بيت المقدس –
قال مسؤول أمني إسرائيلي يوم الأحد إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) يستضيف نظرائه القطريين للتشاور بشأن استعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس وعناصر أخرى في هدنة في غزة توسطت فيها الدوحة.
وقال المسؤول إن ضباط المخابرات القطرية وصلوا يوم السبت لإقامة غير محددة في إسرائيل، مضيفا أن التعاون بين الوكالات “وثيق تقليديا”، على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين.
ولم يرد المكتب الإعلامي الدولي لقطر على الفور على طلب للتعليق.
وقال مسؤول آخر اطلع على الزيارة يوم السبت إن وفدا قطريا سافر إلى إسرائيل يوم السبت لبحث تمديد محتمل للهدنة لكن لم يتضح ما إذا كان مسؤولو المخابرات شاركوا في المحادثات.
وتستضيف قطر الغنية بالغاز عددا من كبار مسؤولي حماس والمكتب السياسي للحركة. وتتمتع قطر أيضا بعلاقات ودية مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل، التي تدعم حماس.
وتم إطلاق سراح مجموعة أخرى من الرهائن
قالت حركة حماس يوم الأحد إنها سلمت 13 رهينة إسرائيليا وثلاثة تايلانديين وشخصا يحمل الجنسية الروسية كانوا محتجزين في قطاع غزة للصليب الأحمر في اليوم الثالث من الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس.
ومن المتوقع أن يتزامن إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تم أسرهم عندما اجتاح مقاتلو حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع قيام الإسرائيليين بإطلاق سراح مجموعة أخرى من 39 سجينًا فلسطينيًا كما حدث في الأيام السابقة في الهدنة.
والتهدئة التي تستمر أربعة أيام هي أول وقف للقتال خلال الأسابيع السبعة منذ أن قتلت حماس 1200 شخص واحتجزت نحو 240 رهينة إلى غزة.
وردا على هذا الهجوم، تعهدت إسرائيل بتدمير مقاتلي حماس الذين يديرون غزة، وقصفت القطاع وشنت هجوما بريا في الشمال. وتقول السلطات الصحية في غزة إن نحو 14800 فلسطيني قتلوا، كما شرد مئات الآلاف.
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد بقوات الأمن داخل قطاع غزة وأشار إلى أن الحملة لم تنته بعد.
وقال: “لن يوقفنا شيء، ونحن على قناعة بأن لدينا القوة والقدرة والإرادة والإصرار لتحقيق كل أهداف الحرب، وهذا ما سنفعله”.
ومن المتوقع أن يتحدث نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق يوم الأحد.
قتل المزارع
وكان مقتل مزارع فلسطيني في وسط قطاع غزة قد زاد في وقت سابق من المخاوف بشأن هشاشة الهدنة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن المزارع استشهد عندما استهدفته القوات الإسرائيلية شرق مخيم المغازي للاجئين في غزة.
وفي ملاحظة أكثر إيجابية، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن هناك “سببا للاعتقاد” أنه سيتم إطلاق سراح الرهينة الأمريكية من الأسر في غزة يوم الأحد. ورفض سوليفان الكشف عن هوية الرهينة.
وصل 13 إسرائيليا وأربعة تايلانديين إلى إسرائيل في وقت مبكر من يوم الأحد بعد إطلاق سراح ثان للرهائن الذين تحتجزهم حماس في أعقاب تأخير أولي بسبب خلاف حول تسليم المساعدات إلى غزة.
وقامت مصر وقطر بدور الوسيط يوم السبت للحفاظ على الهدنة.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، مقتل أربعة من قادتها العسكريين في قطاع غزة، بينهم قائد لواء شمال غزة أحمد الغندور. ولم يذكر متى قتلوا.
وتضغط قطر ومصر والولايات المتحدة من أجل تمديد الهدنة إلى ما بعد يوم الاثنين لكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك سيحدث.
وقالت إسرائيل إن وقف إطلاق النار قد يتم تمديده إذا واصلت حماس إطلاق سراح ما لا يقل عن 10 رهائن يوميا. وقال مصدر فلسطيني إن ما يصل إلى 100 رهينة يمكن إطلاق سراحهم.
