واجهت إسرائيل جولة أخرى من الضغوط العالمية يوم الثلاثاء لوقف إطلاق النار في غزة بتصويت جديد في الأمم المتحدة وجهود دبلوماسية غربية جديدة على الرغم من تعهد الولايات المتحدة بمواصلة تسليح حليفتها.
من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء لبحث دعوة لوقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية المحاصرة، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد محاولة سابقة.
وقال مكتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه من المقرر أن يجتمع أيضا مع زعماء فرنسا وإيطاليا للدفع من أجل “وقف دائم لإطلاق النار” في الصراع.
وبدأت الحرب في غزة عندما شن مقاتلو حماس هجوما غير مسبوق في 7 تشرين الأول/أكتوبر، مما أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، واختطاف 250، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن الرد العسكري الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 19400 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
وقالت الوزارة إن غارة إسرائيلية قتلت 20 شخصا على الأقل يوم الثلاثاء في مدينة رفح بجنوب البلاد قرب الحدود مع مصر.
تعهد وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن خلال زيارة لاسرائيل اليوم الاثنين بمواصلة تسليح حليفتها التي قدمت لها واشنطن مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.
وقال أوستن: “سنواصل تزويد إسرائيل بالمعدات التي تحتاجها للدفاع عن بلدكم… بما في ذلك الذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي”.
كان أوستن يقوم بجولة في الشرق الأوسط مع تزايد المخاوف بشأن انتشار الحرب في جميع أنحاء المنطقة، حيث هاجم المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن الشحن الدولي في البحر الأحمر تضامناً مع حماس.
وأعلن أوستن يوم الاثنين تشكيل تحالف من 10 دول لقمع العدد المتزايد من هجمات الحوثيين على الناقلات وسفن الشحن والسفن الأخرى في البحر الأحمر.
وقال أوستن إن التحالف يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.
وفي أحدث الأحداث في البحر الأحمر، أعلن المتمردون الحوثيون يوم الاثنين أنهم هاجموا سفينتين “مرتبطتين بإسرائيل”.
– دفعة لوقف إطلاق النار –
وكان من المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي على قرار لوقف إطلاق النار يوم الاثنين.
ودعا مشروع القرار إلى “وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية” في غزة للسماح “بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق”.
لكن مصادر دبلوماسية قالت لوكالة فرانس برس إن الإمارات العربية المتحدة، التي قدمت النص الأخير، طلبت تأجيل التصويت إلى الثلاثاء للسماح بمواصلة المفاوضات المعقدة.
وقالت قطر، التي ساعدت في التوسط في هدنة لمدة أسبوع وتبادل الأسرى الشهر الماضي، إن هناك “جهود دبلوماسية مستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية”، خارج عملية الأمم المتحدة.
وقال مسؤول في الحركة يوم الثلاثاء إن “حماس مستعدة لصفقة تبادل الأسرى، ولكن بعد وقف إطلاق النار”.
ذكرت منصة الأخبار الأمريكية أكسيوس يوم الاثنين أن رئيس الموساد ديفيد بارنيا ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقوا في وارسو.
– ‘مجاعة’ –
وتصاعد القلق الدولي بشأن محنة 2.4 مليون من سكان غزة الذين أجبروا على تحمل القصف اليومي ونقص الغذاء والمياه والنزوح الجماعي.
اتهم كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل يوم الاثنين بإظهار “افتقار مروع للتمييز” في حملتها في غزة، مما سلط الضوء على مقتل رهائن إسرائيليين ومصلين ومدنيين فلسطينيين آخرين.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الاثنين إن إسرائيل “تستخدم تجويع المدنيين كوسيلة للحرب”.
وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن “القوات الإسرائيلية تمنع عمدا تسليم المياه والغذاء والوقود بينما تعرقل عمدا المساعدات الإنسانية وتدمر على ما يبدو مناطق زراعية”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن المنظمة “ليس لديها أي أساس أخلاقي للحديث عما يجري في غزة”، متهما منظمة هيومن رايتس ووتش بتجاهل “معاناة الإسرائيليين وحقوقهم الإنسانية”.
وجاء في تقرير لمدير الاستخبارات الوطنية في واشنطن، نقلته وسائل الإعلام الأمريكية، أن ما يقرب من نصف الذخائر التي أسقطتها الطائرات الإسرائيلية على غزة كانت قنابل “غبية” – ذخائر غير موجهة ذات دقة محدودة.
ودافع ضباط سلاح الجو الإسرائيلي يوم الاثنين عن أفعالهم.
وقال ضابط للصحافيين خلال زيارة نظمها الجيش لقاعدة بالماحيم الجوية على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوب تل أبيب: “جميع القنابل التي نستخدمها هي قنابل عالية الدقة”.
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أن جنديين آخرين قتلا، ليصل عدد القتلى في قطاع غزة إلى 131 جنديا منذ بدء العمليات البرية في أواخر تشرين الأول/أكتوبر.
– “اختراق” في المساعدات –
وافقت إسرائيل على إدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، إلى جانب معبر رفح مع مصر، ودخلت عشرات الشاحنات عبر كرم أبو سالم يوم الاثنين، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وأشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر بفتح المعبر أمام المساعدات الإنسانية ووصول شاحنات تحمل بضائع تجارية إلى غزة ووصفها بأنها “اختراقات مهمة”.
وعند معبر رفح، الذي كان في السابق النقطة الوحيدة التي يُسمح بمرور المساعدات إليها، تجمعت العائلات على أمل السماح لها أخيرًا بالعبور إلى بر الأمان.
وقالت صفاء فتحي حمد: “نحن هنا منذ شهر تقريباً”. “سوف نموت، الطعام محدود للغاية وليس لدينا أي حماية.”
– احتجاجات إسرائيلية –
تظاهر إسرائيليون اليوم الاثنين في وسط تل أبيب، مطالبين باتخاذ إجراءات سريعة لإطلاق سراح الرهائن الـ129 المتبقين الذين يعتقد أنهم محتجزون في غزة.
واشتد غضب وخوف عائلات الرهائن بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار عن طريق الخطأ على ثلاثة أسرى كانوا قد فروا من خاطفيهم.
وذكرت التقارير أن الثلاثة لوحوا بأعلام بيضاء واستخدموا بقايا الطعام لكتابة رسالة باللغة العبرية على ورقة بيضاء قبل إطلاق النار عليهم.
ونشر الجناح العسكري لحركة حماس لقطات زعم أنها تظهر ثلاثة من الأسرى الذين ما زالوا محتجزين. ويظهر في الفيديو ثلاثة رجال ملتحين يجلسون على كراسي في مكان غير معلوم ويطلبون إطلاق سراحهم.
وشهدت حرب غزة أيضا تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن أربعة فلسطينيين قتلوا بالرصاص على يد القوات الإسرائيلية في مخيم للاجئين بالضفة الغربية اليوم الاثنين، مما يرفع عدد القتلى في الأراضي المحتلة إلى أكثر من 300 خلال حرب غزة.
