الخرطوم/القاهرة
قال الجيش السوداني يوم الثلاثاء إن قواته انسحبت من مواقع في ود مدني بعد تقدم منافسيه شبه العسكريين.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الخميس إن خسارة الجيش أثارت تساؤلات حول مستقبل زعيمه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وقالت خلود خير من مجموعة كونفلوينس الاستشارية، وهي مجموعة بحثية سودانية: “يظهر سقوط ود مدني أن الإخفاقات تصل إلى قمة الجيش”.
وقالت: “لقد حدث خطأ فادح داخل كبار ضباط القوات المسلحة السودانية”. “إنه أمر لا يفهمه حتى البعض منهم.”
واكتسبت قوات الدعم السريع شبه العسكرية زخما في الأسابيع الأخيرة، حيث عززت قبضتها على منطقة دارفور الشاسعة وسيطرت على أراض جديدة تمتد شرقا نحو العاصمة الخرطوم.
ود مدني هي مدينة رئيسية تقع على بعد حوالي 170 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الخرطوم، وكانت بمثابة مركز مساعدات وملجأ للنازحين داخلياً. وهي عاصمة ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة في بلد يواجه تفاقم الجوع.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة يوم الاثنين إن دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة أدى إلى فرار ما يصل إلى 300 ألف شخص من المنطقة.
وأظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء، ما بدا أنه مبنى إداري كبير في ود مدني وهو يحترق، وقال أحد مقاتلي قوات الدعم السريع إنه بنك قصفه الجيش.
وأظهر مقطع فيديو آخر مقاتلي قوات الدعم السريع في مخزن مليء بالأسلحة والذخيرة.
وقال أحد السكان أحمد عادل لرويترز عبر الهاتف إن قوات الدعم السريع منتشرة في شوارع ود مدني على متن شاحنات ودراجات نارية وتطلق النار احتفالا وطائرات الجيش تقصف بعض الأحياء.
وسيطرت قوات الدعم السريع على معظم أنحاء الخرطوم منذ الأيام الأولى للحرب.
ويسيطر الجيش الذي يحتكر القوة الجوية لكنه لا يملك قوة مشاة فعالة على شرق وشمال السودان مما يثير مخاوف من احتمال تفكك البلاد وهي ثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة.
ويقول سكان إن الضربات الجوية للجيش تسببت في سقوط ضحايا على نطاق واسع بين المدنيين. قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إنها تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن طائرات الجيش تقصف مناطق مأهولة بالسكان في شمال وجنوب دارفور.
وفي ما يعكس حالة من الارتباك داخل صفوفه، قال الجيش في بيان إنه يجري التحقيق في أسباب انسحاب قواته من ود مدني.
وقالت قوات الدعم السريع إنها ستوفر الحماية والخدمات الأساسية للمدنيين في ود مدني.
واندلعت الحرب في السودان منتصف أبريل/نيسان الماضي بعد أسابيع من التوترات بشأن صلاحيات الجيش وقوات الدعم السريع في إطار الانتقال المزمع نحو الحكم المدني ودور أعضاء نظام عمر البشير المخلوع.
وتقاسم المتنافسون السلطة مع الأحزاب السياسية في أعقاب الانتفاضة الشعبية عام 2019، قبل القيام بانقلاب مشترك في عام 2021.
وحول الصراع الخرطوم إلى منطقة حرب وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة يوم الثلاثاء إن أكثر من سبعة ملايين شخص فروا من منازلهم بسبب الحرب، بما في ذلك أكثر من 1.5 مليون عبروا إلى دول مجاورة.
