بهدف خفض الانبعاثات العالمية الناجمة عن الحرائق بنسبة 80 في المائة قبل عام 2050، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة التحالف العالمي للحد من انبعاثات الحرائق (WFERA). تجمع هذه المبادرة الرائدة بين الدول والمؤسسات الدولية ومنظمات الدفاع المدني تحت مظلة عملياتية موحدة.
وأعلنت دولة الإمارات عن التحالف خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي، حيث وقعت ست دول مذكرة تشير إلى التزام جماعي بمكافحة العواقب البيئية للحرائق. وبينما يتحد العالم لمواجهة تحديات تغير المناخ، فإن WFERA يبشر بعصر جديد في الكفاح العالمي ضد انبعاثات الكربون الناجمة عن الحرائق.
وتهدف المبادرة إلى إنشاء تحالف دولي يضم المؤسسات الدولية لإنفاذ القانون بشأن تغير المناخ (I2LEC) ونظام تشغيلي موحد.
وقد لاقت هذه المبادرة إشادة من قبل إدارات الإطفاء في جميع أنحاء العالم. وقال جون كولي، الرئيس التنفيذي لجمعية الحماية من الحرائق الأسترالية، إن هذا التعاون سيساعد في تغير المناخ ويجعل العالم أفضل للمجتمع. “أحد أكبر التحديات التي نواجهها هو أن الحماية الفعالة والفعالة من الحرائق يمكن أن تؤدي إلى بيئة أكثر استدامة وعالم مستدام، وبالتالي فإن مساهمتنا ستساعد في تحسين البشرية”.
وقال كولي: “أولئك الذين يعملون في صناعتنا لا يعتبرون العمل وظيفة ولكنهم ملتزمون بتأثير العمل، الذي يفيد منازل ومكاتب أكثر أمانًا لجميع المواطنين للعيش فيها”.
وركز مؤتمر “الاستعداد البيئي” على استكشاف سبل تعزيز التعاون والتنسيق والجهود الشاملة على نطاق عالمي. ودارت المناقشات حول تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الحرائق، لا سيما معالجة آثارها البيئية وتأثيرها على المناخ والتلوث الناجم عن الانبعاثات المرتبطة بها.
وقال ريتشارد أبوت، قائد المنطقة بالمجلس الوطني لرؤساء الإطفاء، المملكة المتحدة، إن هذا اليوم يمثل يومًا مهمًا في البلدان التي تتعاون لتبادل المعرفة وكيفية عملنا للمساهمة في تغير المناخ العالمي.
وقال أبوت: “إن تسخير المعرفة والخبرة في جميع أنحاء العالم سيعود بالنفع على الجميع. ويمكننا بناء مستقبل أفضل للجميع معًا”. وأضاف: “نحن نضمن أن وكالات الإطفاء تركز على دعم المجتمعات المستدامة والآمنة مع تغير مناخنا”.
وتجسد المنظمات الموقعة اليوم بشكل جماعي أكثر من (56) دولة على مستوى العالم، وتنشئ تحالفًا عالميًا واسع النطاق مخصصًا لتعزيز الأمن والوقاية ورفاهية المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وتأتي هذه المذكرات ثمرة للجهود التي يبذلها الدفاع المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد قادت المنظمة مبادرات بيئية رائدة كجزء من برنامج “الاستعداد البيئي”، وهو أحد مشاريع وزارة الداخلية. ويهدف هذا البرنامج إلى مساعدة الدول على مستوى العالم في الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن حوادث الحرائق، والسعي في نهاية المطاف إلى الحياد المناخي على نطاق عالمي.
يستضيف البرنامج قاعدة بيانات عالمية لحوادث الحرائق، ويوحد منظمات مكافحة الحرائق الكبرى. ويقوم بتحليل البيانات لتحديد نسب الكربون الناتجة عن الحرائق على مستوى العالم. يتم إرسال النتائج إلى المنظمات المعنية حسب القارة، بهدف الحد من حوادث الحرائق العالمية وانبعاثات الكربون. قدم الدفاع المدني، بالتعاون مع القطاع الخاص، “الخريطة الحرارية للجرائم البيئية”، التي تكشف عن رؤى تربط الجرائم بتغير المناخ. وتعزز هذه المبادرة التبادل العالمي للمعلومات، وهي خطوة حاسمة في مكافحة الجرائم والحرائق.
وقال المقدم الدكتور أحمد الزرعوني، مدير إدارة التمثيل الشرطي الدولي بوزارة الداخلية بالإمارات العربية المتحدة: “سوف يجيب تطبيقنا Eco Readyness على أسئلة مثل ما هي المواد المعرضة لحوادث الحرائق ونوع الانبعاثات المنبعثة منها”.
“في المستقبل القريب، سنكون قادرين على طرح وتطوير حلول قابلة للتطبيق في جميع أنحاء العالم. يُظهر تطبيق Eco Rediness خريطة حرارية عالمية تظهر فيها كل قارة مدى مساهمتها في التأثير على طبقة الأوزون وجودة الهواء وتغير المناخ والاقتصاد.” قال الدكتور الزرعوني مضيفًا أن التطبيق يعرض تغير المناخ في الوقت الفعلي في العالم.
كما دعا الدكتور الزرعوني الدول الأخرى للانضمام إلى مبادرة مكافحة انبعاثات الكربون العالمية الناجمة عن الحرائق.
