امستردام هولندا
تجمع أكثر من ألف شخص في أمستردام، اليوم الجمعة، لدعم المجموعات التي تواجه التمييز في هولندا، بعد مكاسب كبيرة حققها حزب سياسي يميني متطرف هذا الأسبوع.
وفي ميدان دام بوسط أمستردام، أشعل الناس الشموع أو رفعوا أضواء الهواتف المحمولة في احتجاج صامت في الغالب، بعد يومين من الانتخابات العامة التي فاز فيها حزب الحرية بزعامة السياسي المناهض للإسلام خيرت فيلدرز بأكبر عدد من المقاعد.
وتعهد فيلدرز، الذي يحاول الآن تشكيل ائتلاف حاكم، بإغلاق الحدود الهولندية أمام المهاجرين وخفض الإنفاق على برامج تغير المناخ والبرامج الثقافية والتنمية الأجنبية.
وكان من بين منظمي احتجاج “معاً من أجل التضامن” منظمة العفو الدولية ومنظمة السلام الأخضر وجماعات تدعم حقوق المثليين والفنون والسلام واللاجئين، فضلاً عن النشطاء المناهضين للعنصرية والأحزاب السياسية ذات الميول اليسارية.
وقالوا إنهم يريدون إظهار أنهم سيواصلون الدفاع عن سيادة القانون وعن بلد “للجميع”.
وقالت سارة كوستر: “أشعر بالحزن إزاء نتائج الانتخابات… وأنا قلقة حقاً بشأن بلادنا”.
وأضاف الرجل البالغ من العمر 58 عاماً: “كنت فخوراً للغاية بهولندا لأننا نرحب بالناس ويمكن للجميع أن يكونوا على طبيعتهم، وأنا مندهش وصدم وغاضب حقاً”.
وقال متظاهر آخر، هو جان جاب فان أوسترزي، 62 عاماً، إنه شعر أن فوز فيلدرز كان “ضد كل ما ندافع عنه، والذي أدافع عنه شخصياً”.
وقال إن حزب فيلدرز “يدافع عن استبعاد زملائي وأولادي وإنكار تغير المناخ”.
وأضاف أوسترزي: “في الواقع، كل ما هو عزيز علينا ونجده مهمًا هو على المحك هنا”.
وتخطط الجماعات الإسلامية لتنظيم مظاهرة في أمستردام يوم 2 ديسمبر/كانون الأول للاحتجاج على “الشعبوية وزرع الكراهية”. وأعرب المسلمون، الذين يشكلون حوالي 5% من سكان هولندا البالغ عددهم حوالي 18 مليون نسمة، عن صدمتهم من نتيجة الانتخابات.
وأعرب زعماء الجالية المسلمة الهولندية عن غضبهم وخوفهم وتحديهم بعد فوز فيلدرز في الانتخابات، لكن البعض أبدى استعداده لمنحه “فرصة” لتنفيذ سياساته الاقتصادية.
لا مساجد أو حجاب للرأس أو مصاحف: إن بيان حزب فيلدرز PVV مناهض للإسلام بلا خجل. وتقول منصة PVV: “نريد قدرًا أقل من الإسلام في هولندا”.
وقد وصف فيلدرز المتعصب المغاربة بأنهم “حثالة”، وقارن القرآن بكتاب هتلر “كفاحي”، وتلقى تهديدات بالقتل بعد أن هدد بتنظيم مسابقة لرسم رسوم كاريكاتورية للنبي محمد.
وقد خفف من لهجته المناهضة للإسلام خلال الحملة الانتخابية، وركز أكثر على قضايا مثل ارتفاع تكاليف المعيشة. لكن زعيم المجتمع محسن كوكتاس من جمعية CMO الإسلامية قال: “لا أعرف ما إذا كان المسلمون لا يزالون آمنين في هولندا. أنا قلق بشأن هذا البلد”.
وقال حبيب القدوري من جمعية “SMN” للمغاربة الهولنديين لوكالة فرانس برس إن “بعض الناس خائفون، والبعض الآخر غير متأكدين بشأن مستقبلهم، وحول ما تعنيه النتيجة بالنسبة لمواطنتهم أو مكانتهم في المجتمع الهولندي”.
“وفي الوقت نفسه، لاحظت أن الناس أيضًا قتاليون. لن يطردنا السيد فيلدرز أو حكومة يمينية».
لكن بعض المسلمين في أمستردام ومدينة فينلو الشرقية رسموا صورة أكثر دقة، حيث أولى البعض أهمية أكبر للقضايا الاقتصادية أكثر من تعليقاته السابقة حول الإسلام.
وفي مقهى بأمستردام، قال بوراك سين، سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 40 عاماً، إنه لم يصوت، لكنه كان سيصوت لصالح فيلدرز.
وقال لوكالة فرانس برس: “أعتقد أنه يستحق الفرصة”.
“أعتقد بصراحة أنه يحاول فقط حشد الأصوات من خلال دعايته حول المساجد والمسلمين. وأضاف سين: “لكن بخلاف ذلك فإن ما يقوله عن الهولنديين والفقر صحيح”.
وقال: “يتم منح اللاجئين الأولوية في السكن بينما يتعين علينا الانتظار 20 عاماً للحصول على منزل”، معبراً عن موضوع رئيسي في حملته الانتخابية حول النقص الحاد في المساكن ذات الأسعار المعقولة.
وقال حسن بن سعيد، وهو عامل بناء يبلغ من العمر 49 عاماً من أمستردام، إنه يعتقد أن تهديد فيلدرز بشأن الجالية المسلمة التي يبلغ عددها حوالي مليون شخص في البلاد كان مجرد استعراض.
وفي إشارة إلى الوضع الاقتصادي، اشتكى بن سعيد من أن “كل شيء باهظ الثمن، وأعتقد أن الوزراء أفسدوا الأمور”.
“سأعطيه الفرصة. وقال بن سعيد لوكالة فرانس برس “يمكنه أن يصبح رئيسا للوزراء”.
وسعيا لتهدئة مخاوف الأقليات بعد التصويت، أكد فيلدرز أنه يريد أن يصبح “رئيسا لوزراء جميع الهولنديين بغض النظر عن دينهم أو جنسهم أو لونهم أو جنسهم أو أي شيء آخر”.
وقال فيلدرز: “عندما تكون رئيسا للوزراء، يكون لديك دور مختلف عما تفعله عندما تكون زعيما للمعارضة”.
