الخرطوم/القاهرة
قال شهود إن قوات الدعم السريع السودانية توغلت يوم الاثنين بشكل أعمق في الملاذ الآمن السابق في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، حيث سيطرت أيضا على بلدة رفاعة.
وجاء ذلك بعد يوم من قيام قوات الدعم السريع شبه العسكرية بإنشاء قاعدة في ود مدني.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية “سيطرت على مدينة رفاعة” على بعد 40 كلم شمال ود مدني.
وأضافوا أن قوات الدعم السريع سيطرت على “مقر الجيش ومكتب الشرطة والمستشفى بعد اشتباك استمر ساعة” في البلدة.
منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، أصبحت مدينة ود مدني، على بعد 180 كيلومترا جنوب الخرطوم، ملاذا لآلاف النازحين خلال الصراع.
وقد تكون السيطرة على ود مدني نقطة تحول في تقدم قوات الدعم السريع شبه العسكرية عبر المناطق الغربية والوسطى من السودان.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تسعى للإطاحة بالموالين للبشير في ود مدني واستباق هجوم للجيش الذي اتهمته بارتكاب أعمال قتل عنصرية وضربات جوية عشوائية.
وأعلنت على موقع X، تويتر سابقا، أنها “سيطرت على الفرقة الأولى مشاة للقوات المسلحة السودانية في ود مدني”، وأن “عمليتها شملت تحرير معسكر الاحتياط المركزي وجسر حنتوب الاستراتيجي من الجانب الشرقي”.
وتقع المدينة على بعد حوالي 170 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الخرطوم في ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة في بلد يواجه تفاقم الجوع. وقالت المنظمة الدولية للهجرة في بيان إن ما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف شخص فروا من الجزيرة منذ اندلاع الاشتباكات قبل أربعة أيام.
وتقاسمت قوات الدعم السريع والجيش السلطة مع المدنيين بعد الإطاحة بالرئيس الإسلامي السابق عمر البشير عام 2019، قبل القيام بانقلاب معًا في عام 2021 ثم الخلاف حول خطة انتقال سياسي مدعومة دوليًا.
وساهم الإسلاميون والموالون للبشير، الذين كانوا يدعمون الجيش، في تعطيل العملية.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها قوات الدعم السريع مقاتلين في شاحنات صغيرة يسيرون في شوارع ود مدني وفوق جسر عبر النيل الأزرق كانت تقاتل من أجله مع الجيش.
وفي أحد مقاطع الفيديو، وقف مقاتلو قوات الدعم السريع وهم يحملون بنادق وأذرعهم حول الكهنة الأقباط، الذين قالوا إنهم لم يتمكنوا من الفرار لكنهم طلبوا المساعدة من قوات الدعم السريع لمغادرة المدينة.
وأجبرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من سبعة ملايين شخص على الفرار من منازلهم، وتركت العاصمة في حالة خراب، وتسببت في أزمة إنسانية وأثارت موجات من عمليات القتل لأسباب عرقية في دارفور.
وبينما لجأ نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة الأوسع، كان ما لا يقل عن 85,000 شخص يعيشون داخل ود مدني، مع اعتماد المزيد على المدينة للحصول على الرعاية الصحية والمساعدات والخدمات الحكومية التي بدأت في الإغلاق في الأيام الأخيرة.
وحثت الولايات المتحدة يوم الأحد قوات الدعم السريع على عدم الهجوم. وبينما قال الوسطاء الإقليميون “إيغاد” إن الجيش وقوات الدعم السريع اتفقا على وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، نفى الجيش قبوله للاتفاق.
وقالت الباحثة ريم عباس، الزميلة في معهد التحرير، إن السيطرة على وسط ود مدني، وهو مركز للطرق السريعة الوطنية، ستمنح قوات الدعم السريع سيطرة أكبر على التجارة وتسمح لها بعرقلة طرق إمداد الجيش.
وقالت: “هذا يمنحهم الوقت لتنظيم أنفسهم، ويمكنهم البدء بالتوجه شرقاً” والضغط على الجيش.
