وكالة فرانس برس
أعلنت تركيا اليوم السبت أنها استدعت سفيرها لدى إسرائيل وقطعت اتصالاتها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احتجاجا على إراقة الدماء في غزة.
وأعلنت أنقرة قرارها عشية زيارة من المتوقع أن تكون صعبة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وكانت تركيا حليفة الفلسطينيين تعمل تدريجيا على اصلاح علاقاتها الممزقة مع اسرائيل حتى بدء الحرب بين اسرائيل وحماس الشهر الماضي.
ولكنها بدأت في تشديد لهجتها ضد إسرائيل ومؤيديها الغربيين ـ وخاصة الولايات المتحدة ـ مع تصاعد القتال وتزايد عدد القتلى بين المدنيين الفلسطينيين.
وقالت وزارة الخارجية التركية إنه تم استدعاء السفير شاكر أوزكان تورونلار للتشاور “في ضوء المأساة الإنسانية التي تتكشف في غزة بسبب الهجمات المستمرة التي تشنها إسرائيل على المدنيين ورفض إسرائيل (قبول) وقف إطلاق النار”.
وتطوق القوات الإسرائيلية أكبر مدينة في غزة في محاولة لسحق حماس ردا على الغارات التي وقعت في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل والتي يقول مسؤولون إنها أسفرت عن مقتل نحو 1400 شخص – معظمهم من المدنيين – واحتجاز نحو 240 شخصا كرهائن.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما يقرب من 9500 شخص – معظمهم من النساء والأطفال – قتلوا منذ ذلك الحين في الغارات الإسرائيلية والحملة البرية المكثفة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحفيين بشكل منفصل إنه يحمل نتنياهو شخصيا المسؤولية عن تزايد عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن إردوغان قوله “نتنياهو لم يعد شخصا يمكننا الحديث معه. لقد استبعدناه”.
وكانت إسرائيل قد سحبت في وقت سابق جميع دبلوماسييها من تركيا ودول إقليمية أخرى كإجراء أمني.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي إنها “تعيد تقييم” علاقاتها مع أنقرة بسبب التصريحات التركية الساخنة بشكل متزايد بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال أردوغان يوم السبت إن تركيا لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بشكل كامل.
وقال أردوغان: “من غير الممكن قطع العلاقات بشكل كامل، خاصة في الدبلوماسية الدولية”.
وأضاف أن رئيس وكالة الاستخبارات التركية إبراهيم كالين يقود الجهود التركية لمحاولة التوسط لإنهاء الحرب.
وقال أردوغان إن “إبراهيم كالين يتحدث مع الجانب الإسرائيلي. وبالطبع، فهو يتفاوض أيضًا مع فلسطين وحماس”.
لكنه قال إن نتنياهو يتحمل المسؤولية الأساسية عن أعمال العنف و”فقد دعم مواطنيه”.
وقال أردوغان: “ما يتعين عليه فعله هو التراجع خطوة إلى الوراء ووقف ذلك”.
وكان الزعيم التركي اتخذ لهجة أكثر حذرا في الأيام الأولى من الحرب.
لكنه قاد مسيرة حاشدة في اسطنبول نهاية الأسبوع الماضي اتهم خلالها الحكومة الإسرائيلية بالتصرف مثل “مجرم حرب” ومحاولة “القضاء على” الفلسطينيين.
ومن المقرر أن يبدأ بلينكن زيارة تستغرق يومين لأنقرة يوم الأحد في إطار جولته بالشرق الأوسط.
وكان كبير الدبلوماسيين الأمريكيين يجتمع مع نظرائه العرب في العاصمة الأردنية عمان يوم السبت بعد زيارة إسرائيل في اليوم السابق.
لكنه غادر إسرائيل خالي الوفاض يوم الجمعة بعد أن حث قادتها على بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين في قطاع غزة خلال الحرب التي تشنها إسرائيل لتدمير حماس.