العنف في الضفة الغربية
ستة من بين 13 إسرائيليا تم إطلاق سراحهم يوم السبت كانوا من النساء وسبعة من المراهقين أو الأطفال. وأصغرهم هي ياهيل شوهام البالغة من العمر ثلاث سنوات، والتي تم إطلاق سراحها مع والدتها وشقيقها، على الرغم من أن والدها لا يزال رهينة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا إن إسرائيل أفرجت عن 39 فلسطينيا، ست نساء و33 مراهقا، من سجنين.
وقال صحافي إن بعض الفلسطينيين وصلوا إلى ساحة بلدية البيرة بمدينة رام الله بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حيث كان بانتظارهم آلاف المواطنين.
قال مسعفون ومصادر محلية إن العنف اندلع في الضفة الغربية حيث قتلت القوات الإسرائيلية سبعة فلسطينيين، من بينهم قاصران ومسلح واحد على الأقل، في وقت متأخر من مساء السبت وفجر الأحد.
وحتى قبل هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول من غزة، كانت الضفة الغربية في حالة من الاضطرابات، مع تزايد غارات الجيش الإسرائيلي، والهجمات الفلسطينية، وعنف المستوطنين الإسرائيليين خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. وقتل أكثر من 200 فلسطيني في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول بعضهم في غارات جوية إسرائيلية.
وتأتي مبادلة يوم السبت في أعقاب إطلاق حماس في اليوم السابق سراح 13 رهينة إسرائيلية، بينهم أطفال ومسنون، مقابل إطلاق سراح 39 امرأة ومراهقًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء سريثا تافيسين على منصة التواصل الاجتماعي إكس إن التايلانديين الأربعة الذين أطلق سراحهم يوم السبت “يريدون الاستحمام والاتصال بأقاربهم”. وأضاف أن جميعهم بخير ولم تظهر عليهم سوى آثار قليلة.
وقالت ثونجكون أونكايو عبر الهاتف بعد أنباء إطلاق سراح ابنها ناتابورن، 26 عاماً، المعيل الوحيد للأسرة: “أنا سعيدة للغاية، أنا سعيدة للغاية، ولا أستطيع أن أصف شعوري على الإطلاق”.
أيام الهدوء
وكان الاتفاق مهددا بالخروج عن مساره عندما قال الجناح العسكري لحماس يوم السبت إنه سيؤجل عمليات الإفراج حتى تفي إسرائيل بجميع شروط الهدنة بما في ذلك الالتزام بالسماح لشاحنات المساعدات بالدخول إلى شمال غزة.
واستغرق إنقاذ الصفقة يومًا من الدبلوماسية بوساطة قطر ومصر، اللتين انضم إليهما الرئيس بايدن أيضًا.
وقالت كتائب القسام أيضا إن إسرائيل لم تحترم شروط إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين التي أخذت في الاعتبار مدة احتجازهم.
واتهمت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوكالة الإسرائيلية للتنسيق المدني مع الفلسطينيين، حماس نفسها بتأخير الشاحنات التي تحاول إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة عند نقطة تفتيش.
وقالت يوم الأحد: “بالنسبة لحماس، سكان غزة هم أولويتهم الأخيرة”.
وشهد يوم السبت أيضًا ساعات من الانتظار لعائلات الرهائن، الذين خفف من فرحتهم استمرار أسر البعض الآخر.
وقالت ميريت ريجيف، والدة مايا ريجيف، التي أطلق سراحها في وقت متأخر من يوم السبت، في بيان صادر عن منتدى أسر الرهائن والمفقودين: “قلبي منقسم لأن ابني إيتاي لا يزال محتجزًا لدى حماس في غزة”.
وسمحت الهدنة ببعض الراحة لسكان غزة مثل إبراهيم كنيش، الذي جلس بجوار نار صغيرة خارج منزله المدمر جزئيا، وأشعل النيران بقطع من الورق المقوى بينما كان يسخن الماء لإعداد الشاي.
وقال وقد أضاء وجهه بوهج النار في خان يونس بجنوب غزة: “إننا نعيش أياماً من الهدوء، حيث نسرق اللحظات لإعداد الشاي”.
