه قتل دون تقديم تفاصيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن سبعة جنود قتلوا على الحدود اللبنانية منذ بدء الصراع الأخير.
وقال مسؤولون أمنيون إيرانيون إن استراتيجية إيران تتمثل في قيام وكلاء الشرق الأوسط مثل حزب الله بشن هجمات محدودة على أهداف إسرائيلية وأمريكية مع تجنب تصعيد كبير قد يجذب طهران.
وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، قتل فلسطينيان في مخيم الجلزون للاجئين قرب رام الله، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية داهمت المخيم واعتقلت العديد من الأشخاص أثناء اشتباكها مع مسلحين وبعض الشباب الذين رشقوا الحجارة. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي بيانا حول الحادث.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى الوحدة الدولية لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة والسماح بالمساعدات. ودخلت قافلة ثانية مكونة من 14 شاحنة مساعدات معبر رفح من مصر إلى غزة مساء الأحد.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن حجم المساعدات التي وصلت حتى الآن كان 4% فقط من المتوسط اليومي قبل الأعمال العدائية وجزء صغير مما هو مطلوب.
ولم تشمل شحنات المساعدات الوقود.
