فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمنزل دمرته غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة، السبت 4 نوفمبر 2023. الصورة: AP
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الاثنين أن عدد قتلى القصف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية تجاوز 10 آلاف شخص، بعد نحو شهر من بدء الحرب.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي عقده في غزة، أن حصيلة الوفيات بلغت 10022.
واصلت القوات الإسرائيلية ضرباتها المكثفة التي استهدفت المسلحين الفلسطينيين في غزة اليوم الاثنين مع اقتراب الحرب من شهرها الأول.
وقد تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المصمم على تدمير حماس، التي خلف هجومها الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1400 قتيل في إسرائيل واحتجاز أكثر من 240 رهينة، بعدم التراجع على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار.
وقد غمرت القوات البرية النصف الشمالي من قطاع غزة وشددت الحصار على مدينة غزة حتى مع بقاء مئات الآلاف من المدنيين هناك على الرغم من أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة يوم الاثنين أن أكثر من 200 شخص قتلوا في “مجازر وقعت بين عشية وضحاها” – بعد يوم من الإعلان عن إجمالي عدد القتلى أكثر من 9770، معظمهم من النساء والأطفال.
كن على اطلاع على اخر الاخبار. اتبع KT على قنوات WhatsApp.
أرسلت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، كبير دبلوماسييها أنتوني بلينكن في جولة سريعة بالشرق الأوسط تميزت بإدانة قوية لإسرائيل، بما في ذلك محطته الأخيرة تركيا.
امرأة تحمل طفلها المصاب جراء القصف الإسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزة، أمام مستشفى شهداء الأقصى. الصورة: وكالة فرانس برس
وأصدر رؤساء وكالات الأمم المتحدة الكبرى بيانا مشتركا يدعو إلى وقف إطلاق النار داخل الأراضي التي يبلغ عدد سكانها 2.4 مليون نسمة، حيث أدى الحصار الإسرائيلي إلى قطع معظم إمدادات المياه والغذاء والوقود.
وجاء في البيان الذي صدر يوم الأحد “منذ ما يقرب من شهر، كان العالم يراقب الوضع المتكشف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في حالة من الصدمة والرعب إزاء الأعداد المتزايدة من الأرواح التي فقدت وتمزقت”.
“نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لقد مر 30 يومًا. لقد طفح الكيل. يجب أن يتوقف هذا الآن”.
رجل يجلس على الأنقاض بينما يتجول آخرون بين أنقاض المباني التي استهدفتها الغارات الجوية الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة في 1 نوفمبر 2023. الصورة: AP
أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه قصف قطاع غزة بضربات جديدة “كبيرة”، بعد أن قال في وقت سابق إنه ضرب بالفعل أكثر من 12 ألف هدف.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس: “سننقل القتال إلى حماس أينما كانوا – تحت الأرض وفوق الأرض”، مكررا دعواته للمدنيين بمغادرة منطقة الحرب الحضرية.
“سنكون قادرين على تفكيك حماس، معقلا بعد معقل، وكتيبة بعد كتيبة، حتى نحقق الهدف النهائي، وهو تخليص قطاع غزة – قطاع غزة بأكمله – من حماس”.
ضربات البرق مع تصاعد الدخان في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة في 9 أكتوبر 2023. الصورة: وكالة فرانس برس
قالت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس يوم الأحد إن 45 شخصا قتلوا في غارات إسرائيلية على مخيم للاجئين في وسط غزة، مما دفع الناس للبحث بين الأنقاض.
“هل هناك أي ناجين؟” صاح سعيد النجمة وهو يحاول نقل كتل الخرسانة المتناثرة عبر الطريق في المخيم.
“لقد هدموا شارعاً كاملاً على رؤوس النساء والأطفال دون أي إنذار”.
وتخوض القوات الإسرائيلية ومقاتلو حماس قتالاً من منزل إلى منزل في قطاع غزة المكتظ بالسكان، حيث أدت الحرب إلى فرار 1.5 مليون شخص إلى أجزاء أخرى من القطاع.
رجال يحملون فتاة مصابة في أعقاب غارة إسرائيلية على بلدة دير البلح وسط قطاع غزة في 18 أكتوبر 2023. الصورة: وكالة فرانس برس
وظل نتنياهو ثابتا على موقفه، متعهدا يوم الأحد بأنه “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار حتى يتم إعادة الرهائن”.
