ووقع التوغل في شمال الأراضي الفلسطينية بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء نتنياهو الاستعدادات لحرب برية
تشارك المركبات المدرعة الإسرائيلية في عملية، مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس، في موقع يُعرف بشمال قطاع غزة. 26 أكتوبر 2023. الصورة: رويترز
أعلنت إسرائيل اليوم الخميس أن رتلاً من الدبابات والمشاة شن غارة ليلاً على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، وضرب أهدافاً “عديدة” قبل أن يتراجع إلى أراضيه.
وأعلن الجيش عن التوغل في شمال الأراضي الفلسطينية بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الاستعدادات لحرب برية جارية. ووصف الجيش الإسرائيلي العملية بأنها “غارة مستهدفة” أصابت “العديد من الخلايا الإرهابية والبنية التحتية ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات”.
وقالت إن العملية كانت “تحضيرا للمراحل القتالية المقبلة”، مضيفة أن “الجنود خرجوا منذ ذلك الحين من المنطقة وعادوا إلى الأراضي الإسرائيلية”.
وأظهرت لقطات فيديو بالأبيض والأسود نشرها الجيش طابورًا من المركبات المدرعة والجرافات يتجه نحو ما يبدو أنه سياج حدودي ويخترقه.
وتحققت وكالة فرانس برس من الموقع جنوب مدينة عسقلان الإسرائيلية، لكنها لم تتمكن من التحقق من وقت تسجيل اللقطات. شاهد فيديو وكالة فرانس برس أدناه:
ويظهر مقطع فيديو آخر غارة جوية، ثم ضرب المباني بالذخائر، مما أدى إلى تطاير الحطام عاليا في الهواء، إلى جانب عمود كثيف من الدخان.
وقبل ساعات فقط من ذلك، ألقى نتنياهو خطابا متلفزا على مستوى البلاد للإسرائيليين الذين ما زالوا يشعرون بالحزن والغضب بعد هجمات حماس الدموية في 7 أكتوبر، قائلا لهم “إننا في خضم حملة من أجل وجودنا”.
وشهد الهجوم المفاجئ تدفق حشود من مسلحي حماس من غزة إلى إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف 222 آخرين، وفقا للإحصائيات الرسمية.
وردت إسرائيل بقصف عنيف قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إنه أسفر عن مقتل أكثر من 6500 شخص، ومن المتوقع أن يرتفع العدد بشكل كبير إذا احتشد عشرات الآلاف من القوات الإسرائيلية بالقرب من غزة.
الصورة: رويترز
وتعهد نتنياهو، في مواجهة الدعوات الدولية المتزايدة للتخفيف من حملة القصف الشرسة، بالمضي قدما في خطط شن حرب برية.
متفاخراً بـ “إمطار حماس بالنار” وقتل “آلاف الإرهابيين”، قال نتنياهو إن حكومة الحرب والجيش سيحددان توقيت “الهجوم البري”.
وتعهد “بالقضاء على حماس” و”إعادة أسرانا إلى الوطن” لكنه أكد “لن أذكر تفاصيل متى أو كيف أو عدد” القوات التي ستشارك.
الصورة: رويترز
وقال متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس إن الغارة البرية على غزة ليست الأولى من نوعها. لكن من المرجح أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوترات في منطقة مضطربة بالفعل.
الرئيس الأمريكي جو بايدن هو من بين الزعماء الأجانب الذين كثفوا دعواتهم العلنية لإسرائيل “لحماية المدنيين الأبرياء” واتباع “قوانين الحرب” في مطاردتها لأهداف حماس.
وقال بايدن يوم الأربعاء إنه اقترح سرا أن تقوم إسرائيل بإخراج الرهائن إن أمكن قبل أي غزو بري.
الصورة: وكالة فرانس برس
وقال بايدن: “إنه قرارهم، لكنني لم أطالب به”، ودعا الكونغرس إلى تخصيص المزيد من الأموال للدفاع الإسرائيلي.
وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القاهرة من أن “التدخل الواسع الذي من شأنه أن يعرض حياة المدنيين للخطر سيكون خطأ”.
وقالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة يوم الأربعاء إن عدد القتلى ارتفع بنحو 700 شخص في يوم واحد إلى أكثر من 6500 شخص، بما في ذلك العديد من الأطفال.
صرح الرئيس الأمريكي بايدن أنه “ليس لديه ثقة” في شخصيات وزارة حماس.
الصورة: وكالة فرانس برس
وفي حين أن العدد الدقيق للقتلى قد يكون غير واضح، إلا أن عمق المعاناة ليس محل شك.
فقد دمرت أحياء بأكملها، وأصبح الجراحون في المستشفيات المكتظة بالجرحى ينفذون العمليات دون تخدير، وتحولت شاحنات الآيس كريم إلى مشارح مؤقتة.
وقال أحد السكان ويدعى أبو علي زعرب بعد قصف منزل عائلته في مدينة رفح الجنوبية: “إنهم لا يشنون حرباً على حماس، بل يشنون حرباً على الأطفال”. “إنها مذبحة.”
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 1.4 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان غزة، نزحوا عن ديارهم.
وتقول الأمم المتحدة إن 12 من أصل 35 مستشفى في القطاع أغلقت أبوابها بسبب الأضرار أو عدم كفاية الوقود، وقالت وكالة إغاثة رئيسية تابعة للأمم المتحدة تخدم ما يقرب من 600 ألف فلسطيني إنها “بدأت في تقليص عملياتها بشكل كبير”.
وقطعت إسرائيل ممرات الإمدادات الطبيعية لغزة بالمياه والغذاء والضروريات الأخرى، ودخلت أقل من 70 شاحنة إغاثة إلى القطاع الفقير منذ بدء الحرب.
ولم يكن أي منها يحتوي على الوقود الذي تخشى إسرائيل أن تستخدمه حماس في صنع الصواريخ والمتفجرات.
وحذرت وكالات الإغاثة من أن المزيد من الأشخاص سيموتون إذا توقفت المعدات الطبية ومحطات تحلية المياه وسيارات الإسعاف عن العمل بسبب نقص الوقود.
وحذر الصليب الأحمر من أنه بمجرد توقف المولدات، فإن المستشفيات “ستتحول إلى المشارح”. وتعاني المستشفيات أيضًا من نقص الأدوية والمعدات.
وقال أحمد عبد الهادي، جراح العظام الذي يعمل في مستشفى ناصر بخان يونس: “أجرينا عدداً من العمليات الجراحية دون تخدير”.
“الأمر صعب ومؤلم، ولكن مع نقص الموارد، ماذا يمكننا أن نفعل؟”
وأثارت الحرب مخاوف من اندلاع حريق إقليمي إذا اجتذبت المزيد من أعداء إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، شنت إسرائيل آلاف الغارات على غزة، لكنها ضربت أيضا أهدافا في لبنان وسوريا.
وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء، أطلق حزب الله المتمركز في لبنان ما قالت إسرائيل إنه صاروخ أرض جو على طائرة إسرائيلية بدون طيار.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض الصاروخ و”أصاب مصدر الإطلاق”.
وتحظى حماس وحزب الله والحكومة السورية بدعم من إيران التي تنكر حق إسرائيل في الوجود.
اتهم كبير الدبلوماسيين الإيرانيين، اليوم الأربعاء، إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة.
أصبح العاهل الأردني الملك عبد الله آخر زعيم يحذر من أن العنف المستمر قد “يؤدي إلى انفجار” في المنطقة.
واتهمت زوجته الملكة رانيا الزعماء الغربيين باتباع “معايير مزدوجة صارخة” لعدم إدانتهم قتل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في قصفها لغزة.
وتصاعدت أعمال العنف بشكل حاد في الضفة الغربية المحتلة، حيث قال مسؤولو الصحة إن أكثر من 100 فلسطيني قتلوا، معظمهم في غارات شنتها القوات الإسرائيلية أو في اشتباكات مع المستوطنين الإسرائيليين.
