إسرائيل تقصف غزة بينما تدرس الأمم المتحدة دعوة جديدة لوقف إطلاق النار – خبر

شنت إسرائيل المزيد من الهجمات القاتلة على غزة يوم الثلاثاء بينما كان من المقرر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مطلب آخر لوقف إطلاق النار وتزايد القلق بشأن تأثير الصراع على الشحن العالمي.

وشن أحد أعداء إسرائيل، المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الهجمات على سفن الشحن والناقلات في البحر الأحمر، مما دفع الولايات المتحدة إلى الإعلان عن تحالف بحري من 10 دول لحماية السفن.

ورغم أن الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنها الحوثيون لم تسفر عن مقتل أي شخص حتى الآن، فقد دفعت العديد من شركات الشحن والنفط الكبرى إلى وقف الرحلات عبر المياه المؤدية إلى قناة السويس، وهي نقطة عبور لنحو 10 بالمائة من التجارة العالمية.

وسافر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن – الذي تعهد يوم الاثنين مرة أخرى بدعم أمريكي “صارم” لإسرائيل – إلى قطر وانضم إلى مؤتمر عبر الإنترنت حول التحالف البحري الذي يضم سفن حربية من بريطانيا وكندا وفرنسا ودول أخرى.

وفي الوقت نفسه حذر الحوثيون من أنهم “لن يوقفوا” الهجمات التي يقولون إنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل في عرض للتضامن مع الفلسطينيين وحركة حماس المسلحة.

وواصلت إسرائيل قصفها ومعاركها البرية يوم الثلاثاء في الشهر الثالث من أكثر حرب دموية على الإطلاق في غزة والتي بدأت عندما شنت حماس هجومها غير المسبوق في 7 أكتوبر.

واقتحم المسلحون السياج الحدودي مع غزة وقتلوا نحو 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وخطفوا 250 آخرين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن الرد العسكري الإسرائيلي المدمر أدى إلى مقتل أكثر من 19400 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بينما دمر مساحات واسعة من الأراضي الساحلية.

وقالت الوزارة إن ما لا يقل عن 20 شخصا آخرين قتلوا خلال الليل في غارات على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى مزيد من المعاناة في المنطقة التي أصبحت مخيما واسعا للنازحين الفلسطينيين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته عثرت على متفجرات مزروعة في عيادة طبية في ضاحية الشجاعية بمدينة غزة، ودمرت أنفاق حماس وقتلت نشطاء من حماس خلال العمليات الأخيرة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن 131 من جنوده قتلوا في غزة منذ أن بدأ غزوه البري في أواخر أكتوبر.

وأعرب البيت الأبيض عن قلقه إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة، لكن أوستن تعهد يوم الاثنين بمواصلة تسليح إسرائيل.

وقال “سنواصل تزويد إسرائيل بالمعدات التي تحتاجها للدفاع عن بلدكم… بما في ذلك الذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي”.

وتصاعد القلق الدولي بشأن المعاناة التي جلبتها الحرب والحصار للأسر الفلسطينية المتضررة التي عانت من نقص حاد في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات.

واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك اليوم الاثنين اسرائيل “باستخدام تجويع المدنيين كوسيلة للحرب”.

واتهم جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إسرائيل بإظهار “افتقار مروع للتمييز” في حملتها على غزة.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، بعد تأخير لمدة يوم واحد، لبحث دعوة أخرى لوقف إطلاق النار، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد محاولة سابقة.

ودعا مشروع القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة إلى “وقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية” في غزة للسماح “بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق”.

وسمحت إسرائيل بدخول كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي المصري، واعتبارًا من هذا الأسبوع عبر معبر كرم أبو سالم التابع لها.

وما زال القلق الأكبر لكثير من الإسرائيليين هو مصير الرهائن الـ 129 الذين ما زالوا محتجزين في غزة بعد إطلاق سراح العشرات منهم الشهر الماضي مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

ونشر الجناح العسكري لحركة حماس لقطات زعم أنها تظهر ثلاثة من الأسرى وهم رجال كبار السن وملتحون يجلسون على الكراسي ويطلبون إطلاق سراحهم.

ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري الفيديو بأنه “فيديو إرهابي إجرامي دليل على وحشية حماس تجاه المدنيين المسنين الأبرياء الذين يحتاجون إلى رعاية طبية”.

واشتد خوف وغضب عائلات الرهائن بعد أن أطلق جنود إسرائيليون النار في الأسبوع الماضي عن طريق الخطأ على ثلاثة أسرى كانوا قد فروا وكانوا يلوحون بالأعلام البيضاء.

وقالت قطر، التي ساعدت في التوسط في الهدنة التي استمرت أسبوعًا سابقًا وتبادل الأسرى، إن هناك “جهودًا دبلوماسية مستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية”.

أفادت منصة “أكسيوس” الإخبارية الأمريكية، اليوم الاثنين، أن رئيس المخابرات الإسرائيلية، رئيس الموساد ديفيد بارنيا، ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التقوا في وارسو.

وتصر حماس على أنها “مستعدة لصفقة تبادل الأسرى، ولكن بعد وقف إطلاق النار” – في حين تعهدت إسرائيل بتدمير حماس وبنيتها التحتية لتجنب تكرار هجمات 7 أكتوبر.

وأثارت حرب غزة مخاوف من تصعيد إقليمي وشهدت قيام إسرائيل بتبادل النيران المميتة عبر الحدود مع مقاتلي حزب الله المدعوم من إيران في جنوب لبنان.

كما تكثفت هجمات الحوثيين على الشريان البحري الحيوي لما يقدر بنحو 40 في المائة من التجارة بين أوروبا وآسيا.

وأوقفت أربع من أكبر شركات الشحن في العالم – CMA CGM Group وHapag-Lloyd وMaersk وMSC – عملياتها هناك أو بدأت في إعادة توجيه سفنها، كما فعلت شركة النفط العملاقة BP، في خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة.

يمكن أن تستغرق الرحلات التي يتم تغيير مسارها حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا حوالي 10 أيام إضافية، مما يؤدي إلى تراكم تكاليف الوقود ويهدد بالتأخير ونقص الإمدادات مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلكين.