تعمل القوات الإسرائيلية على “توسيع” عمليتها في قطاع غزة اليوم الاثنين، في الوقت الذي قال فيه وسطاء قطريون إنهم يقتربون من التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض الرهائن الـ 240 الذين تحتجزهم حركة حماس.
حذرت إسرائيل سكان مخيم جباليا، أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، ومخيم ساحلي مجاور، بضرورة الإخلاء، فيما أعلن الجيش الأحد أنه “يوسع أنشطته العملياتية في أحياء إضافية… في قطاع غزة”.
وبعد قصف مكثف، شاهد صحافي في وكالة فرانس برس في غزة أعمدة من الدخان تتصاعد من جباليا الأحد.
وقال مسؤول صحي في حماس إن أكثر من 80 شخصا قتلوا في غارتين مزدوجتين على جباليا يوم السبت، بما في ذلك مدرسة تابعة للأمم المتحدة تؤوي النازحين.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تم التحقق منها من قبل وكالة فرانس برس، جثثا مغطاة بالدماء والغبار على أرضية أحد المباني، حيث تم وضع مراتب تحت طاولات المدرسة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جباليا هي من بين مناطق التركيز لأنها “تستهدف الإرهابيين وتضرب البنية التحتية لحماس”.
ودون الإشارة إلى الضربات، قال الجيش الإسرائيلي إن “حادثا وقع في منطقة جباليا” قيد المراجعة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا يوم الاثنين إن المستشفى الإندونيسي القريب من جباليا تعرض للقصف أيضًا.
وشنت إسرائيل هجومها ضد حماس بعد موجة من الغارات الوحشية عبر الحدود في 7 أكتوبر/تشرين الأول والتي خلفت 1200 قتيل، معظمهم من المدنيين.
وتقول حكومة حماس إن عدد القتلى جراء القصف الجوي والعمليات البرية الإسرائيلية في غزة وصل إلى 13 ألف قتيل، منهم الآلاف من الأطفال. وبعد مرور ستة أسابيع على الحرب، تواجه إسرائيل ضغوطا دولية مكثفة لتبرير خسائرها الدموية.
وحذر مسؤولون إسرائيليون من أن “نافذة الشرعية” للحرب الرامية إلى هزيمة حماس ربما تكون قد أغلقت.
دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم الاثنين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف “الكارثة الإنسانية” التي تتكشف في غزة. وقال وانغ لدبلوماسيين زائرين من الدول العربية والدول ذات الأغلبية المسلمة إن “الوضع في غزة يؤثر على جميع البلدان في جميع أنحاء العالم، ويشكك في الإحساس الإنساني بالصواب والخطأ وفي الحد الأدنى للإنسانية”.
قدمت إسرائيل يوم الأحد ما قالت إنه دليل على أن مسلحي حماس استخدموا مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، لإخفاء رهائن أجانب وإخفاء أنفاق تحت الأرض.
نشر الجيش الإسرائيلي ما قيل إنها لقطات كاميرات المراقبة من 7 أكتوبر لرهينتين من نيبال وتايلاند يتم إحضارهما إلى المستشفى.
وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري للصحافيين “لم نحدد بعد مكان هاتين الرهينتين”.
وأظهر أحد المقاطع رجلا يرتدي سروالا قصيرا وقميصا أزرق شاحبا وهو يسحب إلى قاعة المدخل من قبل خمسة رجال، ثلاثة منهم على الأقل مسلحون.
وفي المقطع الثاني، يظهر رجل مصاب يرتدي ملابس داخلية وهو يحمله رجال مسلحون على نقالة بينما ينظر إليه العديد من الأشخاص الآخرين الذين يرتدون ملابس المستشفى الزرقاء.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق على الفور من اللقطات.
واتهمت إسرائيل أيضا الحركة الفلسطينية المسلحة بإعدام الجندية الإسرائيلية نوا مارسيانو البالغة من العمر 19 عاما في مستشفى الشفاء وعرضت صورا لما قالت إنه نفق تحت الأرض طوله 55 مترا تحت المستشفى.
وزعمت إسرائيل مرارا وتكرارا أن مستشفى الشفاء يستخدم أيضا كقاعدة للمسلحين الفلسطينيين، وهو ما تنفيه حماس ومديرو المستشفى.
ووصفت منظمة الصحة العالمية المستشفى بأنه “منطقة الموت”.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، فر مئات الأشخاص من مستشفى الشفاء سيراً على الأقدام عندما سُمع دوي انفجارات حول المجمع.
وشوهدت طوابير من المرضى والجرحى تغادر مع النازحين والأطباء والممرضين.
وقال صحافي في وكالة فرانس برس إن 15 جثة على الأقل، بعضها في مراحل متقدمة من التحلل، كانت متناثرة على طول الطريق.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الأحد إنها قامت بإجلاء 31 طفلاً مبتسرين من المنشأة.
وقال رئيس قسم الجراحة في مستشفى الشفاء مروان ابو سعدة لوكالة فرانس برس ان القوات الاسرائيلية ما زالت في المستشفى وتحاصرها الدبابات.
وقال الأحد “سمعت انفجارين على الأقل منذ صباح اليوم”.
وقال أطباء آخرون إن القوات كانت تنتقل من مبنى إلى آخر وفجرت عبوات ناسفة في الطوابق الأرضية وأقبية المستشفيات بحثا عن أنفاق حماس.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وإطلاق سراح نحو 240 شخصا احتجزتهم الحركة كرهائن خلال أسوأ هجوم في تاريخها وأغلبهم مواطنون إسرائيليون ولكن أيضا عشرات الأجانب.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم انتشال جثتي الرهينتين في غزة هذا الأسبوع.
وأطلقت حماس حتى الآن سراح أربعة من المختطفين وأنقذت القوات جنديا خامسا.
وقال وسطاء قطريون يوم الأحد إنهم يقتربون من التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
وقال رئيس الوزراء القطري إن الجهود الرامية إلى إعادة الرهائن “بأمان إلى ديارهم” مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار أصبحت الآن في متناول اليد، مما يزيد الآمال في إمكانية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والنيباليين والأمريكيين وغيرهم من الأسرى قريبا.
وقال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: “أنا الآن أكثر ثقة بأننا قريبون بدرجة كافية من التوصل إلى اتفاق”، مضيفا أن التفاصيل العملية “الثانوية” فقط هي التي لم يتم حلها.
ومن بين الرهائن الرضع والمراهقين والمتقاعدين. لقد أزعج مصيرهم ليس فقط عائلاتهم، بل الجمهور الإسرائيلي ككل.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر لوسائل الإعلام الأمريكية إن المفاوضين “أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة” من التوصل إلى اتفاق.
لكنه أضاف: “إن الشعار القائل بأنه لا يوجد اتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء ينطبق بالفعل”.
في لندن، توسل والد إميلي هاند المفقودة البالغة من العمر 9 سنوات، وهو يبكي، لإعادتها إلى المنزل.
وقال لوكالة فرانس برس: “هناك فجوة كبيرة جدًا في قلوبنا لن يتم ملؤها حتى تعود إلى المنزل مرة أخرى”.
