قالت الصين يوم السبت إنها شهدت تقدما في التوصل إلى اتفاق بشأن المناخ في قمة مهمة للأمم المتحدة في دبي، على الرغم من سعي منظمة أوبك النفطية في اللحظة الأخيرة لمقاومة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
أثارت منظمة أوبك غضب الدول والناشطين ذوي التوجهات الخضراء عندما انضمت إلى المملكة العربية السعودية ودعت الأعضاء إلى عرقلة إعلان ناشئ يسعى إلى تقليص استخراج النفط والفحم والغاز الذي يغذي حالة الطوارئ المناخية.
لكن الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، هونت من شأن الخلاف وقالت إنها تعمل على إيجاد حل “مقبول لجميع الأطراف”.
وقال مفاوض المناخ الصيني شيه تشن هوا للصحفيين في مؤتمر المناخ COP28: “أعتقد أننا حققنا بالفعل بعض التقدم بشأن هذه القضية وأعتقد أننا سنحقق المزيد من التقدم في حل هذه المشكلة قريبًا جدًا في الأيام القليلة المقبلة”.
وقال “لأنه إذا لم نفعل ذلك، إذا لم نحل هذه المشكلة، فلا أرى فرصة كبيرة لعقد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الناجح لتغير المناخ”.
وقال وزير المناخ الكندي ستيفن جيلبولت لوكالة فرانس برس إنه “واثق” من أن النص النهائي سيتضمن لغة تتعلق بالوقود الأحفوري الذي تنبعث منه الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
جيلبولت هو من بين مجموعة من الوزراء الذين كلفهم رئيس COP28 سلطان الجابر – وهو الرئيس التنفيذي لشركة النفط الإماراتية العملاقة ANDOC – برعاية المفاوضات وإيجاد اتفاق بحلول يوم الثلاثاء، عندما من المقرر أن تنتهي القمة.
وأضاف: “تتحدث مجموعات مختلفة وتحاول فهم ما يمكن أن نتفق عليه، لكن المحادثة ما زالت في مرحلة أولية”.
– ‘مقزز’ –
وقالت وزيرة البيئة الإسبانية، تيريزا ريبيرا، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إنه “أمر مثير للاشمئزاز للغاية” أن تحاول دول أوبك “الضغط من أجل الوصول إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه”.
وقالت وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس بانييه روناشير إن بيان أوبك أصابها بالذهول والغضب.
إن التوسع بشكل كبير في نشر الطاقة المتجددة مع تقليص إنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري أمر بالغ الأهمية لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
وقالت تينا ستيج، مبعوثة المناخ لجزر مارشال، التي ترأس تحالف الطموح العالي، وهو مجموعة واسعة من الدول تتراوح من بربادوس إلى فرنسا وكينيا ودول جزر المحيط الهادئ، إن “1.5 غير قابل للتفاوض، وهذا يعني نهاية الوقود الأحفوري”. .
واحتج نحو سبعة نشطاء أمام جناح أوبك في مقر انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، رافعين أيديهم مرفوعة لإظهار كلمات مثل “التخلص التدريجي”، وفقًا للقطات فيديو شاركتها المنظمة غير الحكومية 350.org.
وتقدم مسودة ثالثة للاتفاق صدرت يوم الجمعة طرقا مختلفة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري لكنها تتضمن أيضا خيار عدم ذكرها على الإطلاق في النص النهائي.
وقال عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية لوكالة فرانس برس إن بلاده تؤيد رسالة أوبك.
وكان وزير النفط العراقي حيان عبد الغني قد طلب من وفد بلاده في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) “التأكد من أن صياغة البيان الختامي تركز على التعاون العالمي لخفض الانبعاثات من أجل الحفاظ على البيئة والمناخ”.
لكن عضوًا آخر في أوبك، وهي الإمارات العربية المتحدة الغنية بالنفط، والتي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، اتخذت لهجة تصالحية طوال المفاوضات.
وتقول إن التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري، وليس التخلص التدريجي منه، هو أمر “حتمي”.
وقالت بانييه روناشير إنها “تعول على عدم تأثر رئاسة مؤتمر الأطراف” برسالة أوبك.
وقال مفاوض من دولة مؤيدة للخروج من الوقود الأحفوري إن مجموعة الدول العربية هي الوحيدة التي اتخذت موقفا قويا ضد التخلص التدريجي.
– “مرحلة حرجة” –
وقلل شخص يعمل في مكتب رئيس القمة من أهمية اعتراضات السعودية، قائلا إنه من الطبيعي أن تضغط الدول بقوة في النهاية.
وقال الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “لا أشعر أننا وصلنا إلى تلك المرحلة حيث يضع المرء رأسه فوق الحاجز ويكون مثيرا للمشاكل”.
ومع ذلك، قالت مبعوثة المناخ الألمانية جنيفر مورجان إن الدول “تنتقل الآن إلى المرحلة الحاسمة من المفاوضات” لكنها “تشعر بالقلق من عدم مشاركة الجميع بشكل بناء”.
وقال تويوليسولو سيدريك شوستر، رئيس تحالف الدول الجزرية الصغيرة، إن المجموعة “تشعر بقلق بالغ”، بالنظر إلى الوقت المحدود المتبقي في دبي.
وقد بذل تحالف الدول الجزرية الصغيرة ضغوطاً قوية من أجل التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، محذراً من أن ارتفاع منسوب مياه البحار يهدد وجود البلدان الجزرية ذاته.
وقال شوستر: “أناشدكم أن تجعلوا مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) هو القمة التي نتذكر فيها نحن القادة أننا قلبنا مجرى الأمور”.
وأضاف أن تكثيف استخدام الطاقة المتجددة “لا يمكن أن يكون بديلا لالتزام أقوى بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري”.
ومن المرجح أن تعقد محادثات المناخ العام المقبل في منتج رئيسي آخر للوقود الأحفوري حيث أعلنت أذربيجان أنها حصلت على توافق في الآراء لاستضافة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين.
