الجزائر العاصمة
اضطرت وزارة الثقافة والفنون الجزائرية المحرجة إلى إصدار بيان نفت فيه منح الإذن بعرض كتاب للسياسي والكاتب الفرنسي اليميني المتطرف إريك زمور خلال صالون الجزائر الدولي للكتاب.
وأثار عرض كتاب المؤلف الفرنسي المثير للجدل في أحد الأكشاك موجة عارمة من الانتقادات ضد السلطات.
امتد الجدل إلى الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر بعد أن اتهم ناشر ساخط وزارة الثقافة بالترخيص لعرض كتاب “لم أقل كلمتي الأخيرة” للكاتب زمور خلال الدورة السادسة والعشرين للكتاب الدولي للبلاد عدل.
وقد ردد عنوان كتاب زمور بشكل ضعيف شعار ترامب الشعبوي “اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”. لكن مجرد ظهور زمور في المدن الفرنسية للترويج لكتابه أثار احتجاجات وحتى أعمال شغب من قبل الجماعات المناهضة للفاشية.
وقضى منتقدو الحكومة يوما ميدانيا في الجزائر لنشر الأخبار نقلا عن موقع الجزائر باتريوتيك باللغة الفرنسية، حيث تم عرض كتاب زمور من قبل ناشر فرنسي في معرض الكتاب الدولي الذي أقيم مؤخرا.
وتساءل الموقع الجزائري عما إذا كانت “السلطات الجزائرية سمحت بتوزيع كتاب زمور أم أنه تم إدخاله خلسة بين كتب أخرى ونجا من تدقيق المؤسسات الرسمية المكلفة بمراقبة قبول الكتب المسموح بها في معرض الكتاب السنوي”. “.
أرزقي آيت العربي، ناشر جزائري تم استبعاد كتبه من المعرض، اعتبر أنه من المفارقة أن يتم منع كتبه من المعرض بينما كتاب المتطرف الفرنسي إريك زمور “العدو المعلن للجزائريين وناطق باسم دعاية الجيش الإسرائيلي الخبيثة”. “، مسموح به. وأضاف في منشور على فيسبوك: يبدو أن زمور “يملك ناديا قويا في وزارة الثقافة الجزائرية. وقد تمت الموافقة على توزيع كتابه الأخير في معرض الجزائر الدولي للكتاب وبيعه على الموقع الإلكتروني للناشر.
وتسبب وجود الكتاب في إحراج كبير لوزارة الثقافة ومسؤولي معرض الكتاب، حيث طالب الناشطون بمحاسبتهم جميعا.
ونفت الوزارة بشدة منحها الإذن بقبول كتاب زمور “خاصة أن محتوى الكتاب يتعارض مع قيم ومبادئ المجتمع الجزائري”.
كما أشارت الوزارة إلى أن القائمين على معرض الكتاب “قاموا بسحب الكتاب من المعرض فور اكتشاف وجوده ووجهوا إنذارا للعارض”.
ولد زمور في فرنسا عام 1958 ليهود جزائريين، وكان مصدر الجدل وحتى أعمال الشغب بسبب أفكاره المتعصبة حول الإسلام والمهاجرين والسود والعرب.
كما ترشح زمور في الانتخابات الرئاسية 2022 حيث حصل على المركز الرابع وحصل على نحو سبعة بالمئة من الأصوات.
تمت إحالة هذا الرجل الباريسي من أصول يهودية جزائرية إلى المحكمة في فرنسا عدة مرات بتهمة خطاب الكراهية، وفي قضايا مختلفة تضمنت وصف المهاجرين المسلمين بـ “المستعمرين” ووصف طالبي اللجوء القاصرين بأنهم “مغتصبين ولصوص”.
وفي عام 2020، قال زمور خلال مناظرة إعلامية مع وزير الثقافة السابق جاك لانج، رئيس معهد العالم العربي في باريس، إن تدريس اللغة العربية في فرنسا كان “وسيلة الإخوان المسلمين لأسلمة فرنسا”، واتهم السابق ويساعد الوزير والمعهد الذي يرأسه في هذا المسعى.