وسط الخلاف المتفاقم مع الأمم المتحدة، ستقوم إسرائيل بمراجعة شاملة لكل طلب للحصول على تأشيرة يقدمه مسؤول في الأمم المتحدة بدلاً من منح هذه التأشيرات تلقائيًا، حسبما قال مكتب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة للمونيتور يوم الخميس.
وقال مكتب مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان: “إن إسرائيل، مثل أي دولة أخرى، ليست ملزمة بإصدار تأشيرات للجهات المعادية التي تشوه الحقيقة وتضلل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وبالتالي تضر بأمننا القومي”. “من الآن فصاعدا، لن تمنح إسرائيل تلقائيا تأشيرات الدخول لمسؤولي الأمم المتحدة الذين يريدون الذهاب إلى إسرائيل”.
ورفض مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على هذه القضية، لكن مصدر دبلوماسي أكد للمونيتور أن مسألة تأشيرات الدخول لمسؤولي الأمم المتحدة هي الآن قيد المراجعة.
“لقد رفضنا بالفعل تأشيرة دخول لوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث. لقد حان الوقت لتلقينهم درسا”، قال إردان هذا الأسبوع في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية.
يأتي ذلك بعد أن قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إنه في حين أنه “لا يوجد شيء يمكن أن يبرر القتل المتعمد وإصابة واختطاف المدنيين” – في إشارة إلى هجوم حماس العنيف على المدنيين الإسرائيليين – “من المهم أيضًا الاعتراف إن هجمات حماس لم تأتي من فراغ حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لـ 56 عاما من الاحتلال الخانق.
ودفع ذلك وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي وصل إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء مع وفد من عائلات الإسرائيليين المختطفين، إلى إلغاء اجتماعه المقرر مع الأمين العام للأمم المتحدة.
وبينما قال مسؤولون إسرائيليون إن بيان الأمين العام للأمم المتحدة يبدو أنه يقدم مبررا للهجوم الوحشي الذي شنته حماس، أشار غوتيريس في خطاب ألقاه يوم الأربعاء إلى “إدانته القاطعة لأعمال الإرهاب المروعة وغير المسبوقة التي ارتكبتها حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر”.
وقال الأمين العام: “لقد صدمت من التحريفات في بعض تصريحاتي… كما لو كنت أبرر الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حماس. هذا غير صحيح. لقد كان العكس”، دون أن يذكر إسرائيل بالاسم على وجه التحديد.
وتصاعدت التوترات بين الأمم المتحدة وإسرائيل في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالأونروا، وكالة الأمم المتحدة التي تقدم الإغاثة والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة. وفي عام 2022، كشفت إسرائيل عن حفر نفق لحركة حماس يستخدم لتهريب الأسلحة ومهاجمة بلدات إسرائيلية تحت إحدى مدارس الأونروا. وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول، كتبت الأونروا على موقع X أن “مجموعة من الأشخاص” من وزارة الصحة التي تديرها حماس “قامت بإزالة الوقود والمعدات الطبية من مجمع الوكالة في مدينة غزة”. وتم حذف التغريدة لاحقًا دون أي تفسير.
وتعمق هذا الصدام في الأيام الأخيرة، حيث طالبت وكالة الأونروا إسرائيل بالسماح بدخول الوقود إلى قطاع غزة حتى تتمكن من القيام بعملياتها. ويقول الجيش الإسرائيلي، من جانبه، إن حماس تستولي منذ فترة طويلة على مخزونات الوقود اللازمة لصيانة شبكات أنفاقها ولأغراض عسكرية أخرى.
