دعا زعماء الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس إلى إقامة “ممرات إنسانية وفترات توقف” في الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حركة حماس من أجل إيصال المساعدات إلى غزة، وذلك بعد ساعات من المفاوضات خلال قمة الاتحاد في بروكسل.
ويكافح الاتحاد الأوروبي من أجل الوحدة والنفوذ في مواجهة الأزمة التي اجتاحت الشرق الأوسط منذ أن شنت حماس هجومها الدموي على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأدى تصاعد إراقة الدماء إلى تقسيم اهتمام أوروبا في وقت تتزايد فيه الشكوك حول قدرة الغرب على مواصلة دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وبعد خمس ساعات من المحادثات، دعا الزعماء إلى “مواصلة وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمر وسريع وآمن ودون عوائق للوصول إلى المحتاجين من خلال جميع الإجراءات الضرورية بما في ذلك الممرات الإنسانية والتوقف مؤقتًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية”.
وقالوا إن الاتحاد الأوروبي “سيعمل بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لحماية المدنيين وتقديم المساعدة وتسهيل الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى”.
وأصرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في وقت مبكر من يوم الجمعة على أنه “لا يوجد تناقض بين إظهار التضامن مع إسرائيل وبالطبع العمل على تلبية احتياجات المساعدات الإنسانية لشعب غزة” بعد انتهاء محادثات القادة.
ولطالما انقسمت الكتلة المكونة من 27 دولة بين أعضاء أكثر تأييدًا للفلسطينيين مثل أيرلندا وإسبانيا، وداعمين قويين لإسرائيل بما في ذلك ألمانيا والنمسا.
وكانت هناك إدانة شديدة لهجوم حماس الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400 شخص واحتجاز أكثر من 220 رهينة.
لكن كان هناك إجماع أقل على الحث على وقف القصف الإسرائيلي الانتقامي لغزة، والذي تقول وزارة الصحة التي تديرها حماس إنه أدى إلى مقتل أكثر من 7000 شخص.
ولم ترقى دعوة الاتحاد الأوروبي إلى مستوى مطالب الأمم المتحدة بـ “وقف إطلاق النار”، على الرغم من محاولة إسبانيا الأخيرة لتشديد اللهجة.
– “أوهام” –
وسعت ألمانيا وغيرها من المؤيدين الأقوياء لإسرائيل إلى تخفيف أي صياغة يمكن أن ينظر إليها على أنها تقييد يد إسرائيل في ملاحقة حماس.
وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر قبل المحادثات “إن كل أوهام الهدنة ووقف إطلاق النار وما إلى ذلك لها تأثير في تعزيز تصميم حماس على مواصلة عملها وإدامة هذا الإرهاب الرهيب”.
وقال زعماء الاتحاد الأوروبي في بيانهم إنهم يؤيدون الاقتراح الإسباني بشأن “عقد مؤتمر دولي للسلام قريبا” لبحث محاولة إيجاد حل دائم يقوم على أساس الدولتين.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قبل بدء المحادثات يوم الخميس إن المؤتمر يجب أن يعقد خلال الأشهر الستة المقبلة.
وحذر دبلوماسيون من بعض دول الاتحاد الأوروبي من أن التأخير في العثور على الكلمات الصحيحة مع تزايد عدد القتلى في غزة يضر بالمكانة العالمية للاتحاد.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: “يمكننا أن نشعر أن البعض في العالم يستغلون الظروف لمحاولة حشد جزء من المجتمع الدولي لمهاجمة الاتحاد الأوروبي”.
– لا لـ “إرهاق الحرب” –
وأثار اندلاع العنف في الشرق الأوسط مخاوف من احتمال صرف انتباه الغرب عن الحرب الروسية على أوكرانيا بعد 20 شهرا من الغزو.
وقال الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا إن الاتحاد الأوروبي “ليس له الحق في الشعور بالإرهاق من الحرب” بسبب معركة كييف.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة ودعم الجهود الرامية إلى “منع اندلاع حريق دولي أكبر في الشرق الأوسط”.
وقال “أعداء الحرية مهتمون للغاية بجلب العالم الحر إلى الجبهة الثانية… يجب أن نرى هذا السيناريو بوضوح ونواجهه معا”.
وظهر شرخ في وحدة الاتحاد الأوروبي يوم الخميس عندما قال رئيس الوزراء السلوفاكي الشعبوي الجديد روبرت فيكو إن حكومته أوقفت مساعداتها العسكرية لأوكرانيا.
وبالتعاون مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ــ أقرب حليف لروسيا في الاتحاد الأوروبي ــ يستطيع فيكو الآن أن يشكل كتلة أمام الجهود الإضافية لدعم كييف أو معاقبة الكرملين.
ومن بين إجراءات الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى طمأنة كييف خطة – قدرت في وقت سابق بمبلغ 20 مليار يورو (21 مليار دولار) على مدى أربع سنوات – لإنشاء صندوق دفاع لأوكرانيا كجزء من التزامات أمنية غربية أوسع.
ومن المقرر أن يكلف الزعماء مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد بتقديم تقرير حول هذه القضية في ديسمبر.
وهناك أيضًا مسعى لفرض عقوبات جديدة على موسكو قد تشمل حظر واردات الماس الروسية بمجرد موافقة مجموعة السبع على طريقة لتعقبها.
كما ستتم مناقشة خطة لاستخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.
