وقصفت إسرائيل قطاع غزة مرة أخرى بضربات جوية وقصف يوم الأربعاء بعد أن حذر قائد قواتها المسلحة من أن الحرب المستعرة مع حماس منذ هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول ستستمر “لأشهر عديدة أخرى”.
وأضاء انفجار سماء الليل فوق مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة التي كانت مركزا لقتال عنيف في المناطق الحضرية منذ أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيطر إلى حد كبير على شمال القطاع.
وقال شهود إن اشتباكات عنيفة اندلعت مرة أخرى حول مدينة غزة في الشمال، في حين أصابت غارة جوية 11 شخصا قرب رفح، وهي مدينة تقع في أقصى الجنوب وتكتظ بالنازحين.
وقد أدى مقتل نحو 21 ألف فلسطيني، والأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، إلى تفاقم الدعوات المطالبة بإنهاء الأعمال العدائية.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا بمواصلة الحملة لتدمير حماس، وهي جماعة إسلامية مدرجة على القائمة السوداء للمنظمات “الإرهابية” من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال قائد القوات المسلحة هرتسي هاليفي مساء الثلاثاء إن “أهداف هذه الحرب ضرورية وليس من السهل تحقيقها”. “لذلك فإن الحرب ستستمر لعدة أشهر أخرى.”
واندلع الصراع عندما هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وقتلوا نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.
وتقول إسرائيل إنه خلال الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، احتجز المسلحون الفلسطينيون أيضًا حوالي 250 رهينة، ما زال 129 منهم في الأسر.
وردت إسرائيل بقصف متواصل وحصار أعقبه غزو بري في 27 أكتوبر/تشرين الأول.
وأدت الحملة إلى مقتل ما لا يقل عن 20915 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لأحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
وقال الجيش إن عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا داخل غزة ارتفع إلى 164 جنديا.
ذكرت مصادر في وزارة الصحة في القطاع أن إسرائيل أعادت اليوم الثلاثاء، عبر الصليب الأحمر، جثث 80 فلسطينيا قتلوا في غزة، بعد التحقق من عدم وجود رهائن بينهم.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس حفارًا ينزل الرفات البشرية في أكياس الجثث الزرقاء إلى مقبرة جماعية في رفح.
– “ما بعد الكارثة” –
ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من نقص حاد في المياه والغذاء والوقود والأدوية، مع دخول مساعدات محدودة إلى القطاع.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقدر بنحو 1.9 مليون من سكان غزة نزحوا.
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع التلفزيون المصري إن حرب غزة “تتجاوز الكارثة والإبادة الجماعية”.
وقال رئيس السلطة الفلسطينية إن “ما يحدث الآن أبشع بكثير مما حدث” خلال حرب عام 1948 التي صاحبت قيام إسرائيل عندما فر أو طرد 760 ألف فلسطيني من منازلهم.
وقال عباس: “خطة نتنياهو هي التخلص من الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية”.
ودعا مجلس الأمن الدولي في قراره بشأن غزة الأسبوع الماضي إلى “إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق على نطاق واسع”.
وطلبت تعيين منسق إنساني للأمم المتحدة للإشراف والتحقق من المساعدات المقدمة من دولة ثالثة لغزة، وتم يوم الثلاثاء تعيين سيغريد كاج، وزيرة المالية الهولندية المنتهية ولايتها، في هذا المنصب.
والقرار، الذي لم يدعو إلى وقف فوري للقتال، يترك لإسرائيل فعليا مهمة الإشراف العملي على توصيل المساعدات.
وفي رفح، توافد المئات على شركة عبد السلام ياسين للمياه حاملين السلال، ويسحبون عربات اليد، بل ويدفعون كرسياً متحركاً مكدساً بالزجاجات للوقوف في طابور للحصول على المياه النظيفة.
وقال أمير الزهار، أحد سكان رفح، “كانت هذه عربة والدي”. “استشهد أثناء الحرب. كان يستخدمها لنقل وبيع الأسماك، والآن نستخدمها لنقل المياه العذبة”.
وفي أماكن أخرى من المدينة، قام الناس بتقسيم جذوع الأشجار وتكديس الإشعال لأن نقص الوقود أجبرهم على حرق الحطب للطهي وللتدفئة.
وقالت امرأة كانت تغسل ملابس عائلتها يدويا لوكالة فرانس برس: “لقد ناشدت الناس من أجل الحصول على الماء. ليس لدي أي شيء على الإطلاق. لقد اقترضت كل شيء، حتى البطانيات، من الآخرين”.
– توترات في الشرق الأوسط –
قال مسؤول في البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان التقى الثلاثاء وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر لبحث الانتقال “إلى مرحلة مختلفة” في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال المسؤول إن الهدف من اللقاء كان أيضا فرصة للحديث عن “الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب لتحقيق أقصى قدر من التركيز على أهداف حماس ذات القيمة العالية”.
وفي خضم الحرب في غزة، اندلع العنف أيضًا في جميع أنحاء الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حيث قُتل أكثر من 300 فلسطيني على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وفقًا لوزارة الصحة في المنطقة.
افادت مصادر فلسطينية ان عملية اسرائيلية في مخيم للاجئين في شمال الضفة الغربية اسفرت عن مقتل ستة اشخاص فجر اليوم الاربعاء.
وترددت أصداء آثار الحرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع تصعيد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، العدو اللدود لإسرائيل، هجماتها.
أعلن حزب الله الأربعاء أن غارة جوية إسرائيلية على بلدة حدودية لبنانية أسفرت عن مقتل مقاتل من حزب الله، فيما أفادت وسائل إعلام رسمية أن اثنين من أقاربه قتلا أيضا.
وفي سوريا، قتلت غارة إسرائيلية يوم الاثنين الجنرال الإيراني رازي موسوي، القائد الكبير في فيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإسلامي.
وفي العراق، شن الجيش الأمريكي ضربات يوم الثلاثاء على الجماعات الموالية لإيران التي اتهمها بالمسؤولية عن العديد من الهجمات على القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها. وقالت السلطات العراقية إن الغارة أودت بحياة شخص واحد على الأقل.
وأطلق المتمردون الحوثيون في اليمن النار مرارا وتكرارا على إسرائيل وعلى سفن الشحن المارة في البحر الأحمر في هجمات يقولون إنها تضامن مع حماس.
وقال البنتاغون إن القوات العسكرية الأمريكية أسقطت أكثر من 12 طائرة مسيرة هجومية تابعة للحوثيين وعدة صواريخ دون وقوع إصابات أو أضرار.
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن طائرة مقاتلة اعترضت “في منطقة البحر الأحمر هدفا جويا معاديا كان في طريقه إلى الأراضي الإسرائيلية”.
بور-JD/FZ/Kir