وقال الجيش إنه قبل وقت قصير من القصف الأخير، انقطعت خطوط الإنترنت والهاتف.
ووزعت إسرائيل منشورات وأرسلت رسائل نصية تأمر المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة بالتوجه جنوبا، لكن مسؤولا أميركيا قال السبت إن ما لا يقل عن 350 ألف مدني ما زالوا في المناطق الأكثر تضررا.
واتهم كوننيكوس حماس ببناء أنفاق تحت المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة في غزة لإخفاء المقاتلين والتخطيط لهجمات وتخزين الذخيرة – وهي الاتهامات التي نفتها الحركة المسلحة.
تقوم القوات الإسرائيلية بدوريات داخل قطاع غزة مع استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية. الصورة: وكالة فرانس برس
ودعا بلينكن خلال جولته الإقليمية التي قادته إلى الضفة الغربية المحتلة وقبرص والعراق يوم الأحد إلى “هدنة إنسانية” بينما رفض مطالب الدول العربية بوقف إطلاق النار.
والتقى بنظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة يوم الاثنين.
وقبل وصول بلينكن إلى تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، المتحالفة مع الفلسطينيين ولكن لها علاقات أيضا مع إسرائيل، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين الذين ساروا إلى قاعدة جوية تضم قوات أمريكية في جنوب شرق تركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسافر بنفسه عبر شمال شرق بلاده النائي يوم الاثنين، متجاهلاً بلينكن على ما يبدو.
قنابل إسرائيلية تضيء سماء الليل شمال قطاع غزة، السبت 4 نوفمبر 2023. تصوير: AP
وقالت تركيا إنها تستدعي سفيرها لدى إسرائيل وتقطع الاتصالات مع نتنياهو.
وفي لقاء مع بلينكن في الضفة الغربية يوم الأحد، أدان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “الإبادة الجماعية والدمار الذي يعاني منه شعبنا الفلسطيني في غزة على أيدي آلة الحرب الإسرائيلية”.
وفي إيران، العدو اللدود لإسرائيل والولايات المتحدة، اتهم الرئيس إبراهيم رئيسي يوم الاثنين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها “تشجع” إسرائيل على “القتل وارتكاب أعمال وحشية” ضد الفلسطينيين.
ومما زاد من حالة اليأس في القطاع المزدحم، تم إغلاق المعبر الحدودي الوحيد إلى غزة من مصر يوم الأحد لليوم الثاني.
فلسطينيون يقومون بإجلاء صبيين مصابين من بين الدمار الذي أعقب الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة غزة، الأربعاء، 25 أكتوبر 2023. الصورة: AP
وعلقت حماس عمليات إجلاء حاملي جوازات السفر الأجنبية بعد أن قالت إن إسرائيل رفضت السماح بإجلاء بعض الجرحى الفلسطينيين.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الإغلاق، قائلا إنه سمح لأكثر من 1100 شخص بالخروج في اليومين السابقين.
وأدت الحرب إلى تفاقم التوترات في الضفة الغربية، حيث قُتل أكثر من 150 فلسطينيا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ بداية الحرب، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وفي القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل، أصيبت جندية إسرائيلية بجروح “خطيرة” اليوم الاثنين في هجوم بسكين قبل أن “تقوم قوات حرس الحدود بتحييد الإرهابي بإطلاق النار”، بحسب ما أفادت الشرطة.
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أنه اعتقل الناشطة الفلسطينية عهد التميمي (22 عاما) خلال مداهمة في بلدة النبي صالح بالضفة الغربية للاشتباه في “التحريض على العنف والأنشطة الإرهابية”.
أصبحت التميمي بارزة في سن الرابعة عشرة عندما تم تصويرها وهي تعض جنديًا إسرائيليًا لمنعه من اعتقال شقيقها الأصغر، ثم صفعت جنديًا إسرائيليًا آخر لاحقًا.
تم رسم صورة كبيرة لها على الجدار العازل الإسرائيلي مع الضفة الغربية.
وعندما استفسرت وكالة فرانس برس عن أسباب اعتقالها، أرسل مصدر أمني منشورا على إنستغرام انتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وينسب للناشطة الشابة.
