تعرض أحد آخر مستودعات الحبوب في قطاع غزة لأضرار بسبب الغارات الإسرائيلية، وتوقفت مطحنة الدقيق الرئيسية في خان يونس – حيث فر مئات الآلاف – عن العمل بسبب نقص الوقود.
وتعرض المتجر، الموجود أيضًا في خان يونس بجنوب القطاع والذي يتسع لثلاثة آلاف طن من القمح، لغارة جوية ليل الأربعاء والخميس. ولم تتمكن فرانس برس من التأكد مما حدث لاحتياطياتها.
وقال رئيس نقابة الخبازين في غزة عبد الناصر العجمي لوكالة فرانس برس “إذا لم يحصل الصليب الأحمر على تصريح من الإسرائيليين حتى نتمكن من القيام بالإصلاحات اللازمة، فسنضطر إلى التوقف عن العمل”.
وإلى الشمال في وسط قطاع غزة، تم تدمير مطحنة أخرى، السلام، في دير البلح، في اليوم السابق، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
ومن بين مطاحن الدقيق الخمسة في الأراضي الفلسطينية المكتظة بالسكان، أصيبت اثنتان على الأقل بالقصف منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بسبب هجوم غير مسبوق لحماس عبر الحدود إلى إسرائيل، والذي خلف حوالي 1200 قتيل، معظمهم من المدنيين. بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وتعهدت إسرائيل بتدمير الجماعة المسلحة، وشنت حملة قصف وحملة برية متواصلة في غزة. ويقول مسؤولو حماس إن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل نحو 11500 شخص، معظمهم من المدنيين.
– “احتمال المجاعة” –
وتباع الآن أكياس الدقيق القليلة الكبيرة الموجودة في غزة بأسعار فلكية تصل إلى ما يعادل 200 دولار.
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس من أن المدنيين في غزة يواجهون “احتمالا مباشرا للمجاعة” مع شح الغذاء والماء.
ولم تنجح المساعدات الإنسانية القليلة التي وصلت عبر مصر في معالجة النقص الذي تفاقم بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه تم السماح لنحو 1100 شاحنة بالدخول إلى غزة حتى الآن، تحمل حوالي 450 منها مواد غذائية تكفي لتغطية “7% فقط من الحد الأدنى اليومي من احتياجات السكان من السعرات الحرارية”.
ولم يبق في غزة سوى 2000 طن من القمح، بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وهذا يعادل 370 طناً من الدقيق، أو ما يكفي من خمسة إلى ستة أيام.
وقالت الأونروا لوكالة فرانس برس إنها تعمل مع 80 مخبزا في أنحاء القطاع. وفي الشمال، حيث اشتد القتال، جميعها مغلقة.
وما زال 63 مخبزاً فقط في وسط وجنوب قطاع غزة يصنعون الخبز، ولكن بصعوبة بسبب شح الوقود.
أغلق أكبر مخبز في مدينة غزة أبوابه يوم الثلاثاء بعد تعرض الألواح الشمسية التي كانت تزوده بالطاقة خلال غارة إسرائيلية. وبعد ذلك، نهب السكان الجياع ما تبقى من الدقيق.
– “لا مزيد من الخبز” –
منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، اصطف السكان خارج المخابز عند الفجر على أمل ضعيف في الحصول على ما يكفي لإطعام أسرتهم.
لكن أي شخص ينتظر دوره – والذي يستغرق خمس ساعات في المتوسط - يتعرض لخطر الضربات الجوية الجديدة.
وقالت وكالة المعونة الأمريكية ميرسي كوربس إن موظفيها على الأرض في غزة يضطرون في بعض الأحيان إلى دفع 30 دولارًا مقابل خمس قطع من الخبز.
وفي متاجر غزة، عادة ما تكون الرفوف فارغة، وتكتب على النوافذ لافتات تقول “لا مزيد من الخبز” أو “لا مزيد من الخميرة”.
وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، تقوم الأونروا بتوزيع الخبز الذي يتم إنتاجه في ملجأها البالغ عدده 154 ملجأ، والذي يستضيف الآن 813,000 شخص. لكن الشاحنات التي تقوم بتوصيل الخبز غالباً ما تعاني من نقص الوقود.
وقد لجأ العديد من سكان غزة إلى صنع الخبز بأنفسهم.
وفي الجنوب، حيث يقيم حوالي 1.6 مليون شخص نزحوا بسبب الحرب، فإن وهج الأفران المؤقتة خارج المنازل أو الخيام يشهد على جهودهم.
لكن من المستحيل تقريبًا العثور على الدقيق والماء والملح اللازم لصنع الخبز في أجزاء كبيرة من قطاع غزة، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وأضافت أن سكان غزة الجياع “يتخطون وجباتهم أو يقللونها”، ويأكلون في بعض الأحيان “البصل النيئ والباذنجان غير المطبوخ”.
