فيينا
انخفضت أسعار النفط العالمية يوم الأربعاء بعد تأجيل الاجتماع الوزاري الرئيسي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها من الأحد إلى 30 نوفمبر.
وأعلنت المنظمة التي تتخذ من فيينا مقرا لها، تأجيل اجتماع تحالف أوبك+ في بيان مقتضب، دون تقديم أي تفسير.
من المقرر أن يتخذ أعضاء منظمة أوبك الـ13 برئاسة المملكة العربية السعودية وعشرة شركاء بقيادة روسيا قرارًا بشأن سياسة الإنتاج الخاصة بهم وسط انخفاض أسعار النفط الخام والشائعات الأخيرة عن الخلاف بين أعضاء التحالف.
وانخفضت أسعار النفط الخام العالمية أكثر من خمسة بالمئة بعد الإعلان المفاجئ لكنها استقرت قليلا.
وفي الساعة 1630 بتوقيت جرينتش، انخفض خام برنت بحر الشمال 3.9 بالمئة إلى 79.27 دولارا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط 4.1 بالمئة إلى 74.61 دولارا.
وقال المحلل في بنك يو بي إس جيوفاني ستونوفو لوكالة فرانس برس إن “عدم اليقين ليس في صالح الأسواق المالية، التي يتعين عليها الآن الانتظار لفترة أطول للحصول على وضوح بشأن ما ستفعله أوبك + العام المقبل”.
وأضاف أن التأجيل يشير أيضا إلى وجود “وجهات نظر مختلفة بين المشاركين في المجموعة”، مؤكدا ما كشفه مصدران في أوبك+.
وقال خورخي ليون من شركة ريستاد إنرجي إن التحالف قام بتأجيل اجتماعات وزارية في الماضي، “ولكن ليس لمدة أربعة أيام” مما يشير إلى صعوبات في التوصل إلى اتفاق.
ومع انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 80 دولارًا للبرميل منذ أن بلغت ذروتها في سبتمبر، يتوقع المحللون المزيد من تخفيضات الإنتاج من قبل التحالف.
لكن المجهول الكبير هو كيفية تنفيذ التخفيضات في العام المقبل واحتمال تقاسمها بين الأعضاء.
وفي الأشهر الأخيرة، خفض تسعة أعضاء في أوبك+، بما في ذلك الرياض وموسكو وبغداد ودبي، إنتاجهم.
وتحملت المملكة العربية السعودية العبء الأكبر، حيث خفضت طوعاً إنتاجها بمقدار مليون برميل إضافية يومياً منذ يوليو/تموز.
وقال المحلل كارستن فريتش من كومرتس بنك، إن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، الذي أعرب عن استيائه من انخفاض الأسعار، ألقى مؤخراً “اللوم على المضاربين في انخفاض أسعار النفط” بدلاً من ضعف الطلب.
وبدا نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الأربعاء بنبرة مختلفة، قائلا إن “أسعار النفط الحالية تعكس بشكل موضوعي الوضع الحالي”.
وأضاف: “إنهم عند مستوى كاف، وبالتالي فإن السوق متوازنة. لكننا سنناقش هذه القضايا بالتفصيل في الاجتماع المقبل”.
وأسعار النفط بعيدة كل البعد عن المستويات القريبة من 140 دولاراً للبرميل التي وصلت إليها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكنها تظل أعلى من متوسط السنوات الخمس الماضية، على الرغم من المخاوف بشأن الطلب، خاصة في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
ومع ذلك، بالنسبة للسعوديين، فإن مستوى 80 دولارًا أمر بالغ الأهمية نظرًا لأن سعر التعادل أعلى قليلاً من ذلك، وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي.
وقال فؤاد رزاقزادة من سيتي إندكس لوكالة فرانس برس إنه في غياب اتفاق، يخشى المستثمرون من أن تضع الرياض حدا لتخفيضاتهم الإضافية.
وأضاف: “من الواضح أنهم غير راضين عن بعض أعضاء أوبك+ الآخرين الذين لا يلتزمون بالتخفيضات” المعلن عنها مسبقًا.
ويقال إن روسيا مترددة في تنفيذ التزاماتها لأنها تحتاج إلى عائدات النفط لتمويل حربها في أوكرانيا.
كما أشارت مصادر قريبة من المناقشات إلى وجود “خلافات بين الرياض والدول الإفريقية حول الحصص”.
وقال بعض الأعضاء إنهم يرغبون في زيادة إنتاجهم.
