“الأطفال يعانون”: يخشى الأفغان على الأطفال عند المعبر الحدودي المزدحم

أصيب ابن خالدة الصغير بالمرض بينما كانا في طريقهما إلى أفغانستان، مسرعين لمغادرة باكستان تحت التهديد بالترحيل.

لكن بينما وصلوا إلى وطنهم قبل الموعد النهائي الذي حددته إسلام آباد في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، لم يتمكنوا إلا بالكاد من الحصول على ما يكفي من الطعام أو الماء للحفاظ على قوة الصبي، ناهيك عن الدواء المناسب.

وقالت الفتاة البالغة من العمر 25 عاماً وهي تحمل ابنها عبد الله: “ليس لدينا ما نطعمه، لقد حصلنا على بعض الخضار بالأمس، واليوم حتى الآن لم يتناول سوى كوب من الشاي الأخضر. ولا يوجد حليب”. عمره أقل من عامين.

“المال يتحدث، ولكن ليس لدينا أي شيء. ماذا يمكننا أن نفعل؟”

جلست هي وأطفالها الآخرون بجوار شاحنة مطلية بألوان زاهية، واحدة في بحر من المركبات المكدسة بالأمتعة المتجمعة بالقرب من معبر تورخام الحدودي، حيث عاد آلاف الأفغان من باكستان في الأسابيع الأخيرة.

وأصدرت إسلام آباد إنذارا في أوائل أكتوبر/تشرين الأول إلى 1.7 مليون أفغاني تقول إنهم يعيشون بشكل غير قانوني في باكستان: إما مغادرة البلاد طوعا أو مواجهة الاعتقال والطرد.

وفي الأسبوع الذي سبق الموعد النهائي، تحول تدفق الأفغان العائدين إلى ديارهم إلى فيضانات، حيث تعمل السلطات من الفجر حتى الغسق لتسجيل الوافدين الجدد ولكنها تكافح من أجل مواكبة ذلك.

وقال مسؤول حدودي إن عدد العائدين يتزايد يوميا، حيث عبر ما لا يقل عن 29 ألف شخص إلى أفغانستان يوم الثلاثاء وحده، مما أدى إلى “وضع طارئ” في المركز الحدودي.

وشهد صحافيو وكالة فرانس برس تدهورا سريعا في الأوضاع قبل أيام قليلة من الموعد النهائي، حيث أعرب العديد من الآباء عن قلقهم على أطفالهم الذين أصيبوا بالمرض بعد النوم في البرد.

وقالت خالدة “إنه (عبد الله) يعاني من الإسهال. أخذناه إلى الطبيب”. وأضافت: “ابن هذه المرأة مريض لكنها قالت: دعوه يشفيه الله”، مشيرة إلى امرأة قريبة تحت برقعها الوردي الشاحب.

وقال تاج محمد، الذي سافر من بيشاور عبر الحدود وكان ينتظر التسجيل لدى الحكومة قبل التوجه إلى جلال آباد القريبة، إن ابنه البالغ من العمر شهرين أصيب بعدوى في الصدر.

“يعاني الأطفال من الأنفلونزا والتهابات الصدر، ليس أنا فقط بل كل الأطفال. الطقس بارد ليلاً ولا توجد موارد كافية”.

وتناثرت الحفاضات في المنطقة المحيطة بالشاحنات والأشخاص والصناعة التي ظهرت حول المخيم المخصص، لكن معظم الناس ليس لديهم ما يلبسونه أطفالهم الصغار، وكانت الفضلات البشرية في كل مكان.

وقال محمد إن الحكومة ووكالات الأمم المتحدة سارعت إلى تقديم الخدمات والدعم، بما في ذلك المراحيض المتنقلة وخزانات المياه وغيرها من الإمدادات، لكننا “نحتاج إلى المزيد”.

وقد تصاعد الإحباط مع هذه العملية المتعثرة. ولا يزال الغذاء والماء نادرين.

“هناك معارك، والناس بدأوا يفقدون صبرهم. أنا شاب، سأتحمل هذا الوضع بطريقة ما، لكن كيف يمكن لطفل أن يتحمل كل هذا؟” قال محمد أياز، 24 عاماً، الذي عبر الحدود مع 10 من أفراد أسرته.

وقالت نجلاء دلناز، 25 عاماً، إنها كانت توفر كل ما لديها من مياه للشرب، حتى مع تراكم الأوساخ على ملابس أطفالها وجلدها من مجرى النهر المغبر بالقرب من المعبر.

وقالت: “نحن لا نغسل أيديهم أو أقدامهم، هناك فقط بعض (المياه) للشرب، ونحن نعيش على ذلك”.

“نحن نشرب قليلاً ولا نغتسل على الإطلاق.”

وقالت الحكومة الباكستانية إن الأمر الذي أصدرته في أوائل تشرين الأول/أكتوبر كان لحماية “رفاهية وأمن” باكستان بعد الارتفاع الحاد في الهجمات التي تلقي باللوم فيها على متشددين ينشطون من أفغانستان، وهو ما تنفيه سلطات طالبان.

ودفع هذا الأمر وحملة القمع التي شنتها السلطات آلاف الأفغان إلى حزم ما في وسعهم على عجل والاندفاع إلى الحدود، غير مستعدين للمخاطرة بإجراء الشرطة أو الترحيل.

بالنسبة للبعض، كان ذلك يعني التخلي عن حياتهم بأكملها أو التعامل مع إمكانية الولادة على طول الطريق، كما فعلت 30 امرأة على الأقل، حسبما قال مسؤول حدودي يوم الاثنين.

ربيعة، باكستانية تبلغ من العمر 32 عامًا، وزوجها الأفغاني حزما أمتعتهما على عجل، وكانا في تورخام لمدة ثلاث ليال يوم الأربعاء.

وهي حامل بطفلها السادس وستضعه خلال أقل من أسبوع.

وأضافت أنهم ليس لديهم منزل أو أرض يذهبون إليها، وليس هناك ما يمكنهم فعله الآن سوى الانتظار.

“سواء كان الأمر سهلا أو صعبا، فنحن هنا الآن.”