تمسك منتجا النفط في المملكة العربية السعودية والعراق بموقفهما في محادثات الأمم المتحدة للمناخ يوم الأحد حيث واجهوا ضغوطًا للتخلي عن معارضتهم للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي.
وقبل أقل من 48 ساعة على الانتهاء الرسمي للمؤتمر، دعا سلطان الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف 28، الوزراء إلى الإدلاء بآرائهم في “المجلس” – وهو اجتماع خليجي تقليدي يعقد في دائرة.
وبينما دعا جابر إلى الاجتماع في محاولة للتوصل إلى حل وسط، محذرا من أن “الفشل ليس خيارا”، تمسك الدول بمواقفها.
وكرر الاتحاد الأوروبي وأعضاء الدول الجزرية في المحيط الهادئ المهددة بارتفاع منسوب مياه البحار دعواتهم للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
وأعربت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، عن معارضتها لأي التخلص التدريجي أو التخفيض التدريجي للوقود الأحفوري، وحثت أوبك أعضائها على منع أي لغة من هذا القبيل في COP28.
وقال مسؤول سعودي أمام مجلس COP28 إن “وجهات نظر واهتمامات الرياض” يجب أن تؤخذ في الاعتبار.
وأضاف: “النقاط المدعومة سياسياً حول استهداف قطاعات طاقة محددة، هي شيء سمعناه في العديد من المناقشات المختلفة وفي العديد من الأماكن المختلفة، ولكن في كل مرة، ساد العلم والحس السليم والمبادئ”.
وكان ممثل عراقي أكثر مباشرة، قائلا إن بلاده تعارض أي “ذكر (لأهداف) قطاعية عالمية” بما في ذلك التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
يقول الناشطون والمفاوضون المخضرمون في مجال المناخ إن العالم لم يقترب أبدًا من التوصل إلى اتفاق بشأن تقليص النفط والغاز والفحم خلال ما يقرب من 30 عامًا من مؤتمرات قمة الأطراف.
وقد قال جابر، رئيس شركة النفط الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بنفسه إن العمل بشأن الوقود الأحفوري يجب أن يكون جزءاً من أي اتفاق في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28).
وبعد المجلس، قال مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ ووبكي هوكسترا إن هناك “أغلبية، وقد يقول البعض أغلبية ساحقة، من الدول الحاضرة هنا التي تريد المضي قدما لتحقيق المزيد من الطموح”.
ثم توجه هوكسترا إلى الجناح السعودي مع استمرار المفاوضات.
وفي معرض حديثها عن البيانين السعودي والعراقي، قالت مفاوضة المناخ الألمانية جينيفر مورغان: “من الواضح أنهم شعروا أنهم بحاجة إلى المشاركة، سواء كان ذلك بسبب القليل من الذعر، أو سواء كان الأمر يتعلق ببعض الإدراك لمدى المناقشات التي وصلت إليها”.
– “المعوقون” السعوديون –
وقال ألدن ماير، الباحث البارز في مركز أبحاث المناخ E3G، إن المملكة العربية السعودية كانت “مانعة” لمحادثات المناخ منذ حوالي ثلاثة عقود.
وقال ماير إن هذه ليست “لغة تسوية” في الصفقة التي ستؤثر على السعوديين.
وقال: “سيكون هناك ضغط جيوسياسي هائل من الولايات المتحدة والصين وأوروبا وآخرين يقولون: لا تكونوا آخر من يفجر نجاح اجتماع مؤتمر الأطراف هذا”.
قال مبعوث المناخ الصيني شيه تشن هوا، السبت، إن فريقه يعمل مع دول أخرى للتوصل إلى اتفاق بشأن الوقود الأحفوري “مقبول لجميع الأطراف”.
وقال مراقبون إن المملكة العربية السعودية تعمل على إبطاء المفاوضات بشأن قضايا أخرى في COP28 في محاولة لحشد الدول النامية للانضمام إلى معارضتها للتخلص التدريجي.
ويقول العلماء إن العالم يجب أن ينهي استخدامه للوقود الأحفوري، المسؤول عن الجزء الأكبر من انبعاثات الغازات الدفيئة، إذا أراد الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية وتجنب السيناريوهات المناخية الأكثر كارثية.
وتقدم المسودة الثالثة للاتفاق، التي صدرت يوم الجمعة، طرقًا مختلفة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ولكنها تتضمن أيضًا خيار تجنب المشكلة تمامًا. ومن المتوقع صدور نص جديد يوم الاثنين.
– “نفاق” الغرب –
وتقول الدول النامية إنه لا يمكن أن نتوقع منها أن تتحرك بنفس الوتيرة التي تتحرك بها الدول المتقدمة التي تدين بثروتها لحرق النفط والغاز والفحم.
وفي المجلس، قال ممثل الصين إن العمل المناخي هو “ماراثون، وليس سباق سريع”.
وقال إن الدول المتقدمة تتقدم على المجموعة ويجب أن تساعد الدول النامية من خلال توفير الأموال اللازمة لتحولات الطاقة الخاصة بها.
نددت بوليفيا بـ “نفاق” الدول التي تضغط على العالم النامي بشأن تغير المناخ بينما تعمل على توسيع إنتاجها من الوقود الأحفوري. وقام بتسمية الولايات المتحدة وكندا والنرويج وأستراليا.
ووقف جابر في منتصف الدائرة، واختتم الاجتماع من خلال حث الدول على جعل هذا الحدث معروفًا باسم “مجلس صناع التغيير”.
وأضاف: “نحن الآن في نهاية اللعبة”. “لتحقيق النتيجة المتوازنة والطموحة للغاية التي نحتاجها، نحتاج منكم أن تعملوا كصانعي التغيير.”
وأضاف: “آمل أن لا تخذلني”.
