مقياس ضغط بالقرب من رافعات مضخة النفط خارج ألميتيفسك في جمهورية تتارستان، روسيا. – رويترز
يستعد سوق الخام العالمي لاجتماع وزاري حاسم لأوبك + في 30 نوفمبر وسط توقعات المحللين بأن الأسعار قد تنخفض أكثر إذا لم تقم مجموعة المنتجين بإجراء تخفيضات إضافية في الإنتاج لتعويض العرض المتزايد من الولايات المتحدة وانخفاض الطلب.
وهوت أسعار النفط أكثر من أربعة بالمئة الأسبوع الماضي بعد أن قالت أوبك+ إنها ستؤجل اجتماعا كان من المقرر عقده في 26 نوفمبر تشرين الثاني وكان من المتوقع أن يناقش مزيدا من التخفيضات في الإمدادات العالمية.
وفي يوم الجمعة، انتظر التجار بحذر نتائج الاجتماع المعاد جدولته. وانخفض سعر النفط الخام الأمريكي القياسي تسليم يناير 1.56 دولارًا إلى 75.54 دولارًا للبرميل يوم الجمعة، في حين انخفض سعر النفط الخام المستأجر تسليم يناير 84 سنتًا إلى 80.23 دولارًا للبرميل.
وكان التأجيل غير المتوقع للاجتماع إلى الخميس، بسبب الصعوبات في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مستويات الإنتاج، قد تسبب في البداية في انخفاض حاد في أسعار برنت وخام غرب تكساس الوسيط. وذكرت تقارير نقلا عن مصادر في أوبك+ أن الاجتماع تأجل بسبب الخلاف حول مستويات الإنتاج الحالية لبعض الأعضاء والتخفيضات المحتملة المرتبطة بها.
وقال مدير صندوق التحوط بيير أندوراند إن مجموعة أوبك + قد تحتاج إلى إجراء تخفيضات إضافية لتعويض العرض المتزايد من الولايات المتحدة الذي تجاوز التوقعات. وقال في مقابلة تلفزيونية مع بلومبرج، إنه بسبب ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين من خارج أوبك، قد يحتاج التحالف إلى تخفيضات أعمق لتعويض العرض الأعلى من المتوقع في السوق.
ونما إنتاج النفط الأمريكي في عام 2023 بمقدار 700 ألف إلى 800 ألف برميل يوميا أكثر من المتوقع، وفقا لأندوراند.
وقال جولدمان ساكس إن احتمال خفض أعمق للإنتاج مطروح على الطاولة عندما يجتمع منتجو النفط في 30 نوفمبر. ويتوقع البنك أن تعلن السعودية وروسيا تمديد قيودهما الطوعية الإضافية حتى الربع الأول من عام 2024 على الأقل.
وقال جولدمان في مذكرة: “السيناريو الأساسي لدينا هو أن يترك صناع السياسات التخفيضات الجماعية الطوعية دون تغيير في ضوء مستويات المخزون القريبة من المتوسط والفترات الزمنية، والحصة السوقية السعودية المنخفضة بالفعل، وتوقعات الطلب القوية من أوبك”.
وأشار المحللون إلى أن أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط انخفضت لأربعة أسابيع متتالية، مدفوعة بإنتاج قياسي من النفط الخام الأمريكي والمخاوف بشأن تراجع الطلب العالمي، خاصة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. وانخفض خام برنت بنسبة 18 في المائة منذ أواخر سبتمبر/أيلول، في حين دخل خام غرب تكساس الوسيط في سوق هابطة بعد انخفاضه بنسبة 20 في المائة منذ ذروته في ذلك الشهر.
وانخفضت الأسعار على الرغم من قرار التحالف في أبريل بخفض إجمالي إنتاجه بمقدار 1.66 مليون برميل يوميًا حتى نهاية العام، والتخفيضات الطوعية الإضافية التي أعلنتها المملكة العربية السعودية وروسيا في الأشهر التي تلت ذلك.
وكتب وارن باترسون وإيوا مانثي، الاستراتيجيان في آي إن جي، في تقرير، أن التخفيض الأعمق لمجموعة أوبك + بالإضافة إلى تمديد السعوديين والروس لخفضهم الطوعي من شأنه أن يمحو فائض السوق المتوقع حاليًا في الربع الأول من عام 2024.
ومع ذلك، قال توريل بوسوني، رئيس قسم صناعة وأسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية، إن العجز الحالي في سوق النفط قد يتحول إلى فائض طفيف في عام 2024 حتى إذا مددت السعودية وروسيا، زعيمتا أوبك +، تخفيضاتهما حتى عام 2024.
ومؤخرا، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعامي 2023 و2024، حيث يتجاوز الاستهلاك التوقعات. لكن الوكالة حذرت من أن نمو العرض يفوق التوقعات أيضًا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي: “في الوقت الحالي، مع استمرار تجاوز الطلب للإمدادات المتاحة مع اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ستظل أرصدة السوق عرضة للمخاطر الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة – والمزيد من التقلبات المقبلة”.
