شنت إسرائيل المزيد من الهجمات القاتلة على غزة يوم الثلاثاء قبل تصويت متوقع في مجلس الأمن الدولي على مطلب آخر لوقف إطلاق النار مع تزايد المخاوف بشأن تأثير الصراع على الشحن العالمي.
وشن أحد أعداء إسرائيل، المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر، مما دفع الولايات المتحدة إلى الإعلان عن تحالف بحري دولي لحماية السفن.
ودفعت الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي يزيد عددها عن 100 ضربة، رغم أنها لم تسفر عن أي خسائر في الأرواح حتى الآن، العديد من الشركات الكبرى إلى وقف رحلاتها عبر المياه المؤدية إلى قناة السويس، التي يمر عبرها حوالي 10% من التجارة العالمية.
وانضم وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن – الذي تعهد يوم الاثنين بدعم أمريكي “صارم” لإسرائيل – إلى مؤتمر عبر الإنترنت حول التحالف المقرر أن يضم سفنا حربية من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ودول أخرى.
واصلت إسرائيل قصفها ومعاركها البرية يوم الثلاثاء في الشهر الثالث من أكثر حرب دموية على الإطلاق في غزة، والتي بدأت عندما شنت حماس هجومها غير المسبوق في 7 أكتوبر.
واقتحم المسلحون السياج الحدودي العسكري لغزة، وقتلوا حوالي 1140 شخصًا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، واختطفوا حوالي 250، وفقًا لأحدث الأرقام الإسرائيلية.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن الرد العسكري الإسرائيلي المدمر أدى إلى مقتل أكثر من 19667 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، في حين دمر مساحات واسعة من الأراضي الساحلية.
وقالت الوزارة إن ما لا يقل عن 20 شخصا آخرين قتلوا خلال الليل في غارات على رفح مما زاد المعاناة في المدينة الجنوبية التي أصبحت مخيما واسعا للنازحين الفلسطينيين.
وفي تل أبيب، انطلقت صفارات الإنذار بسبب الصواريخ التي أطلقت من غزة مما دفع المواطنين الإسرائيليين إلى الهروب إلى ملاجئ الغارات الجوية قبل أن يعترض نظام القبة الحديدية النيران القادمة.
– “الجحيم الحي” –
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته عثرت على متفجرات مزروعة في عيادة طبية في إحدى ضواحي مدينة غزة، ودمرت أنفاق حماس وقتلت نشطاء من حماس خلال العمليات الأخيرة.
ويقول الجيش إن 131 جنديا قتلوا في غزة منذ أن بدأ غزوه البري في أواخر أكتوبر.
وحث المسؤولون الأمريكيون، ومن بينهم أوستن، إسرائيل على حماية المدنيين في غزة. وتعهد يوم الاثنين بمواصلة تسليح إسرائيل.
وقال أوستن: “سنواصل تزويد إسرائيل بالمعدات التي تحتاجها للدفاع عن بلدكم… بما في ذلك الذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي”.
وتصاعد القلق الدولي بشأن المعاناة التي جلبتها الحرب للأسر الفلسطينية المتضررة التي عانت من نقص حاد في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات والبرد القارس في الشتاء.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك إن سكان غزة الذين أجبروا على الفرار جنوبا لم يتبق لهم مكان يذهبون إليه و”محاصرون في جحيم حي”.
ووصف المتحدث باسم اليونيسيف جيمس إلدر غزة بأنها “أخطر مكان في العالم” بالنسبة لطفل.
وقال إنه “غاضب من تجاهل أصحاب السلطة للكوابيس الإنسانية التي أصابت مليون طفل”.
وصرح مدير المستشفى الاهلي فضل نعيم لوكالة فرانس برس، ان احد المستشفيات الاخيرة المتبقية في شمال غزة، وهو المستشفى الاهلي، توقف عن العمل بعد أن اقتحمته القوات الإسرائيلية و”أوقفه عن العمل”.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، بعد تأخير لمدة يوم واحد، لبحث دعوة أخرى لوقف إطلاق النار. واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد عرض سابق.
ودعا مشروع القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة إلى “وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية” للسماح “بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق”.
– متمردو اليمن يهاجمون السفن –
ولا يزال مصدر القلق الأكبر للعديد من الإسرائيليين هو مصير الرهائن الـ 129 الذين ما زالوا محتجزين في غزة بعد إطلاق سراح 80 منهم الشهر الماضي مقابل 240 سجينًا فلسطينيًا.
وأصدرت حماس لقطات زعمت أنها تظهر ثلاثة من الذين ما زالوا محتجزين، وهم رجال كبار السن وملتحون طلبوا إطلاق سراحهم.
ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري الفيديو بأنه “فيديو إرهابي إجرامي دليل على وحشية حماس تجاه المدنيين المسنين الأبرياء الذين يحتاجون إلى رعاية طبية”.
وقالت قطر، التي ساعدت في التوسط في الهدنة التي استمرت أسبوعًا سابقًا وتبادل الأسرى، إن هناك “جهودًا دبلوماسية مستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية”.
أفادت منصة “أكسيوس” الإخبارية الأمريكية، اليوم الاثنين، أن رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيا ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقوا في وارسو.
وأثارت حرب غزة مخاوف من تصعيد إقليمي وشهدت قيام إسرائيل بتبادل النيران المميتة عبر الحدود مع مقاتلي حزب الله المدعوم من إيران في جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية “هاجمت مجموعة من الإرهابيين” وأطلقت دبابة النار على هدف لحزب الله بينما تصدت الدفاعات الجوية “لهدف جوي مشبوه” طار من لبنان.
كما تكثفت هجمات الحوثيين في الآونة الأخيرة على الشريان البحري الحيوي لنحو 40% من التجارة بين أوروبا وآسيا.
قامت أربع من أكبر شركات الشحن في العالم – CMA CGM Group، وHapag-Lloyd، وMaersk، وMSC – بتحويل سفنها، كما فعلت شركة النفط BP، في خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة.
يمكن أن تستغرق الرحلات التي يتم تغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا حوالي 10 أيام إضافية، مما يؤدي إلى تراكم تكاليف الوقود ويهدد بالتأخير ونقص الإمدادات مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلكين.
وترأس البحرية الأمريكية بالفعل قوة عمل بحرية، تم إنشاؤها في أبريل من العام الماضي، وتركز على “جهود الأمن البحري وبناء القدرات في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن”، وفقًا للموقع الإلكتروني للمجموعة المعروفة باسم CTF. 153.
وفي بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، عززت واشنطن أيضًا وجودها البحري في المنطقة كجزء من الجهود الرامية إلى ردع صراع أوسع نطاقًا.
